في يوم المرأة.. نساء العالم يتضامنّ مع المعتقلات في سجون الأسد

فريق التحرير8 مارس 2018آخر تحديث :
إسراء الرفاعي - حرية برس
قافلة الضمير للتضامن مع المعتقلات في سجون الأسد في مدينة أنطاكية التركية – عدسة براءة بركات

انطلقت اليوم بمناسبة يوم المرأة العالمي قافلتان نسائيتان من محافظة إدلب ومن تركيا باتجاه الحدود السورية التركية للتضامن مع المعتقلات السوريات في المقام الأول، ولفت النظر إلى معاناة المرأة السورية بشكل عام.

المزيد من الصور: قافلة الضمير.. نساء العالم يتضامنّ مع المعتقلات في سجون الأسد

وأوضحت السيدة “فيحاء الشواش” نائبة رئيسة مكتب المرأة في الهيئة السياسية في إدلب أنه تم التنسيق في الداخل السوري مع عدة جهات منها اتحاد نسائم سوريا، وتجمع المرأة السورية، وتجمع المحامين الأحرار، وتم الاتفاق على دعوة جميع المنظمات والهيئات والمؤسسات التعليمية والاقتصادية والاجتماعية للمشاركة في هذه القافلة. مؤكدة على أهداف هذا الحراك بتسليط الضوء على معاناة المرأة السورية أماً، وزوجة زوجة شهيد، ومعتقلة، والإثبات للجميع بأن المرأة لا تقل عن الرجل وهي شريكته في جميع مجالات الحياة. مضيفةً: “نحن كنساء في المجال السياسي والجماهيري أثبتنا أننا نكافئ الرجل، ولن نقول أننا تفوقنا عليه لأن المرأة تساوي الرجل”، وفي ختام حديثها مع حرية برس أكدت “الشواش” أنه برغم كون هذه الخطوة بسيطة لكنها عبارة عن بصمة وسيكون لها أثر عظيم، فهي خطوة أولى في تنظيم الطاقات النسائية الفاعلة، وإعطاء زخم من خلال تضافر الجهود لمساندة أهداف القافلة وإيصال صوت المعتقلين والمعتقلات، وأشارت إلى أن الاشتباكات الدائرة في إدلب حالت دون وصولهن إلى الحدود، إلا أن المظاهرة تمت في المدينة.

ومن جهتها قالت ناشطة دمشقية (فضلت عدم الكشف عن اسمها) أن قافلة الضمير انطلقت من إسطنبول يوم الثلاثاء بمشاركة أكثر من 55 دولة عربية مثل (الكويت، قطر، فلسطين)، وعالمية مثل (كازاخستان، الصين الشرقية، لندن، تركمنستان) والكثير غيرها، بالإضافة إلى مشاركة شخصيات مهمة في القافلة مثل زوجة المناضل “نيلسون مانديلا” وابنته وشخصيات بريطانية أيضاً. وتم التوجه نحو الحدود السورية مروراً بعدة مدن تركية، إلا أن المحطة الأخيرة كانت في أنطاكيا ولم تتمكن القافلة من الوصول إلى الحدود السورية. وأشارت الناشطة إلى الرعاية الكبيرة التي تلقتها قافلة الضمير من قبل الجهات الرسمية التركية، وإلى الدعم والتضامن الكبير الذي لاقته القافلة في رمزية إلى أن اليوم العالمي للمرأة هذا العام هو يوم المرأة السورية. مضيفةً أن الخطابات التي تم إلقاؤها اليوم كانت مفرحة جداً، حيث وُجدت صرخات قوية كحديث شخصية بريطانية “أنتن السوريات أخواتنا، ولن ننساكن، من حقكن أن تمارسن الحياة. ونحن نطالب وبقوة بالإفراج عن المعتقلات”. وفي ختام حديثها لحرية برس قالت الناشطة الدمشقية : “في يوم المرأة العالمي ناشدنا وطالبنا بالإفراج عن المعتقلات في سجون النظام، بالإضافة لتسليط الضوء على قضايا سورية منها قضية الغوطة الشرقية. ونأمل من الله تعالى أن تستطيع هذه القافلة لفت النظر إلى الظلم الكبير الواقع على الشعب السوري”.

وأشارت الناشطة “رنا بكور” أحد منظمين القافلة إلى التواجد الأجنبي الكبير اليوم، مؤكدة أن كل من فهم الهدف السامي للقافلة الذي يتجلى بشعار “حرية حرية لأجل عيون السورية” قد جاء وشاركنا. وأضافت “بكور” أن الجملة الأكثر تأثيراً اليوم كانت للكاتبة الاسكتلندية التي ألقت خطاباً اليوم توجهت فيه للمعتقلات قائلة “نحن نسمع بكاءكن لكننا سنسمع الأسد زئيرنا”. وختمت “بكور” لحرية برس قائلة: “برأيي هذه القافلة كانت ضرورية كالصيام الذي يجعلنا نشعر بمعاناة غيرنا، ولقد كانت مؤثرة بشكل واسع. وربما تدفع هذه القافلة المجتمع للتحرك وتدفع قضيتنا خطوة إضافية للأمام”.

