إقالة المساعد السابق لمدير مكتب التحقيقات الفدرالي

فريق التحرير18 مارس 2018آخر تحديث :
اندرو ماكيب المساعد السابق لمدير مكتب التحقيقات الفدرالي – AFP

أعلنت وزارة العدل الاميركية، يوم الجمعة، أن وزير العدل “جيف سيشنز” اقال مساعد مدير مكتب التحقيقات الفدرالي “اف بي آي” السابق اندرو ماكيب الذي غادر منصبه في كانون الثاني الماضي لكنه بقي في المؤسسة، قبل يومين على تقاعده.

ويستهدف الرئيس الاميركي دونالد ترامب منذ أشهر الموظف الكبير، وقد انتقد علنا وزير العدل لأنه لم يطرده عندما كان يشغل منصب مدير مكتب التحقيقات الفدرالي بالنيابة.

وفي تغريدة أعقبت الاقالة، قال ترامب “اندرو ماكيب مطرود، يوم عظيم لرجال ونساء الأف بي اي الذين يعملون بجد – يوم عظيم للديمقراطية”.

واضاف “كان جيمس كومي “المدير السابق للاف بي اي” المتظاهر بالتهذيب رئيسه، وجعل ماكيب يبدو كالجبان. كان يعلم بالاكاذيب والفساد المنتشر في اعلى مستويات الاف بي اي”.

ورد ماكيب بأنه ضحية “حرب” بين ادارة ترامب وبين الاف بي اي والمجلس الخاص الذي يحقق في اتهامات التدخل الروسي في الانتخابات.

وفي معرض اقالة ماكيب قالت وزارة العدل ان تحقيقا داخليا اظهر انه قدم تصريحات الى الاعلام دون اذن، ولم يكن صادقاً تماما “في العديد من المناسبات” مع المفتش العام في الوزارة.

وقال وزير العدل جيف سيشنز في بيان ان “الاف بي اي تتوقع من كل موظف الالتزام باعلى معايير الصدق والنزاهة والمسؤولية”.

وأضاف انه تم اتخاذ القرار “بعد تحقيق واسع ونزيه”.

ولم يتم الكشف عن تفاصيل تحقيق المفتش العام، الا انها اشتملت على التحقيق في تعامل الاف بي اي في التحقيق عام 2016 يتعلق بهيلاري كلينتون منافسة ترامب في الانتخابات.

واتهم ترامب ماكيب وكومي مرارا بحماية كلينتون من الملاحقة القضائية بسبب استخدامها لخادم (سيرفر) خاص لرسائلها الالكترونية بينما كانت وزيرة للخارجية، وحول تصرفات مؤسسة كلينتون الخاصة التي أسسها زوجها الرئيس السابق بيل كلينتون.

واعرب ترامب عن غضبه كذلك من دفاع ماكيب عن كومي الذي اقاله الرئيس في ايار/مايو 2017 بسبب التحقيق المستمر للاف بي اي في اتهامات تواطؤ حملته الانتخابية مع روسيا.

استهداف

ورد ماكيب على قرار اقالته ببيان لاذع. وقال “يتم استهدافي ومعاملتي بهذه الطريقة بسبب الدور الذي لعبته والخطوات التي اتخذتها والاحداث التي شهدتها عقب اقالة جيمس كومي”.

واضاف ان تحقيق المفتش العام “اصبح جزءا من مساع غير مسبوقة تبذلها الادارة بدفع من الرئيس نفسه لإقالتي وتدمير سمعتي وربما تجريدي من تقاعدي الذي عملت 21 عاماً لكي اكسبه”.

وتأتي هذه الاقالة فيما بدأ البيت الابيض يبدي ضيقاً متزايداً من التحقيق الذي اصبح الان بيد المستشار الخاص روبرت مولر – مدير الاف بي اي السابق – ويهدد بشكل متزايد الاوساط المقربة من الرئيس.

ويحقق مولر بشكل خاص فيما اذا كان ترامب اعاق التحقيق باقالته كومي، وهو الامر الذي سيكون فيه ماكيب شاهداً مهماً.

“حرب مع الاف بي اي”

وانتقد ترامب ماكيب مرارا وقال انه متحيز، وضغط على سيشنز للتحرك ضده.

وتحت الضغط اعلن ماكيب في 30 كانون الثاني/يناير انه سيتقاعد بنهاية اذار/مارس عندما يصبح مؤهلا للحصول على تقاعده بالكامل. وتوقف عن العمل واخذ اجازة.

وقال “هذا الهجوم على مصداقيتي هو جزء من مساعٍ أكبر ليس فقط لتشويه سمعتي الشخصية، ولكن لتشويه صورة الاف بي اي واجهزة تطبيق القانون والمختصين بالاستخبارات بشكل عام اكثر”. وأضاف “هذا جزء من حرب الادارة المستمرة مع الاف بي اي وجهود تحقيق المستشار الخاص”.

ونفى ماكيب الادلاء باية تصريحات للصحافة بدون اذن حول التحقيق في قضية هيلاري، كما نفى الكذب المتعمد على المفتش العام.

واقالته قبل يومين من عيد ميلاده ستكون له عواقب مالية. فقد كان يمكن ان يستفيد من راتب تقاعدي اكبر بكثير لو غادر مكتب التحقيقات الفدرالي بعد 18 آذار/مارس يوم بلوغه الخمسين عاما.

وقال ماكيب انه سيطعن في قرار سيشنز.

وتولى اندرو ماكيب ادارة مكتب التحقيقات الفدرالي بالنيابة من ايار/مايو الى آب/اغسطس 2017 بعد ان اقال ترامب جيمس كومي وقبل تعيين المدير الحالي كريستوفر راي.

صلات ديموقراطية

واستغل ترامب علاقات ماكيب بالديموقراطيين. فقد ترشحت زوجته لمنصب حكومي تحت راية الحزب الديموقراطي في فيرجينيا في 2015، وحصلت على تمويل لحملتها بقيمة 467 الف دولار من حليف سياسي مقرب من هيلاري كلينتون.

وقال ترامب في تغريدة في تموز/يوليو 2017 “لماذا لم يستبدل سيشنز اندرو ماكيب الصديق المقرب من كومي المكلف التحقيق في قضية كلينتون ؟”.

وزاد ترامب من انتقاداته في كانون الاول/ديسمبر وهاجم ماكيب بشأن تقاعده المقبل.

وقال “نائب مدير الاف بي اي اندرو ماكيب يسابق الزمن للتقاعد والحصول على المزايا الكاملة. بقي له 90 يوماً؟”

وستشعل اقالة ماكيب التوترات السياسية حول تحقيق مولر في قضية ترامب. كما يمكن ان تشعل الاستياء في الاف بي اي التي حظي فيها كل من كومي وماكيب باحترام الاف من رجاله.

ووصف النائب الجمهوري لي زيلدين الاقالة بانها “مناسبة” و”في وقتها”.

وقال في تغريدة “ماكيب هو زعيم عصابة من القلة الشاذة المخزية التي كانت في قمة الهرم”.

الا ان الديموقراطي ادام شيف قال ان هذه الخطوة التي جاءت بعد ان حث ترامب وزارة العدل على حرمان ماكيب من تقاعده “كريهة”.

المصدر AFP
التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    عاجل