“التعشيب الجماعي” مردود مادي و فسحة للترويح عن النفس

فريق التحرير14 مارس 2018آخر تحديث :
تقوم قوات نظام الأسد بقطع قنوات الري المغذية للأراضي في ريف حمص الشمالي ـ عدسة علي عزالدين

علي عزالدين ـ حمص ـ حرية برس:

مع الحصار الخانق الذي فرضته قوات الأسد على ريف حمص الشمالي، ومنع دخول المواد الأساسية الى المنطقة، يلجأ الأهالي إلى الزراعة، وذلك لسد احتياجاتهم اليومية وتحصيل قوت يوميهم الذي يبقيهم على قيد الحياة.

حيث يعتبر النشاط الزراعي في الريف الحمصي من أهم الأنشطة الإنتاجية لسكان الريف، بسبب مساحات الأراضي الكبيرة وكون المنطقة غنية بالموارد المائية، مع وجود بعض الأنهار السطحية التي تشق طريقها من خلال أراضيها.

مع قدوم فصل الربيع تبدأ الحشائش الضارة بالخروج بين المحاصيل الزراعية، والتي لا بد من إزالتها لأنها تؤثر على المزروعات بشكل سلبي وتؤدي إلى موتها، ومعها تبدأ عمليات التعشيب الجماعي من الأهالي للأراضي المزروعة.

يقول “أبو عمر” لحرية برس وهو أحد المزارعين في مدينة الرستن شمالي حمص، أنه خلال الفترة الأخيرة أصبحنا نتعاون مع أقربائنا على حراثة و”تعشيب” الأراضي المزروعة، ذلك لأن المحاصيل مثل الكمون و الكزبرة واليانسون، بالإضافة إلى الحُمص وحبة البركة، لا تنبت بشكل مناسب ولا يمكننا حصادها في حال وجود أي عشبة عشوائية أو شاذة، لهذا نتناوب على تعشبيها.

وأوضح “أبو عمر”، أن هذه العادات في الاشتراك في العمل انقرضت منذ عقود، ولكن الأزمة والأوضاع الاقتصادية المتردية فرضت علينا احيائها، وبالتالي هناك الكثير من ورشات العمل يقومون بهذا العمل أيضاً، وبأجور رمزية.

بدورها قالت “أم غسان” وهي من أحد بلدات ريف حمص الشمالي: “أنا أم لأربعة أولاد، وزوجي معتقل لدى قوات الأسد منذ أكثر من خمسة أعوام، ولا يوجد معيل، فاضطر للخروج ضمن ورشات الحصاد والتعشيب بهدف الحصول على بعض المال الذي يكفيني أنا و أولادي لشراء حاجياتنا اليومية”.

وأضافت “أم غسان” أنه على الرغم من العمل متعب قليلاً إلا أنه ممتع نوعاً ما، فخلال عملية التعشيب نتبادل أطراف الحديث مع باقي العاملين، ودائما ما يتخلله بعض المزاح والضحكات التي تنسينا التعب، ونعيد ذكريات لنا عندما كنا صغاراً ونأتي إلى الحقول على أطراف البلدة كي نعلب بين الحشائش.

يذكر أنه من الصعوبات التي واجهت المزارعين في الريف الحمصي قيام قوات نظام الأسد بقطع قنوات الري المغذية للأراضي، مما أدى إلى صعوبة بالغة يلاقيها المزارع، خصوصاً إذا ما نقل اعتماده إلى الآبار الجوفية لسقاية أراضيه، فينتقل هنا إلى صعوبة تأمين المحروقات اللازمة لتشغيل مضخَّات الديزل.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    عاجل