رجّح الصحفي والمحلل (يوكانان فيزر) في مقالته في موقع “إسرائيل انترناشونال نيوز” أن الحرب الإسرائيلية الإيرانية باتت وشيكة، وذلك بناءً على عدة معطيات كتغيير المرشد الإيراني الأعلى “آية الله خامنئي” جدوله الزمني لتدمير إسرائيل، ووعده لوزير أوقاف نظام الأسد بالصلاة قريباً في القدس. حيث اعتبر “فيسر” أن كلماته لم تكن مجرد خطاب، فالإيرانيون يحرزون تقدماً سريعاً في الاستعدادات التي تتمحور حول جهود إيران المنسقة لتدمير إسرائيل من خلال وكلائها في كل من سوريا ولبنان والأراضي التي تسيطر عليها السلطة الفلسطينية وحماس.
وأشار “فيزر” إلى أن الرئيس الإيراني كان قد توعّد منذ عدة سنوات بأن إسرائيل ستُمحى عن وجه الأرض خلال 25 سنة، وعاد مؤخراً ليطلق تصريحاً مماثلاً خلال اجتماعه مع وزير أوقاف نظام الأسد وعلماء دين سوريين قائلاً: “آمل أننا وإياكم سنشهد قريباً اليوم الذي تُقام فيه الصلاة من القدس إن شاء الله. نعتقد أن هذا اليوم بات قريباً ولن يتأخر”. كما امتدح خامنئي خلال الاجتماع الأسد واصفاً إياه ب “النموذج العظيم للمقاومة والقتال”. ويرى “فيزر” أن وصف خامنئي للأسد بنموذج لحركة المقاومة يدل على أن إيران وحلفائها في سوريا يحولون تركيزهم إلى إسرائيل في الوقت الذي تواصل فيه إيران إنشاء البنية العسكرية التي ستكون ضرورية في مواجهتها مع الجيش الإسرائيلي.
وإضافة إلى ذلك، فقد نشرت صحيفة نيويورك تايمز تقريراً حديثاً مفاده أن إيران تبني منشآت للقذائف والقواعد العسكرية في سوريا في الوقت الذي يقترب فيه وكلاؤها إلى حدود الأراضي المحتلة.
كما أفادت “فوكس نيوز” الأسبوع الماضي أن إيران تبني صوامع صواريخ كبيرة في قاعدة عسكرية قرب دمشق. وحصلت “فوكس نيوز” على صور للقاعدة من القمر الصناعي “إيميج سات إنترناشيونال” التي تُظهر أن فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني قام ببناء صوامع للصواريخ التي يمكن أن تضرب إسرائيل في أي مكان.
وقال قائد قوات الحرس الثوري الإيراني ” أمير علي حاجي زاده” هذا الأسبوع أن إيران ضاعفت إنتاجها الصاروخي ثلاث مرات رغم الجهود الدولية للحد من البرنامج. كما سخر من إسرائيل وقوى غربية أخرى مثل فرنسا بسبب “إدعائها” محاولة وقف المزيد من التوسع في برنامج الصواريخ الإيراني.
ونوّه “فيزر” إلى أن هناك مؤشرات أخرى تدل على استعداد كل من إسرائيل وإيران للحرب تُقرأ ما بين السطور في لبنان، كتصريح قائد القوات المسلحة اللبنانية “جوزيف عون” في الأسبوع الماضي بأن الجيش اللبناني مستعد لخوض حرب جديدة مع إسرائيل في حال تعدّى الجيش الإسرائيلي أكثر على الحدود اللبنانية. ويأتي تصريح “عون” في ظل التوتر المتزايد بين لبنان وإسرائيل حول إجراءات أمنية إضافية يقوم بها الجيش الإسرائيلي حالياً بالقرب من الحدود اللبنانية، والنزاع القائم حول حقل غاز يمتد على الحدود البحرية بين البلدين.
ويستطرد “فيزر” في تحليله مؤكداً وجود المزيد مما يُشير على اقتراب الحرب، فقد كشف هذا الأسبوع لواء سوري سابق كان يترأس برنامج الأسلحة الكيماوية التابع لجيش الأسد، بأن إيران وسوريا زودتا حزب الله بالأسلحة الكيماوية. كما أكد اللواء بأن الأسد قام بنقل جزء كبير من مخزونه من الأسلحة الكيماوية إلى حزب الله قبل عمليات التفتيش الدولية التي جرت على أثر قتل الأسد الآلاف من المدنيين السوريين خلال الفترة الأولى من الحرب الأهلية السورية.
علاوة على ذلك، أفادت “فوكس نيوز” أن تحقيقًا جديدًا للأمم المتحدة كشف عن قيام كوريا الشمالية بتسليم أسلحة كيميائية جديدة إلى سوريا، وأن صور الأقمار الصناعية أظهرت أن هناك مهندسين من كوريا الشمالية يعملون في منشآت الأسلحة الكيميائية في سوريا.
وذكر “فيزر” بعض التصريحات لمسؤولين وصحافيين تدعم وجهة نظره باقتراب الحرب، ومنها قول السناتور الجمهوري “ليندسي جراهام” الذي زار اسرائيل الأسبوع الماضي، بأنه أصبح قلقاً بشكل متزايد بشأن التهديد الإيراني لإسرائيل، وذلك بعد زيارته للحدود بين إسرائيل ولبنان وسوريا.
وقال “غراهام” قبل أن يضيف أنه رأى حزب الله وأعلام جيش الأسد قريبة جداً من الحدود الإسرائيلية في هضبة الجولان “إنه أسوأ بكثير مما كنت أعتقد أنه سيكون”. وأضاف “إن جنوب لبنان كابوس، يجعل غزة تبدو مستقرة. إن إسرائيل في وضع الخاسر”، مشيراً إلى حوالي 130.000 صاروخ موجه إلى إسرائيل من لبنان.
وكتب المدون “فيك روزنتال” هذا الأسبوع “إن شعور الهدوء الذي يسبق العاصفة يُخيم على إسرائيل”. مضيفاً بأن الحرب القادمة ستكون على الأرجح الحرب الأصعب في تاريخ إسرائيل.
وأِشار “فيرز” إلى أنه من المتوقع أن تقوم إيران ووكلاؤها بضرب أكثر من 1000 صاروخ يومياً على إسرائيل من ثلاث جبهات على الأٌقل في “الحرب القادمة” كما يسميها العديد من المراقبون والسياسيون الإسرائيليون. ويؤكد “فيزر” أن هذا هو السبب في أن بعض المراقبين يعتقدون الآن أن الوقت قد حان لاتخاذ إجراء وقائي ضد التهديد الإيراني على غرار ما حدث في عام 1967 في بداية حرب الأيام الستة عندما دمر سلاح الجو الإسرائيلي جميع الطائرات الحربية المصرية والسورية قبل أن تبدأ الحرب بشكل فعلي.
وختم “فيزر” مقالته بالقول بأن كل ما سبق ذكره هي الأسباب التي جعلت رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يتحدث بعبارات مشؤومة فيما يتعلق بتزايد التهديد الإيراني لإسرائيل عندما ألقى خطاباً في مؤتمر لجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية (AIPAC) السنوي في الولايات المتحدة. حيث قال متعهدّاً: “يجب أن نوقف إيران. سنوقف إيران”.
عذراً التعليقات مغلقة