لقد كانت كتابات بعض الأطفال والفتية على الجدران في محافظة درعا جنوبي سورية، قبل سبعة أعوام، نقطة تحول كبيرة في مجرى حياة سورية، وإن كتابتهم لعبارات مناهضة للنظام هي مجرد عود ثقاب أشعل الحطب الذي أيبسه حكم آل الأسد بقبضة الحديد والنار منذ أكثر من 40 عاماً حتى بات جاهزاً للاشتعال ، فكانت كتاباتهم هي الشرارة الأولى لقيام الثورة السورية.
ومع حلول ﺍﻟﺬﻛﺮﻯ ﺍﻟسابعة ﻟﻠﺜﻮﺭﺓ ﺍﻟﺴﻮﺭﻳﺔ ﺃﻣﺲ ﻭﺩﺧﻮﻟﻬﺎ ﻋﺎﻣﻬﺎ ﺍلثامن ﻳﻄﺮﺡ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﺗﺴﺎﺅﻻﺕ ﺣﻮﻝ ﻣﺎ ﺃﻧﺠﺰﺗﻪ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺧﻼﻝ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻣﺎﺭ ﻭﺍﻟﺪﻣﺎﺀ ﻭﻋﻦ ﺃﻱ ﻣﺴﺘﻘﺒﻞ
ﻳﻨﺘﻈﺮ ﺳﻮﺭﻳﺎ ﻫﻞ ﺳﺘﺒﻘﻰ ﻋﻠﻰ ﻭﺿﻌﻬﺎ ﺍﻟﺤﺎﻟﻲ ﺃﻡ ﺃﻧﻬﺎ ﺳﺘﺨﺮﺝ ﻣﻦ ﺑﻴﻦ ﺍلركام ﻓﻲ ﺻﻮﺭﺓ أفضل؟
ﻛﺎﻧﺖ ﺳﻮﺭﻳﺎ الدولة الخامسة التي لحقت ﺑﺮﻛﺐ ﺛﻮﺭﺍﺕ ما سمي ﺑﺎﻟﺮﺑﻴﻊ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﻓﻲ ﻣﺎﺭﺱ/ ﺁﺫﺍﺭ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺎﻡ 2011 ﻭﺭﻏﻢ ﺃﻥ ﺛﻮﺭﺗﻬﺎ ﺑﺪﺃﺕ ﺳﻠﻤﻴﺔ بحشد ﺷﻌﺒﻲ كبير يطالب بإصلاحات ﺑﺴﻴﻄﺔ ﺇﻻ ﺃﻧﻬﺎ ﺗﻮﺳﻌﺖ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻌﺪ دائرة المطالب لتنادي ﺑﺈﺳﻘﺎﻁ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ بكامله، فأصبحت ثورة ﺿﺪ ﺍﻻﺳﺘﺒﺪﺍﺩ والظلم ﻭﺳﻠﻄﺔ ﺍﻟﺘﺴﻠﻂ ﻭﺍﻟﻘﻤﻊ، وﻓﻲ ﺍﻧﻄﻼﻗﺔ ﺗﺎﺭﻳﺨﻴﺔ ﺟﺴﺪﺗﻬﺎ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺍﻟﺴﻮﺭﻳﺔ، ﺗﺤﺖ ﻫﺪﻑ ﺭﺋﻴسي ﻭﻋﻨﻮﺍﻥ ﺟﺎﻣﻊ ﻫﻮ ﺍﻟﺤﺮﻳﺔ ﻭﺍﻟﻜﺮﺍﻣﺔ.
