حمص ـ حرية برس:
يعيش في مخيم “الركبان” أكثر من 70 ألف نازح سوري، ينحدر معظمهم من أرياف الرقة ودير الزور وحمص وحماة، ويعاني سكان المخيم من ظروف معيشية قاسية في ظل غياب دور المنظمات الإغاثية، غير أنه يختلف عن باقي المخيمات بأنه يشكل هماً أمنياً ضاغطاً، كون سكانها قدموا من مناطق يسيطر عليها تنظيم “داعش” شرق سوريا.
ويقول “أبو عمر الحمصي” أحد قاطني المخيم “لحرية برس”، إن المخيم يفتقر لجميع وسائل الحياة ومقوماتها، من وقود ومواد غذائية لاسيما بعد أن توغل النظام والمليشيات الايرانية في البادية السورية، إضافة إلى المعارك التي دارت في منطقة وادي الفرات وبالقرب من مخيم الحدلات، فيما بات النظام يفرض أتاوات على البرادات التي تجلب المواد من مدينة الضمير بريف دمشق الى المخيم، حيث تصل قيمتها الى مايقارب مليون ليرة سورية، مما يضطر التاجر الى رفع الأسعار لتفادي خسارته وهذا يزيد من أعباء أهالي المخيم.
ويضيف “أبو عمر” أن سكان المخيم يعانون من نقص شديد بكافة احتياجات المنزل، فيما يتطلعون لإيجاد حلول حول موضوع الرعاية الصحية وخاصة أنه لايوجد أطباء أو أخصائيين وإنما شباب من حملة شهادة التمريض، غير أن النقطة الطبية المتواجدة في الأراضي الأردنية تحاول جاهدة الى مساعدة الحالات المستعصية كأمراض الالتهاب الصدري وغيره من الامراض لكبار السن والاطفال والنساء اللواتي يحتجن الى عمليات قيصرية للولادة.
ويتعذر دخول الحالات المرضية إلى الأراضي الأردنية، وذلك لأن النقطة الطبية لاتغطي 15% من ساكني المخيم وهناك حالات لم يتم إدخالها، مشيرًا “أبو عمر” إلى أنه منذ قرابة الشهر ونصف توفيت امرأة حامل متسممة على الساتر الحدودي، حيث تعذرت النقطة الطبية إدخالها بسبب أحوال الطقس السيئة.
ومع هبوب الرياح والعواصف الغبارية في المنطقة الصحراوية، يشير “أبو عمر” إلى أنها أدت إلى معاناة زائدة لدى النازحين، من أمراض وخاصة عند الأطفال حيث سجل المخيم وفاة قرابة 30 طفل بسبب الجفاف وسوء التغذية، إضافة إلى اقتلاع الخيم، مما اضطر سكان المخيم إلى إنشاء بيوت طينية من الطين والقش واللبن وتغطيتها بأسقف من الشوادر العازلة والبطانيات.
كما يعاني المخيم من شح مياه الشرب، والتي تأتي عبر مواسير من الأراضي الأردنية، وفي حالة حدوث أي عطل في شبكة المد تنقطع مياه الشرب عن المخيم حتى يتم إصلاح العطل، مما يضطر ساكني المخيم إلى استبدالها بمياه تجمع الأمطار، وهي حفر منتشرة بمناطق الحماد السوري.
يذكر أن العديد من المنظمات الدولية بالتعاون مع الحكومة الأردنية تقوم بإدخال الماء والغذاء والمطاعيم للاجئين السوريين في المنطقة المحرمة، فيما ذكر “أبو عمر” أن أوضاعهم شبه مأساوية بسبب الحالة الجوية السيئة المصحوبة بموجة الحر والعواصف الرملية.
ودخلت قافلة مساعدات إلى المخيم عبر الاراضي الاردنية منذ قرابة شهرين، وتدهورت أوضاع النازحين في المنطقة، بعد إعلانها منطقة عسكرية مغلقة، إثر هجوم بسيارة مفخخة على موقع عسكري أردني فيها، خلف سبعة قتلى و13 جريحًا في 21 حزيران 2016.
عذراً التعليقات مغلقة