عائلة “نجيبة”.. بين مرارة النزوح والأمل بالعودة

فريق التحرير13 مارس 2018آخر تحديث :
تفرض قوات الأسد حصاراً على ريف حمص الشمالي منذ عدة سنوات ـ عدسة سليمان طه

سليمان طه ـ حمص ـ حرية برس:

يعيش النازحون في مختلف مناطق ريف حمص الشمالي المحرر، أوضاعاً إنسانية صعبة، في ظل غياب أدنى مقومات الحياة، من بينهم عائلة الشهيد “علي الحسين”، المهجرة قسرياً من مدينة حمص.

“نجيبة كنعان” قالت في حديثها لـ ” حرية برس”، وهي والدة الشهيد ” علي الحسين”، المعيل الوحيد لها ولأسرته التي تسكن معها في مخيم مصغر يفتقر لكافة مقومات الحياة، “تركنا منازلنا في حي دير بعلية قسراً، بعد حملة شنتها قوات النظام والميليشيات الموالية له على الحي الواقع شرقي مدينة حمص”.

وتابعت قائلة، “لم تستطيع اخراج أي شيء من منازلنا، حيث أن كل ما أخرجناه هو ثيابنا التي نرتديها فقط، وذلك بسبب كثافة القصف واقتحام النظام للمنازل السكنية في الحي”.

وأضافت “لا معيل لنا بعد فقدان ولدي الوحيد”، و نوهت أن حالتها الصحية صعبة للغاية، حيث أنها لا تقوى على الحركة بشكل تام.

وتعاني عائلة “علي الحسين”، مرارة النزوح وهي من حي ديربعلبة الذي تعرض للتهجير القسري، ضمن السياسة التي تعرضت لها مدينة حمص منذ بداية الحصار العسكرية مطلع عام 2012.

وبعد اقتحام قوات الأسد والميليشيات الموالية له الحي، استشهد علي الحسين، خلال اشتباكات بين كتائب الثوار وقوات الأسد أثناء مواجهته لقوات النظام التي كانت تحاول اقتحام الحي المحاصر آنذاك.

حيث بدء النظام بدوره باستخدام سياسة الأرض المحروقة ضد المدنيين في الحي، تمهيداً لاقتحامه والسيطرة عليه.

في حين اضطرت عائلته للنزوح، تاركةً المعيل الوحيد لها، شهيداً في حي دير بعلبة بمدينة حمص.

وصلت العائلة لريف حمص الشمالي، بعد سلسلة طويلة من النزوح تحمل في طياتها، مرارة النزوح، وصعوبة الوضع المعيشي وقلة الحيلة، في ظل قصف وحصار يلاحقهم من مكان لآخر.

لتكون “مدجنة”، وهي مكان غير صالح للسكن، مأوى العائلة الوحيد، في قرية المكرمية، في ريف حمص الشمالي، أخر المطاف لتلك العائلة بعد مراحل النزوح والتهجير القسري من منازلهم.

يأتي ذلك بعد محاولة تأهيل المداجن التي قامت بها فعاليات مدنية، لتكون مكان سكن للمهجرين من قبل آلة القتل والدمار الأسدية، في ظل ظروف إنسانية صعبة، تمثل عائلة “علي الحسين”، مثالاً لهذه العائلات.

وتتألف عائلة “علي الحسين”، من 4 أشخاص دون معيل لتكون مرارة النزوح بطعم أكثر قهراً، وهي مثال عن المأساة الصامتة وتتجسد فيها المعاناة الإنسانية بدءاً بأزمة قلة الإغاثة مروراً بانعدام الخدمات وليس انتهاءً بتداعيات الحصار المفروض على منطقة الريف الشمالي لحمص.

يأتي هذا مع استمرار إغلاق قوات الأسد للمعابر الرئيسية للريف الشمالي لحمص، أمام حركة المواد الغذائية و مادة الطحين والسلع الأساسية من مدينة حمص إلى مدن و بلدات الريف الشمالي المحاصر، ما يزيد من معاناة النازحين في المنطقة.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    عاجل