الموت يهدد حياة 6 آلاف مريض بالسرطان في تعز باليمن

فريق التحرير28 فبراير 2018آخر تحديث :
الطفل “عبد الله عبد العالم” ذو العشرة أعوام مصاب بسرطان الدم “اللوكيميا” – مدينة تعز في اليمن – عدسة: مازن فارس – حري برس©

مازن فارس – اليمن – حرية برس:

الطفل “عبد الله عبد العالم” ذو العشرة أعوام، أصاب جسده الصغير مرض السرطان فأنهكه وأقعده على سرير المرض وضاعفت الحرب الدائرة في البلاد من معاناته، التي تسببت في ارتفاع أسعار العلاج أو انعدامه في ظلّ تدهور الوضع الاقتصادي.

عبدالله المصاب بسرطان الدم “اللوكيميا” واحد من أكثر ستة آلاف حالة مصابة بهذا الداء من مختلف الفئات العمرية في تعز، المرض الذي حصد خلال العام الماضي أرواح 66 مصاباً، ويواجه آخرون خطر الموت لنفاذ الأدوية وغياب أي اهتمام بهؤلاء المرضى.

يروي “عبدالله” معركته مع المرض ومعاناة أسرته في متابعة حالته خلال الحرب والتي تنوعت فصولها ما بين الحصار الذي عزل منطقته، المسراخ (جنوب غرب تعز) عن المستشفى وبين غلاء أسعار الأدوية، يشرح “لحرية برس” تفاصيل رحلته مع السرطان قائلاً: “أصبت قبل أربع سنوات بورم في قدمي الأيمن تنقلت بين العديد من المستشفيات بما فيه مركز العظام، إلا أنهم عجزوا عن تشخيص المرض، بعد ذلك ذهبت إلى مركز الأورام وعندها قالوا لي انني مصاب بالسرطان مما أدى إلى بتر قدمي”.

من جهتها تقول أم “عبدالله” أن مسافة الطريق الوعرة التي يقطعونها لحضور جلسات العلاج الكيمائي طويلة وتستغرق ثلاث ساعات، مشيرةً إلى أن الحرب تسببت في تدهور وضع ولدها الصحي خصوصاً وأن المناعة لديه تتدهور بشكل مستارع في ظل التأخر عن الجرع الكيمائية التي يحتاجها “عبدالله” يومياً، ولفتت أم “عبد الله” في حديثها “لحرية برس” أن زوجها مقعد على سرير المرض بعد تعرضه لحادث مروري اثناء دراسته الدكتوراه في جمهورية السودان ما أدى إلى إصابته بالسكور.

مراكز علاج السرطان في اليمن تعدّ على أصابع اليد، وهي غير مؤهلة لمواجهة الداء الفتاك، في بلد يأتي بحسب منظمة الصحة العالمية في طليعة الدول العربية التي تعاني شعوبها من مرض السرطان، بينما يتم تسجيل 25 ألف حالة جديدة سنوياً، بحسب تقارير لوزارة الصحة.

مصابين بمرض السرطان في المؤسسة الوطنية لمكافحة السرطان بالمحافظ – مدينة تعز في اليمن – عدسة: مازن فارس – حري برس©

ويرى مدير المؤسسة الوطنية لمكافحة السرطان بالمحافظ “مختار أحمد سعيد” أن المؤسسة تسجل ارتفاعاً مستمراً في استقبال المصابي بالسرطان، وفي حديثه “لحرية برس” قال: “الحالات التي تتلقى العلاج لدى المركز بشكل يومي ما يقارب 120 حالة بينما اجمالي الحالات المقيدة في سجلات المؤسسة تبلغ 6444 حالة”. وأشار “مختار” إلى وجود صعوبات تواجهها المؤسسة في توفير الأدوية اللازمة والضرورية لمريض السرطان، وأضاف أن “المريض أصبح اليوم ينتظر عدة أسابيع لتوفر الجرع المخصصة له مما قد يؤدي في بعض الأحيان إلى الوفاة، إلا أننا نسعى جاهدين لتوفير الأدوية والمستلزمات اللازمة ومستمرون في العمل لخدمة مريض السرطان”، ومع استمرار الحرب الدائرة في البلاد ارتفعت خطورة معاناة مرضى السرطان نتيجة عدم توفر أصناف كثيرة من الأدوية الأساسية التي تساعد على بقاء المرضى على قيد الحياة، وختم “مختار” حديثه: “نطالب الحكومة الشرعية والمنظمات والجمعيات لتوفير الأدوية المطلوبة للمركز، لإنقاذ حياة المرضى و انتشالهم من مستنقع المعاناة”.

وتشهد اليمن منذ نحو ثلاثة أعوام حرباً عنيفة بين القوات الحكومية الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي المسنودة بقوات التحالف العربي بقيادة السعودية من جهة وبين مسلحي جماعة الحوثي من جهة أخرى، وخلفت هذه الحرب أوضاعاً إنسانية وصحية صعبة أدت إلى تفشي الأوبئة وإغلاق عدد كبير من المرافق الصحية في اليمن الذي يعد من أفقر بلدان العالم.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    عاجل