الصحة العالمية تراقب مرضاً قد يصبح الوباء العالمي القادم

فريق التحرير14 مارس 2018آخر تحديث :

أعربت منظمة الصحة العالمية عن قلقها من خطر حدوث وباء عالمي قد يكون مميتًا. وذكرت منظمة الصحة العالمية في أحدث خططها للبحث والتطوير المرتبطة بالأمراض ذات الأولوية أن المرض الذي سيسبب الوباء العالمي المقبل يسمى ببساطة «المرض إكس» ولا يعد ذلك مجرد تخمين.

ويعد وجود مرض مجهول الهوية يحتمل أن يؤثر على البشرية بصورة كارثية أمرًا مخيفًا، لكن الهدف من هذه الدراسة ليس إطلاق موجة ذعر. وشرح بيان صحافي يوضح خطة البحث والتطوير «يمثل المرض إكس خطر حدوث وباء عالمي بسبب جرثومة لا تصيب البشر حاليًا.»

ووضعت منظمة الصحة العالمية هذا المرض على قائمة الأمراض ذات الأولوية، التي نشرتها بصورة علنية لأول مرة في شهر ديسمبر/كانون الأول 2015 وعدلتها بعد ذلك في شهر يناير/كانون الثاني 2017، من أجل «تعزيز الاستعدادات الشاملة ضمن خطط البحث والتطوير التي ترتبط أيضًا بهذا المرض المجهول.»

وتضم القائمة أيضًا أمراضًا عديدة معروفة تسببت فعلًا في أوبئة في أجزاء من العالم، ومنها فيروس حمى القرم-الكونجو النزفية وفيروس الإيبولا وفيروس ماربورج وفيروس زيكا.

الاستعداد هو أداتنا

لا نعلم تحديدًا اليوم ما المرض إكس. فقد يكون غير موجود أصلًا. لكن احتمال حدوث وباء عالمي يهدد الحياة ليس خيالًا علميًا، ولهذا لا بد من الاستعداد له.

وقال تيدروس أدهانوم، المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، خلال كلمته في القمة العالمية للحكومات 2018 التي عقدت في دبي خلال شهر فبراير/شباط الماضي «هذا ليس سيناريو كابوسي مستقبلي. فقد حدث ذلك فعلًا منذ 100 عام أثناء انتشار وباء الأنفلونزا الإسبانية.»

وتعني إضافة المرض إكس إلى خطة المنظمة للبحث والتطوير لأول مرة أنها أضافت جرثومة ممرضًة مجهولة. ويدل القرار على أن البشرية تعلمت شيئًا من تجاربها السابقة مع الأوبئة العالمية.

وقال جون-أرني روتينجن، المدير التنفيذي للمجلس البحثي في النرويج ومستشار منظمة الصحة العالمية،لصحيفة التليجراف «يخبرنا التاريخ أن الوباء المقبل سيكون شيئًا لم نره من قبل.» ولا يعني ذلك طبعًا تقليل جهود مواجهة الأمراض الحالية. إذ يجب أن يستمر بذل الجهود على التوازي في الجبهتين.

وأضاف روتينجن «قد تبدو إضافة مرض مجهول أمرًا غريبًا، لكننا نهدف إلى التأكد من فعالية استعداداتها وخططنا من ناحية اللقاحات والاختبارات التشخيصية. نريد تجهيز منصاتٍ تناسب جميع الأمراض أو على الأقل عددًا كبيرًا منها، ونريد تطوير أنظمة تساعدنا على تطبيق إجراءات وقائية سريعة.»

كيف نستعد للمرض إكس؟ بدايةً، نحتاج إلى إجراء أبحاث كثيرة. ويجب أن نعالج المشكلة التي يعاني منها العالم حاليًا وهي نقص التغطية الصحية المناسبة. وقال تيدروس خلال القمة العالمية للحكومات في دبي «يمثل نقص الرعاية الصحية العالمية أكبر تهديد يواجه الصحة العالمية.»

ولا ريب أم نقص الرعاية الصحية الأساسية أحد العوامل التي قد تؤدي إلى تحول المرض إكس من مجرد احتمال غامض إلى واقع مميت.

وتسعى منظمة الصحة العالمية، من خلال إضافة المرض إكس إلى قائمتها، إلى التركيز على هذه النقطة المهمة. وتهدف أيضًا إلى زيادة الوعي بشأن تأثير خياراتنا على مستوى التهديدات التي نتعرض لها.

وقال ماريون كوبمانز، المستشار في منظمة الصحة العالمية، لصحيفة التليجراف أن العالم يتطور باستمرار، ويزداد معدل الاتصال بين البشر والحيوانات «ما يعزز احتمال ظهور أمراض جديدة، وتسهم أيضًا وسائل السفر والتجارة الحديثة في انتشارها.»

وأشار روتينجن إلى هذه النقطة في كلمته خلال القمة العالمية للحكومات في دبي، إذ قال أن الأنظمة البيئية في العالم تتغير، ومواطننا تتطور، ولذا أصبح انتقال الأمراض من الحيوانات إلى البشر «أكبر خطر يهددنا.» وتمثل الفيروسات مصدرًا للقلق، وعلى الرغم من أن هذا التطور عملية طبيعية، لكننا يجب أن ننتبه ونستعد له جيدًا.

المصدر مرصد المستقبل
التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    عاجل