سليمان طه ـ حمص ـ حرية برس:
ظهر جليّاً دور المنشقّين عن جيش نظام الأسد، بدأ ذلك مع انشقاق المقدّم “حسين الهرموش”، في أوائل الثورة السورية، ليتبعه المئات من الضباط الذين انضمّوا إلى الشباب السوري الثائر لخلق صورة متكاملة عن الثورة السورية.
وقال “أحمد الضيخ”، لـ “حرية برس”، وهو من أوائل المنشقّين عن النظام في مدينة تلبيسة في ريف حمص الشمالي، أعلنت انشقاقي عن جيش النظام، في الثالث عشر من شهر يوليو / تمّوز في عام 2011، وهو عام انطلاق الثورة السورية ضد نظام الأسد.
انخرطت في صفوف “الجيش السوري الحر”، في مدينة الرستن، وذلك بعد تشكيل أول فصيل مقاتل تابع للجيش الحر في سوريا، تحت أسم كتيبة “خالد بن الوليد”، وفي هذا الأثناء تم التحضير لمعركة ضد قوات الأسد في مدينة الرستن، شاركت فيها مع معظم الضباط المنشقين الأوائل عن صفوف جيش الأسد.
واستغرقت المعركة نحو أسبوع، كان الهدف منها تحرير الحواجز المنتشرة في مدينة الرستن شمال حمص، واصبت خلالها بـ (7) طلقات نارية، استقرت في كلاً من ظهري ويدي وقدمي، وخلال محاولة رفاقي اسعافي نُقلت إلى مزارع مدينة الرستن لتلقي العلاج بعد الإصابات الجسدية البالغة التي تعرضت لها.
وبعد استكمال العلاج عُدت إلى مدينة تلبيسة، للمشاركة في العمل الثوري وتحريرها من قوات الأسد، وذلك بعد تأسيسنا لكتيبة تابعة لـ “الجيش الحر”، وبدأت معاركنا ضد ميليشيات الأسد، وتم خلالها تحرير مدينة تلبيسة ومحيطها.
في حين انتقلت جبهات القتال من مدينة تلبيسة إلى محيطها، وخلال مشاركتي في معركة تحرير منطقة “حوش حجو”، فقدت فيها بعض رفاقي في تأسيس كتائب الجيش الحر شمال حمص.
بينما تعرضت لإصابة حربية ثانية، نتيجة سقوط صاروخ مصدره قوات الأسد، خلال معركة لـ “لجيش الحر”، ضد قوات الأسد في “حاجز ملوك”، جنوب مدينة تلبيسة في ريف حمص الشمالي.
ونتج عن إصابتي الثانية في منطقة البطن تمزق في الأمعاء، فضلاً عن كسر في “الحوض”، و عظم الصدر، أجريت على إثرها (8) عمليات جراحية في مناطق مختلفة من جسدي”.
في حين تم إبلاغي من قبل الأطباء في منطقتنا بضرورة الخروج نحو الشمال السوري، وصولاً لتركيا، لاستكمال العلاج، وذلك بسبب النقص في المعدات والمستلزمات الطبية، وعجز الكادر الطبي للتعامل مع إصابتي البالغة.
ما جعلني مضطراً للخروج لتركيا، عن طريق تهريب آنذاك، وبعد إتمام العلاج، وأثناء تواجدنا في طريق العودة، تعرضنا لكمين من قبل ميليشيات موالية للأسد، ونجوت منه، إلا أن نتج عنه استشهاد شخص كان معنا.
و منذ عودتي استأنفت نشاطي الثوري و قتال قوات الأسد و الميليشيات المساندة له، و شاركت في معارك تهدف لتحرير الحواجز المحيطة بمدينة تلبيسة شمال حمص”.
و نوه “الضيخ”، أصبح عنوان حالتي في الوقت الحالي “معاناة إنسانية”، وذلك نتيجة الإصابات الحربية المتتالية، وتبعات العمليات الجراحية، حيث أسكن في غرفة واحدة، و لدي طفلين، وفي فصل الشتاء لا استطيع منع المياه من دخول الغرفة بسبب سقفها المتهاك”.
وتابع ” لا أستطيع العمل في أي مجال يحتاج لمجهود جسدي، نتيجة الإصابات الحربية، ويؤدي ذلك لعدم قدرتي على تأمين حاجاتي الأساسية، ما يزيد من صعوبة الوضع المعيشي في ظل حصار خانق تفرضه قوات الأسد من أكثر 5 سنوات على المنطقة”.
Sorry Comments are closed