ﻭﻗﺪ ﺳﺎﻫﻤﺖ ﺍﻟﻤﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﺪﺍﻣﻴﺔ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺴﻮﺭﻱ ﻟﺘﻠﻚ ﺍﻟﻤﻄﺎﻟﺐ الشعبية المنادية بالحرية ﻓﻲ ﻧﻈﺮ ﻛﺜﻴﺮﻳﻦ ﺑﺘﺤﻮﻝ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻠﻤﻴﺔ ﺇﻟﻰ ثورة مسلحة للدفاع عن المتظاهرين والدفاع عن الأرض والعرض، ﻟﺘﺘﻄﻮﺭ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﻋﺒﺮ ﺍﻟﺴﻨﻮﺍﺕ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﺣﺮﻭﺏ ﻭﺍﺳﻌﺔ ﺩﺧﻠﺖ ﻓﻴﻬﺎ ﺃﻃﺮﺍﻑ ﺇﻗﻠﻴﻤﻴﺔ ودولية ﻭﻟﺘﺼﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ 2013 ﺇﻟﻰ ﺗﻄﻮﺭﻫﺎ ﺍﻟﻤﺄﺳﺎﻭﻱ ﺍﻟﻤﺘﻤﺜﻞ ﻓﻲ ﻗﻴﺎﻡ ﺗﻨﻈﻴﻢ ﻣﺎ ﻋﺮﻑ ﺑﺎﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ “ﺩﺍﻋﺶ” ﻭﺍﻟﺬﻱ سيطر ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺎﺣﺎﺕ ﻭﺍﺳﻌﺔ ﻣﻦ ﺳﻮﺭﻳﺎ وتمدد ﻋﻠﻰ ﺣﺴﺎﺏ فصائل المعاﺭﺿﺔ ﻟﻠﻨﻈﺎﻡ ﻭﺑﻤﻤﺎﺭﺳﺎﺕ ﺍﺗﺴﻤﺖ ﺑﺎﻟﺘﺮﻫﻴﺐ، ﻭﻳﺮﻯ ﻛﺜﻴﺮﻭﻥ ﺃﻥ ﻇﻬﻮﺭ “ﺩﺍﻋﺶ ” ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺳﻬﻢ ﻛﺜﻴﺮﺍً ﻓﻲ ﺇﻋﻄﺎﺀ ﻗﺒﻠﺔ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻟﻠﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺴﻮﺭﻱ، وذريعة لتدخل قوات التحالف وقصف مناطق من سورية ثم انسحب (بعبع) داعش وسلم مناطقه للأكراد برعاية أمريكية.
ولقد رسخت ﺍﻟﺴﻨﻮﺍﺕ السبع ﻣﻦ ﻋﻤﺮ ﺍﻟﻤﻮﺍﺟﻬﺔ ﺑﻴﻦ ﻗﻮﻯ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ السورية ﻭﻧﻈﺎﻡ ﺍﻷﺳﺪ المجرم ﺟﻤﻠﺔ ﻣﻌﻄﻴﺎﺕ ﺃﺳﺎﺳﻴﺔ، ﺗﺘﺄﺻﻞ ﻛﺴﻤﺎت ﻭﻇﻮﺍﻫﺮ ﻟﻠﺼﺮﺍﻋﺎﺕ، ﻭﺗﺘﻌﻤﻖ ﻛﺤﻘﺎﺋﻖ ﻓﻲ ﻣﺴﺎﺭ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﺍﻟﺴﻮﺭﻳﺔ ﺑﻤﺨﺘﻠﻒ ﻣﺴﻤﻴﺎﺗﻬﺎ، وهناك عدة عوامل لتأخرنا واقتراب الخلاص من نظام الأسد وحلفائه:
أﻭلها: ﺍلاﻧﻘﺴﺎﻡ ﻭالتشرﺫﻡ لقوى ﻭﺗﻴﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﺿﺔ ﺍﻟﺴﻮﺭﻳﺔ، ﺍﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﺗﺴﺘﻄﻊ ﻣﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﺿﺔ ﺍﻟﺘﻲ أﻧﺸﺌﺖ ﻭﻓﻘﺎً ﻟﺮﺅﻯ ﺗﺨﺪﻡ ﻣﺼﺎﻟﺢ ﻣﺆﻗﺘﺔ ﻷﻃﺮﺍﻑ ﺩﺍﻋﻤﺔ، وﻟﻢ ﺗﺴﺘﻄﻊ ﺍﻟﺘﺨﻔﻴﻒ ﻣﻦ ﺣﺪّﺗﻬﺎ، ﺃﻭ ﺃﻥ ﺗﻔﻀﻲ ﺇﻟﻰ ﺣﻮﺍﺭ ﺑﻨّﺎﺀ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻴﻨﻬﺎ. ﺃﺩﺕ ﺍﻟﺘﻨﺎﺣﺮﺍﺕ ﻭﺍﻻﻧﻘﺴﺎﻣﺎﺕ ﻭﺍﻟﻔﺴﺎﺩ ﺍﻟﻤﺎﻟﻲ ﻭﺍﻹﺩﺍﺭﻱ، ﻭﺗﺴﻠﻂ ﺗﻴﺎﺭﺍﺕ ﻋﻠﻰ ﺃﺧﺮﻯ وتناحر واقتتال فصائل فيما بينها ﻭﺍﺳﺘﺌﺜﺎﺭﻫﺎ ﺑﺎﻟﻘﺮﺍﺭ ﻓﻲ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﻣﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﺿﺔ وفصائلها إلى ﻓﺸﻠﻬﺎ، ﻭﺍﻧﻌﻜﺎﺱ ﺫﻟﻚ ﺳﻠﺒﻴﺎً ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺍﻟﺴﻮﺭﻳﺔ وﺗﺘﺤﻤﻞ ﻣﺴﺆﻭﻟﻴﺎﺗﻪ ﺍﻟﻘﻮﻯ ﺍﻟﻤﻜﻮﻧﺔ للاﺋﺘﻼﻑ، ﻭﺍﻟﻤﺠﻠﺲ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ وقيادة الجيش السوري الحر، ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ.
