طوكيو – فرانس برس:
تركز مناقشات وزراء المال ومحافظي البنوك المركزية في دول مجموعة السبع الذين يجتمعون في اليابان، على الانقسامات الحادة حول سياسة العملات وكيفية بث الحياة في الاقتصاد العالمي المتعثر.
ويشارك في الاجتماع المقرر عقده غداً في بلدة في شمال طوكيو تشتهر بينابيعها الحارة، وزير الخزانة الأميركي جاكوب لو ورئيس البنك المركزي الأوروبي ماريو دراغي. وتسعى اليابان إلى الحصول على الدعم لموقفها الداعي إلى التيسير النقدي، كوسيلة لدفع نمو الاقتصاد العالمي، بعدما أثر ارتفاع سعر الين على المصدرين وسرّع تباطؤ اقتصادها. لكن تهديد طوكيو بالتدخل في السوق لخفض سعر الين، وضعها على مسار تصادمي مع دول مجموعة السبع الأخرى، من بينها الولايات المتحدة التي رفضت التلميحات إلى قوة الين أكثر من اللازم. ووضعت واشنطن اليابان أخيراً على قائمة جديدة لمراقبة العملات إضافة إلى الصين وألمانيا.
وستستغل مجموعة السبع التي تضم أيضاً بريطانيا وكندا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا، الاجتماعات لطرح استراتيجيتها لمنع حدوث ركود عالمي.
وخفض صندوق النقد الدولي الشهر الماضي توقعاته لنمو الاقتصاد العالمي للمرة الثالثة خلال ستة أشهر، بعدما أثار التباطؤ في الصين وغيرها من الاقتصادات الناشئة المخاوف من حدوث الأسوأ. ويُتوقع أن تشارك مديرة الصندوق كريستين لاغارد في الاجتماع.
وأشار وزير المال الياباني تارو اسو، إلى «وجود أوجه غير مستقرة في الاقتصاد العالمي، وسيكون تنسيق جهود مجموعة السبع للتعامل مع هذه الأوجه موضوعاً مهماً للمناقشات». إلا أن التوصل إلى اتفاق ربما يشكل تحدياً، إذ لقيت مساعي رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي، لطرح صفقة إنفاق واسعة لتنشيط الاقتصاد رد فعل فاتراً من المستشارة الألمانية انغيلا مركل ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون. وأوضحت مركل أن ألمانيا «تؤدي دورها لإعادة الاقتصاد العالمي الى مساره»، مشيرة إلى «زيادة النشاط الاقتصادي بسبب وصول مليون لاجئ ومهاجر إلى ألمانيا العام الماضي».
وأكد وزير المال الألماني وولفغانغ شويبله، ضرورة «تطبيق الإصلاحات للتقدم بدلاً من التركيز على زيادة الإنفاق الحكومي والسياسة المالية». واعتبر في مقابلة مع صحيفة «نيكاي» اليومية للأعمال، أن «استراتيجية تنشيط الاقتصاد بأموال مقترضة، تفقد زخمها بسرعة، مثل النار في الهشيم». وشدد على أن «من المهم تشجيع الإصلاحات الهيكلية وخفض الدَين العام، بدلاً من استخدام سياسة مالية لتعزيز النمو».
ويُعقد اجتماع وزراء المال قبل اسبوع من قمة مجموعة السبع، وعقب القمة سيتوجه الرئيس الأميركي باراك اوباما إلى هيروشيما في زيارة لها معنى رمزي كبير، لأنها الزيارة الأولى التي يقوم بها رئيس أميركي اثناء توليه منصب الرئاسة إلى المدينة التي تعرضت لقصف بقنبلة نووية.
وأفاد مسؤول بارز في وزارة الخزانة الأميركية، بأن لو سيتبنّى موقفاً متشدداً ضد أية خطوات يمكن أن تطلق حرب عملات تقوم خلالها الدول بخفض قيمة عملاتها للاستفادة تجارياً. وستنضم إليه في اجتماع هذا الأسبوع رئيسة مجلس الاحتياط الفيديرالي الأميركي جانيت يلين. واتفق عدد من دول مجموعة العشرين ومن بينها اليابان في السابق، على عدم التلاعب بعملاتها.
وأكد مسؤول أميركي أن على «صناع السياسة العمل معاً لضمان عدم تحوّل ضعف نمو الاقتصاد العالمي أمراً راسخاً». ولفت إلى أن الوزير الأميركي سيؤكد ضرورة أن «تستخدم كل اقتصادات مجموعة السبع أدوات السياسة الاقتصادية، ومن بينها النقدية والمالية والهيكلية لمعالجة تباطؤ الاقتصاد العالمي».
وسيناقش اجتماع مجموعة السبع أيضاً تمويل الإرهاب والملاذات الضريبية التي تشكل محور التحقيقات في أوراق بنما، إضافة الى الاستفتاء الذي ستجريه بريطانيا الشهر المقبل حول مستقبل عضويتها في الاتحاد الأوروبي.
عذراً التعليقات مغلقة