لجين المليحان – درعا – حرية برس:
تعاني بلدة “محجة” شمالي درعا والتي تبعد عن مركز المدينة 40كم، من ظروف معيشية وصحية سيئة وصعوبة في تأمين المسلتزمات الطبية وعدم وجود كادر طبي في ظل حصار مطبق على البلدة فرضته قوات الأسد منذ خمس سنوات، علماً أن عدد سكان البلدة يقدر بنحو 25 ألف نسمة بينهم المئات من المنشقين عن نظام الأسد.
وتعتبر هذه البلدة عقدة الوصل بين منطقة اللجاة ومدن وبلدات الريف الغربي، وبسبب موقعها المهم والاستراتيجي على الأوتستراد الدولي وربطها الريفين الغربي بالشرقي، فرضت قوات الأسد ومليشياته حصاراً محكماً على البلدة، ونشرت على مداخلها عدداً كبيراً من الحواجز العسكرية والأمنية، ومن أبرز هذه الحواجز:
– حاجز “المجبل” الذي يقع في الجهة الشرقية للبلدة قرب الأوتستراد، ويقطع الطريق الواصل بين بلدة “محجة وقرى اللجاة”، ويقبع الحاجز على تلة مرتفعة، بحيث يطل على الأوتستراد ويكشف المنطقة المحيطة به بأكملها، ومن الناحية الجنوبية يحده المستودع التاسع، ويمنع مرور أي ألية مدنية أو أي شخص مدني على الحاجز.
– حاجز “بلدة الفقيع” على أوتستراد “دمشق درعا”، يبعد عن البلدة نحو أربعة كيلومترات غرباً، ويقطع قرية محجة عن قرية الفقيع ويتركز الحاجز على موقع استراتيجي، يكشف أكثر من 2 كيلو متر حوله، ويبعد عنه تل الكتيبة ما يقارب 1 كيلومتر وعن السحيلية مايقارب 6 كيلومتر.
– حاجز “التل الكبير” الواقع غرب “محجة” تماماً وسمي بهذا الإسم نسبة إلى أكبر تل في المنطقة، يحده الحي الغربي للبلدة، ويليه أوتوستراد “دمشق – درعا”، ويجاوره من الجنوب تل يسمى “التل الصغير”، ويتألف التل من محطة محروقات تحوي خزانات كبيرة تحت الأرض بكميات هائلة بمخزون احتياطي كبير يصل لأكثر من مئة ألف ليتر من المحروقات “مازوت وبنزين وكيروسين” تأتي اليه الصهاريج الكبيرة وتأخذ منه الوقود ليتم توزيعه على الحواجز المجاورة والمناطق العسكرية.
وإضافة إلى هذه الحواجز الرئيسية هناك حواجز أخرى أقل أهمية رغم مساهمتها في تعميق ماساة حصار “حجة” وهي: حاجز “النجيح” وحاجز “تبنة” وقاعدة صواريخ التل الصغير ومستودع الأسلحة في الكم، وحاجز بلدة الوردات وحاجز معمل الفلين.
وأوضح “وسيم الحمد” مدير المكتب الإعلامي في البلدة لحرية برس: أن بلدة محجة تعاني من حصار مطبق منذ خمسة أعوام، وذلك في ظل تجاهل الجميع محلياً ودولياً، وأوضح “الحمد” أن قوات الأسد تحكم السيطرة على جميع مداخل ومخارج البلدة، ولايوجد أي مخرج يخفف من الحصار، باستثناء حاجز النجيح حيث يسمح فقط للنساء والطلاب والموظفين مغادرة البلدة وسط تشديد أمني.
وأضاف الحمد: أنه “يقدر عدد المطلوبين داخل البلدة بين منشق ومتخلف عن الخدمة ومطلوب لقوات الأسد بما يزيد عن خمسة آلاف شخص، أي ما يقارب ربع سكان البلدة المحاصرين، وهم لايتسطيعون التنقل إلا ضمن مساحة جغرافية لاتتجاوز 5 كيلومتر مربع في ظل ظروف إقتصادية ومعيشية سيئة للغاية، وغياب تام لمنظمات المجتمع المدني والمؤسسات الإغاثية حيث يشكل المطلوبون عبئاً كبيراً على أهاليهم من حيث احتياجاتهم اليومية.
وأكد الحمد: “أن البلدة تعاني من ظروف صحية وطبية سيئة من حيث صعوبة تأمين المستلزمات الطبية وعدم السماح بإدخال الأدوية إلى الصيدليات ولا يوجد في البلدة كادر طبي يغطي احتياجات الاهالي، وتعاني البلدة من عدم وجود أطباء وممرضين ولايوجد سوى صيدلية واحدة شبه خالية من الأدوية بسبب نفاد الأدوية منها وعدم إمكانية إدخال الأدوية إلا عن طريق التهريب بدفع مبالغ مالية كبيرة للحاجز وبكميات محدودة.
وأضاف الحمد: “لقد تعرضت البلدة نهاية العام 2017 لحصار كامل ومطبق على كامل البلدة حيث تم إغلاق المعبر الوحيد للبلدة ومنع دخول المواد الغذائية ومادة الطحين الرئيسية للبلدة واستمر الحصار لمدة أربعة أشهر متواصلة بضغط من العميد “وفيق ناصر” رئيس فرع الأمن العسكري في محاولة منه لدفع أهالي بلدة محجة للضغط على فصائل الثوار داخل البلدة وإرغامهم على المصالحة وتسوية أوضاعهم، حيث قوبل طلبه برفض الفصائل تسليم سلاحهم وتم تسوية الأمر بنصر اعلامي لنظام الأسد ومصالحة مدنية في منطقة إزرع للمدنيين كشرط لرفع الحصار وتمت المصالحة في 20/4/2017، والتي أفضت الى رفع الحصار عن البلدة وإدخال المواد الضرورية للبلدة منها الطحين والغاز.
وأشار نائب رئيس المجلس المحلي في البلدة إلى “غياب جميع مظاهر الدعم والإهتمام بهذه البلدة المحاصرة وتركها لمصير مجهول، حيث لم يتلق المجلس أي دعم ومساندة من قبل مجلس محافظة درعا ولا من المنظمات العاملة في الجنوب.
عذراً التعليقات مغلقة