وثانيها هو ﺍﻟﺘﺄﺛﻴﺮ ﺍﻟﻤﺒﺎﺷﺮ ﻟﻠﻘﻮﻯ ﺍﻻﻗﻠﻴﻤﻴﺔ والدولية ﻓﻲ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺍﻟﺴﻮﺭﻳﺔ إن كان من جهة النظام الأسدي أم من جهة المعارضة السورية، ﻭﺗﺼﺎﻋﺪ ﺣﺪّﺓ ﺍﻟﻤﻮﺍﺟﻬﺔ ﻓﻲ ﺩﺍﺋﺮﺓ ﺍﻟﺘﺠﺎﺫﺑﺎﺕ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ ﺑﻤﺎ ﻳﺸﻜﻞ ﺗﺪﺧﻼً ﺑﻴّﻨﺎً ﻭﻭﺍﺿﺤﺎً ﻓﻲ ﺻﻨﺎﻋﺔ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺽ، فالقرار في سورية ليس بيد بشار الأسد ولا بيد المعارضة أصبح، ﻭﻓﻲ ﻣﺠﺮﻳﺎﺗﻬﺎ ﻣﺎ أﻓﻘﺪﻫﺎ ﺍﺳﺘﻘﻼﻟﻴﺔ ﺍﻟﻘﺮﺍر ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻤﻀﻴﻔﺔ ﻟﻠﻤﻌﺎﺭﺿﺔ ﺍﻟﺴﻮﺭﻳﺔ، ﻭﻫﻮ ﻓﻲ ﻣﺤﺼﻠﺔ سبعة ﺃﻋﻮﺍﻡ ﺗﺄﺛﻴﺮ ﺳﻠﺒﻲ ﺃﻓﻘﺪ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺧﺼﺎﺋﺼﻬﺎ ﻓﻲ ﻟﻌﺒﺔ ﺍﻟﻤﺼﺎﻟﺢ ﻭﺍﻟﺘﻮﺍﺯﻧﺎﺕ ﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻴﺔ.
وأما ثالثها كما أسلفت هو ﻇﻬﻮﺭ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻤﺎﺕ ﺍﻻﺭﻫﺎﺑﻴﺔ (داعش)، ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺳﺘﻮﻟﺖ ﻋﻠﻰ ﻣﻨﺎﻃﻖ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ، ﻭﺣﺎﺭﺑﺖ ﻗﻮﺍﻫﺎ ﻭﻣﻨﻌﺖ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ، ﻭﻻﺣﻘﺖ ﻧﺸﻄﺎﺀﻩ، ﺃﺳﻮﺓ ﺑﻤﺎ ﻳﺮﺗﻜﺒﻪ ﻧﻈﺎﻡ ﺍﻷﺳﺪ. ﺍﻷﻣﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺩﻯ ﺇﺿﺎﻓﺔ ﻟﺸﻠﻞ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﺿﺔ إﻟﻰ ﺍﻧﺤﺴﺎﺭ ﺍﻟﺪﻋﻢ ﺍﻟﺪﻭﻟﻲ ﻟﻘﻮﻯ
ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ، ﻣﻊ ﺍﺳﺘﻤﺮﺍﺭ ﺩﻋﻢ ﻧﻈﺎﻡ ﺍﻷﺳﺪ ﺑﺼﻮﺭﺓ ﻻ ﻣﺤﺪﻭﺩﺓ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺇﻳﺮﺍﻥ ﻭﺭﻭﺳﻴﺎ، ﻭﺩﻭﻝ أﺧﺮﻯ ﻏﻴﺮ ﻣﻨﻈﻮﺭﺓ. ﻭﺃﺿﺤﺖ ﻣﺤﺎﺭﺑﺔ ﺍﻹﺭﻫﺎﺏ ﺃﻭﻟﻮﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﺇﻧﻬﺎﺀ ﺃﺳﺒﺎﺏ ﻧﺸﻮﺋﻪ ﻭﺍﻧﺘﺸﺎﺭﻩ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ. ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻮاﻗﻊ فإن ﺇﺳﻘﺎﻁ ﻧﻈﺎﻡ ﺍﻷﺳﺪ ﻟﻢ يكن ﺳﻮﻯ ﺩﻋﻮﺓ ﻭﺣﻠﻤﺎً ﺳﻮﺭﻳﺎً ﻓﻘﻂ.
