“الخوذ البيضاء”.. رجال الثورة الأنقياء

فريق التحرير26 مارس 2018آخر تحديث :

اسماعيل الأحدب – حرية برس:

“فسحة الأمل وتفان في العمل” أقل ما يوصف به رجال منظمة الدفاع المدني السوري “الخوذ البيضاء” استحقاقاً لما يقدمونه من تضحيات عظيمة تجسدت في إنقاذ حياة الآلاف من الأبرياء وتوفير المرافق الحيوية والخدمية العامة.

رجال الخوذ البيضاء هم نافذة الأمل المشرقة التي ينظر منها الشعب السوري إلى ثورته المباركة بعد الإحباط الذي عصف في قلوب الناس من خلال الحقائق التي رأوها من تخبط في عمل معظم الهياكل المنظماتية في حين استمرت منظمة الدفاع المدني بالسير على خطى ثابتة في سبيل خدمة الشعب.

ولا تزال مشاهد انتشال الأطفال من تحت الأنقاض بسواعد أصحاب الخوذ البيضاء راسخة في أذهان الناس بالإضافة إلى إنجازاتهم في إنشاء وتطوير المرافق العامة كترميم الطرقات وبناء الملاعب وغيرها، كل ذلك رفع من منظمة الدفاع المدني إلى صدارة الهياكل المؤسساتية الناشطة في مناطق سيطرة المعارضة من حيث القاعدة الشعبية مما وضع على عاتقها التوسع في أنشطة ومجالات عمل جديدة تخدم المحاصرين الذين أرهقتهم الحرب وتستنبط الحلول لمشاكلهم، مما أوقع أعباء جمة أثقلت كاهل العاملين في المنظمة الذين وضعوا نصب أعينهم تكريس جهودهم للمحافظة على نسق خط سير منظمتهم وإتقان العمل في المهام الموكلة إليهم ضمن الأنشطة المستحدثة.

يحمل عناصر الدفاع المدني رسالة إنسانية نبيلة تقوم على تقديم خدمات جليلة لكافة شرائح المجتمع لتنعم المجتمعات بالأمن والاستقرار، وتعمل على حماية أرواح المواطنين وممتلكاتهم، والاهتمام بالبيئة وتقديم خدمات إنسانية نبيلة بهدف سبيل التخفيف على المواطنين وتقليل نسبة الخسائر، كما يعمل على تدريب اكبر عدد من السكان المدنيين على مهارات الدفاع المدني والتعامل مع الكوارث والحرائق.

ومن الممكن تقسيم الأعمال التي يقوم بها عناصر الدفاع المدني لعدة مراحل، قبل وقوع حالة الطوارئ “الوقاية، التوعية، الاستعداد”، بعد انتهاء الطوارئ “إعادة تاهيل الأضرار والصيانة”، أثناء وقوع الطوارئ “التدخل والاستجابة”، وقد مر عناصر الدفاع المدني السوري بظروف عصيبة استمرت ما يقارب العام ونصف، أبرزها العمل بالأساليب والوسائل البدائية، حيث يواجه عناصر هذا القطاع ظروفا لم يسبق لأية جهة اخرى في العالم ان واجهتها، من حيث غارات الضربات الكيماوية والبراميل المتفجرة التي تشنها طائرات الأسد وطائرات العدزان الروسي، ورغم الدور الأساسي الذي تلعبه هذه العناصر إنسانيا، إلا أنها لم تسلم من بطش نظام الأسد واستهدافه المباشر لها حيث خسر الدفاع المدني مئات الشهداء والجرحى ومقرات وآليات.

ولعل أبرز النشاطات التي قام بها مؤخراً أصحاب الخوذ البيضاء في ريف حمص الشمالي بمناسبة اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة هو حملة توعية واسعة شملت خمس مناطق منتشرة في الريف وبإرشادات وتوجيه من إدارة منظمة الدفاع المدني في حمص ومديرها أبو شيماء تضمنت عقد ندوات توعوية تعالج المشاكل التي تواجهها المرأة من حيث الزواج المبكر والعواقب المتردية عليه وتفعيل الدور الأنثوي والاجتماعي وضمان حقوق المرأة الميراثية وتعميق دورها التربوي وتكثيف دور الرجل في احتواء الحالات النفسية الناجمة عن الخوف من القصف التي تصيب المرأة والطفل.

هي حملة حصدت نجاحات كبيرة في الأوساط الشعبية وحققت التطلعات المرجوة منها من خلال ترسيخ أهداف الحملة وثوابتها وتطبيقها ضمن الإطار الأسري.

وتتبلور نجاحات الخوذ البيضاء الخارجية في الجوائز التي حصلوا عليها في المحافل الدولية تكريماً لعملهم المخلص والمتسم بالشفافية مما رفع من شأن المنظمة إلى مستويات رفيعة ومكانة مرموقة في الأوساط العربية والعالمية التي دعمت ترشيح الخوذ البيضاء إلى جائزة نوبل للسلام والذين كانوا قاب قوسين أو أدنى من حصد لقبها العام الماضي وأبرز المرشحين لنيلها هذا العام.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    عاجل