نوار الشبلي- حرية برس:
استدعت وزارة الخارجية اللبنانية ممثل الأمم المتحدة في لبنان على خلفية ما وصفته الوزارة بالضغوط على لبنان لتجنيس اللاجئين السوريين.
وكان تقرير صادر عن المنظمة الدولية في شهر إبريل/نيسان الماضي دعا إلى توطين اللاجئين ما لم تكن “الظروف مواتية للعودة إلى بلادهم”، الأمر الذي يعتبره لبنان خطراً على التنوع الديموغرافي، ويخالف الدستور اللبناني.
وبناء على هذا الاستدعاء التقت “سيغريد كاغ” ممثلة الأمم المتحدة في لبنان بوزير الخارجية اللبناني جبران باسيل، وشرحت له مضمون تقرير بان كي مون، موضحة أن هذا التقرير هو تحضيري لاجتماع سيعقد بخصوص معالجة قضية اللاجئين في مقر الأمم المتحدة في أيلول/سبتمبر القادم.
وكان مجلس الوزراء اللبناني أعلن الخميس رفضه لاقتراحات الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بتجنيس اللاجئين السوريين المتواجدين في لبنان، مشدداً على أن حل هذه الأزمة لاتكون بالتوطين بل بعودة النازحين إلى وطنهم.
وقد سارعت الأمم المتحدة إلى نفي وجود دعوة لتوطين النازحين في لبنان، حيث قالت “كاغ”: ‘إن التقرير هو عالمي، وهو عام بطبيعته، ولا يتوجه إلى لبنان بأي شكل أو طريقة، وهو أيضاً لا يتحدث عن أزمة النازحين السوريين خصوصاً، مؤكدة أن “التقرير وضع بناء على طلب الجمعية العمومية وبطلب من الدول الاعضاء للأمم المتحدة، والذي يشكل لبنان بالطبع إحدى هذه الدول. ويعرض التقرير عددا من العناصر، ويصف الاوضاع، وينظر إلى الإحصاءات ويقترح خيارات للنظر فيها”.
و أضافت كاغ : “أن التوصيات هي قيد المناقشات، لذلك اود التأكيد ان التقرير ليس ملزماً بأي شكل من الأشكال”.
وشددت “كاغ” على “أن لبنان بالنسبة إلينا، يجب أن يستمر بكونه نموذجاً حيوياً في المنطقة للتعايش والتعددية، في وقت تمر المنطقة بظروف متقلبة ومهددة من قبل عنف التطرف”.
وقد اتهمت منظمة هيومان رايتس ووتش في وقت سابق لبنان باستغلال اللاجئين كقوة عمل رخيصة ومعاملتهم كمجرمين.
ويستضيف لبنان أكثر من مليون لاجئ سوري، أي ما يزيد على واحد من كل أربعة مواطنين، بالإضافة إلى آلاف من الفلسطينيين النازحين من سوريا.
وفي رده على التصريحات اللبنانية القلقة من توطين اللاجئين السوريين قال مجد عماد منسق شؤون اللاجئين السوريين في لبنان لدى تجمع ثوار سوريا: “إن اللاجئين السوريين لا يرون في لبنان بلداً مؤهلاً أصلاً لاستقبال اللاجئين وليس هو المكان المناسب لتوطين أحد؛ خاصة أن بعض اللبنانيين عنصريون وبلدهم ليست مفضلاً لأحد إلى بالنسبة لهم”.
وأضاف مجد عماد: السوريون يعشقون بلدهم ولا يجدون في لبنان وطناً ولا حتى ملجأ؛ وهم يتواجدون في لبنان حاليا بسبب الحرب التي يشنها عليها نظام الأسد؛ والحكومة اللبنانية تتحمل مسؤولية إلى جانب نظام الأسد بتهجير السوريين بسبب تواطئها مع ميليشيا حزب الله والتغاضي عن حربه على السوريين في أرضهم؛ وتعامل الحكومة اللبنانية وجزء من اللبنانين مع لاجئينا عار على جبين الإنسانية”.
وأضاف الناشط مجد عماد أن السوريين “لن ينسوا فضل قطاع واسع من الشعب اللبناني وأحراره الذين قدموا كل ما باستطاعتهم من دعم ومساندة للشعب السوري في محنته؛ وبالمقابل لن ننسى من تعامل معنا بعنصرية واستغل محنتنا بل وارتكب الجرائم بحقنا من اللبنانيين”.
و دعا مجد عماد حكومة لبنان إلى التحرك ضد عدوان حزب الله على السوريين في بلادهم وإغلاق الحدود في وجه قوافل عناصره المتجهة لقتل الشعب السوري قبل التباكي والشكوى من وجود لاجئين سوريين في بلدهم.
وختم مجد عماد بالقول: “لا نريد لبنانكم .. فقط امنعوا حزب الله من قتلنا وتهجيرنا”.
Sorry Comments are closed