رابعاً: مطامع الدول الإقليمية والدولية، فاﻟﺘﺪﺧﻞ ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻲ ﻓﻲ ﺳﻮﺭﻳﺎ دخل من ﺃﻭﺳﻊ ﺃﺑﻮﺍﺑﻪ، ﻭﻳﺘﻤﺜﻞ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺑﺎﺣﺘﻼﻝ ﺇﻳﺮﺍﻧﻲ روسي ﻋﺴﻜﺮﻱ ﻣﺒﺎﺷﺮ ﻓﻲ ﻣﻨﺎﻃﻖ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻣﻦ ﺳﻮﺭﻳﺔ، ﻭﺳﻴﻄﺮﺓ ﻃﻬﺮﺍﻥ وموسكو ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻷﻣﻨﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ، ﻋﺒﺮ ﺍﻹﺷﺮﺍﻑ ﻋﻠﻰ ﺇﺩﺍﺭﺗﻬﺎ ﻭﻭﺿﻊ ﻣﺨﻄﻄﺎﺕﻋﻤﻠﻬﺎ ﻭﺗﻨﻔﻴﺬﻫﺎ وإنشاء قواعد وتقسيم المصالح والمناطق فيما بينهم. كما أصبح واضحاً وضوح الشمس قتالهم المستميت بسورية ونشر الدمار والقتل وكان ذلك في قصفهم للغوطة التي جعلت منها برلين ثانية بل أفظع منها.
أما خامساً فقد ﺧﺴﺮ ﺍﻟﺴﻮﺭﻳﻮﻥ ﺍﺳﺘﻘﺮﺍﺭﻫﻢ، ﻭﺃﻣﻨﻬﻢ، ﻭﻗﻀﻰ ﻣﺎﻳﺰﻳﺪ ﻋﻠﻰ نصف مليون ﺷﻬﻴﺪ، واعتقال آلاف المظلومين، وملايين من النازحين والمهجرين واللاجئين، ﺇﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﺍﻟﺪﻣﺎﺭ ﺍﻟﻬﺎﺋﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﺧﻠﻔﺘﻪ ﺟﺮﺍﺋﻢ ﺍﻷﺳﺪ وحلفائه ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺳﺘﺨﺪﻣﺖ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻷﺳﻠﺤﺔ ﺍﻟﻜﻴﻤﻴﺎﻭﻳﺔ ﻭﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ ﺑﻤﺨﺘﻠﻒ ﺻﻨﻮﻑ الإجرام.
ﺑﻌﺪ ﻛﻞ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﺮﺍﺭاﺕ ﻭﺍﻟﻌﺬﺍﺑﺎﺕ ﻭﺍلإﺧﻔﺎﻗﺎﺕ، ﺗﺒﺪﻭ ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺴﻮﺭﻳﺔ ﻓﻲ آخر النفق المظلم ﻣﻊ ﻓﺸﻞ ﺍلمجتمع الدولي، ﻭﺍﻧﺴﺪﺍﺩ ﺃﻓﻖ ﺍلحل ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻭﺍﻟﺪﻳﺒﻠﻮﻣﺎﺳﻲ والعسكري في ظل إستعصاء تحقيق انتصار عسكري كامل على النظام ،أو الوصول إلى حل سياسي يحقق طموحات الشعب السوري ويصل لمستوى تضحياته، ففي وضع الغوطة ظهر جلياً الفشل الذريع لإنقاذ المدنيين، فالمجتمع الدولي الذي وقف مشلولاً لا يقدر على تنفيذ قراره أمام روسيا، فليس لنا غير الله وحده كما رددنا في شعار “مالنا غيرك يا الله”.
عذراً التعليقات مغلقة