من يقف وراء مجزرة “كشكول” بجرمانا؟

فريق التحرير23 مارس 2018آخر تحديث :
مجزرة كشكول في جرمانا راح ضحيتها 46 شخصاً وعشرات الجرحى نتيجة قصف سوق شعبي (تواصل اجتماعي)

كرم منصور – دمشق – حرية برس:

ثلاثة أيام مضت على مجزرة السوق الشعبي في منطقة كشكول بجرمانا قرب العاصمة دمشق، المجزرة التي ارتفع عدد ضحاياها إلى 46 شخصاً و78 مصاباً بحسب ما صرحت مصادر طبية لحرية برس.

عند التجول بالسوق الشعبي الذي استهدفه الصاروخ لم تكن حركة المارة قد عادت إلى سابقتها، حيث كان المكان يضج بالناس، ولم تكن أصوات البائعين تصدح كعادتها في السوق، ليكون الحاضر الأول هو الفراغ والخوف الذي لا زال يملأ المكان منذ يومين.

أبو عماد (52 عاماً) أحد أصحاب المحلات يعاني من إصابة طفيفة في ساقيه قال لحرية برس: عند حوالي الساعة السادسة والنصف من مساء يوم الثلاثاء، كنت داخل المحل، فجأة تحول السوق إلى كتلة من لهب، وكان الضغط الشديد كافياً لتحطيم جميع النوافذ الزجاجية في تلك المنطقة

يكمل أبو عماد قائلاً” خلال ثوانٍ خرجت إلى الباب لأرى العديد من الجثث المتناثرة على الأرصفة، والعديد من المصابين.

يقدر أبو عماد عدد الذين كانوا متواجدين في الشارع  أثناء سقوط الصاروخ  بما يفوق 180 شخص. وبحسب أبو عماد فإن الصاروخ نزل في أحد المحلات مما أدى إلى تفريغ ضغط المواد المتفجرة فيه، في حين لو سقط على الشارع فإن العدد كان سيفوق ذلك بكثير.

محمد (42 عاماً) وهو أحد النازحين من مدينة حمص ويقطن في الحي قال لحرية برس: في البداية سمعنا صوت الانفجار، نزلنا إلى الشارع ظنا منا أنها سيارة مفخخة، بدأنا بالبحث عن مصدر التفجير والنيران، حيث وصلت مليشيات كتائب الدفاع الوطني التابعة للنظام ومنعت خروج ودخول السيارات.

يضيف محمد: رأيت العديد من عناصر  كتائب الدفاع الوطني تستغل انشغال الناس وأصحاب والمحلات حيث تقوم بسرقة النقود والمال من جيوب الضحايا وكذلك من المحلات المتآكلة.

من يقف وراء المجزرة؟

أحد متطوعي الهلال الأحمر في ريف دمشق قال لحرية برس: عند الساعة السابعة إلا ربع من مساء يوم الثلاثاء تم إبلاغنا بحدوث انفجارين هزا حي كشكول في جرمانا، عند وصولنا إلى المكان كان هنالك صاروخان استهدفا نهاية شارع ابراهيم الخليل  بداية السوق الشعبي، استهدف الصاروخ الأول بناءاً سكنياً في حين انفجر الثاني الذي كان له آثار تدميرية كبيرة أمام محل لبيع الحلويات بالمنطقة.

تبعد كشكول عن فرع الدوريات وفرع فلسطين حوالي 2 كم ، وتبعد عن مفرزة الأمن العسكري في الكباس حوالي 400 متر. استبعد المصدر في الهلال الذي رفض الكشف عن اسمه أن يكون مصدر الصواريخ من هذه الأفرع الامنية، كذلك استبعد أن تكون المعارضة هي من قصفت هذه الصواريخ.

وأضاف المصدر: الصواريخ كانت جهتها من ناحية الجنوب أي من ناحية الغوطة الشرقية، لكن بناء على طبيعة الانفجار والحالات التي عايناها، فإن هذه هي المرة الأولى التي تسفر فيها الصواريخ عن ضحايا بهذا الكم، كما أن المعارضة لا تمتلك مثيلاتها.

النقطة الثانية هي سقوط الصاروخين في نفس اللحظة، حيث من المرجح انطلاقهما من راجمة صواريخ، وهذا ما لا تستخدمه قوات المعارضة. إن سرعة وصول وحدات الهندسة العسكرية التابعة لنظام الأسد ونقل القذائف التي كانت من نوع أرض أرض  التي يستخدمها النظام في عملياته العسكرية حيث تُطلق عن طريق راجمة الصواريخ وتسقط بنفس اللحظة كانت ملفتة للنظر، وعلى الأغلب انطلقت الصواريخ من بلدة المليحة في الغوطة التي تسيطر عليها قوات الأسد منذ حوالي عامين.

رواية نظام الأسد الرسمية التي تتهم المعارضة بالوقوف وراء قصف هذه المناطق، لم تعد منطقية بالنسبة للقاطنين في دمشق،  فدائماً يتم استهداف الأسواق الشعبية والأحياء السكنية ويتم استبعاد الأفرع الأمنية أو المراكز العسكرية من هذه القذائف، ومن ثم أن الضحايا في معظمهم من النازحين من أهالي الغوطة إلى دمشق ومن المدنيين. الهدف فقط هو دبّ الخوف والذعر في الناس ونشر دعاية الكراهية والحقد بين السوريين على مبدأ فرق تسد بحسب السكان هنا.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    عاجل