رسائل ناشطات وشهادات معتقلات سابقات 

أكدت السيدة “إيمان بدر” لحرية برس وهي متطوعة في منظمة IHH المنظمة لقافلة الضمير على أن القافلة تشكّل رسالة لإيقاظ الضمير العربي والعالمي لفك الحصار وتحطيم قيود السجون الأسدية التي هي اليوم مقابر للأحياء. وتحدثت “بدر” التي تنحدر من أصول سورية وجنسية تركية عن شهادات لمعتقلات سابقات في سجون الأسد، والفظاعات التي مررن بها، كخلط الأرز مع الصراصير وتقديمه للمعتقلات على أنه أرز مع اللحم كنوع من الاستهزاء والتعذيب.

وتمنّت “بدر” التي ارتدت كفناً أبيض في رمزية للشهداء والمعتقلين الذين تُقتل الحياة فيهم داخل سجون الأسد، أن تكون قافلة الضمير صوت المعتقلات المُغيبات في غياهب الظلام.

وبدورها تحدثت “أميرة فياض” لحرية برس عن اعتقالها في فرع 235 المزة، الذي دام لمدة خمسة شهور، حيث تعرضت للتعذيب بعدة أساليب وحشية (كقلع الأظافر، صعق بالكهرباء، شبح). ولم يقتصر الأمر على التعذيب الجسدي، بل تعدى ذلك إلى الإذلال بلقمة تقي من موت، فقد كان يتم تلويث الخبز بماء المرحاض ..!

وأضافت: “مهما تحدثنا عن تجارب اعتقال لن يكفي كلامنا لوصف وحشية هذا النظام. والأمر ليس حكراً علينا نحن النساء فحسب، فالنظام لم يرحم أحداً وعذّب الشباب ومنهم ابني الذي انتهى الأمر بإعدامه ميدانياً بعد تعذيبه. وهناك الكثير من الشباب الذين مازالوا يتعرضون لأبشع أنواع العنف والإذلال داخل المعتقلات كقطع العضو الذكري. وذلك كله عقابنا لأننا طالبنا بالحرية”.

كما تمنّت “فياض” أن تشارك جميع الشعوب يداً بيد مع السوريين لتحرير المعتقلات والمعتقلين، وأن تُحيي هذه القافلة الضمير فيهم.

وذكّرت معتقلة سابقة في سجون النظام (فضّلت عدم الكشف عن اسمها) أنه ما يزال هناك نساء منسيات داخل المعتقلات الأسدية، من مختلف الأعمار، ويعاني أغلبهن من أمراض نفسية جرّاء المعاملة الوحشية التي يتعرضن لها. فقد كان يقودهن الوضع الإنساني المزري أحياناً للاحتجاج وإصدار ضجيج، وكنّ يعاقبن بالنوم على الأرض الباردة في ليالي قارسة البرودة، وذلك بعد مصادرة الأغطية منهن، وغالباً ما كان يلجأ السجانون إلى رش المعتقلات وأغطيتهن بالماء البارد. وعند اعتراض المعتقلات على نوعية الطعام الرديئة كان يتم معاقبتهن أيضاً بالسجن في زنزانة منفردة، ويمنع فيها الذهاب إلى المرحاض إلا مرتين في الصباح والمساء وبمدة محددة وقصيرة جداً، مترافقاً بوابل من الإهانات والضرب أحياناً لدرجة يجعلك تتمنى الموت على أن تطلب دخول المرحاض.

وكان المشهد الأكثر تأثيراً هو عندما تم وضع المعتقلات داخل مراحيض الرجال، كنوع من الإذلال والتعذيب للطرفين.

وأشارت الناشطة “إيمان الرفاعي” في منظمة “عدل وإحسان” التي تُعنى بالنساء والأطفال بشكل عام (الأرامل والمعتقلات) وتمكين المرأة في عدة جوانب، على أهمية هذه القافلة وإيصال صوت المعتقلات في سجون النظام للخارج. وأكدت من خلال عملها مع معتقلات سابقات، واطلاعها على دقائق الأمور، أنه مهما سمع المتلقي عن الأضرار الجسدية والنفسية التي تلحق بالمعتقلات إلا أن ذلك لا يفي بوصف الواقع فعلاً. مشيرة إلى أنه حتى لو لم تتمكن هذه القافلة من الضغط والتوصّل لتحرير المعتقلات، إلا أنها كانت مؤثرة، وتؤكد أن جميع الموجودين فيها متضامنون قلباً وقالباً مع المعتقلات.

وأضافت: “لقد كان التفاعل الأجنبي مع قضيتنا شيئاً مفاجئاً، وصوتهم العالي الذي يؤكد على تضامنهم معنا ويشعرنا بأننا يد واحدة عربية وأجنبية على حد سواء في مواجهة الظلم”.

وأوضح ممثلون عن قافلة الضمير أن عدد النساء المعتقلات بلغ وفق البيانات الرسمية المسجلة لدى منظمات سورية تُعنى في حقوق الإنسان 13581 امرأة منذ آذار 2011 وحتى نهاية عام 2017. وتم التأكيد على أن عدد النساء اللواتي مازلن محتجزات في سجون النظام من آذار 2011 يبلغ 6736 امرأة.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    عاجل