أكثر من عشرين ضحية في موجة صقيع تضرب أوروبا

فريق التحرير28 فبراير 2018آخر تحديث :
متزلج على الثلج في باريس – الصورة عن فرانس 24

من البلطيق إلى المتوسط، بقيت أوروبا الثلاثاء تحت رحمة موجة صقيع مصدرها سيبيريا أسفرت عن مصرع أكثر من عشرين شخصاً في أربعة أيام.

 

هذه الموجة التي سميت “الوحش القادم من الشرق” في الصحف البريطانية و”دب سيبيريا” في هولندا و”مدفع الثلج” في السويد و”موسكو- باريس” في فرنسا، أثارت مخاوف بشأن الأفراد الأكثر ضعفاً ولا سيما المشردين أو المتقدمين في السن.

ويتوقع أن تبقى درجات الحرارة جليدية ليل الثلاثاء الأربعاء، لتصل إلى – 24 درجة مئوية في بعض أنحاء المانيا و -29 في استونيا و -18 في تشيكيا.

 

ولقي 24 شخصاً على الأقل مصرعهم منذ الجمعة بسبب الصقيع، تسعة في بولندا بينهم خمسة ليل الاثنين الثلاثاء، وأربعة في فرنسا بينهم سيدة في الثمانينات عثر عليها صباح الثلاثاء أمام دار المسنين الذي أقامت فيه، وخمسة في ليتوانيا وثلاثة مشردين في تشيكيا، واثنان في رومانيا بينهم سيدة في الـ 83 من العمر عثر على جثتها الثلاثاء في الشارع تحت الثلج، ومشرد في ايطاليا.

 

وشهد مجمل أوروبا هبوطاً كبيراً في درجات الحرارة أدى إلى تشغيل السخانات على مدار الساعة. وأعلنت مجموعة غازبروم الروسية للغاز عن أرقام قياسية في ستة أيام لصادراتها اليومية إلى أوروبا، بلغ آخرها 66,8 ملايين متر مكعب ليوم الاثنين.

 

وسجلت السويد درجات حرارة بلغت -39,6 الاثنين في منطقة لابلاند فيما سجلت النمسا -25,4 درجات في فلاتنيز (جنوبا)، في مستوى قياسي لشهر شباط/فبراير.

 

كما شهدت لندن الثلاثاء تساقطاً كثيفاً للثلوج، ونشرت الصحف البريطانية صور أفراد يتنقلون بالقوارب على نهر كام وسط الثلوج وأمواج متجلدة في وستون- سوبر- مير (جنوب غرب).

في ايطاليا سقطت الثلوج على روما الاثنين للمرة الأولى منذ ست سنوات. ووصلت الحرارة إلى -40 درجة في دولينا كامبولوتزو (ارتفاع 1768م) على بعد اقل من 100 كلم من البندقية ليل الأحد الاثنين. كما لم تشهد منطقة كمبانيا حول نابولي هذا القدر من الثلوج منذ العام 1956، فيما غطت طبقة بيضاء خفيفة جزيرة كابري ومدينة بومبي الاثرية وحتى شواطئ ساحل امالفي.

 

في فرنسا التي لم تعش صقيعاً بهذه الحدة في هذه الفترة من السنة منذ 2005، غطت الثلوج صباح الثلاثاء خليج اجاكسيو في كورسيكا في مشهد لا مثيل له منذ 30 عاماً.

 

وفي المانيا وصلت الحرارة إلى -14 في برلين صباح الثلاثاء، غداة ليلة سجلت فيها -30,5 درجة مئوية في قمة زوغسبيتزه (2962م، أعلى جبال البلاد) في مستوى قياسي في أكثر من مئة عام في هذه الفترة من السنة.

 

كما هبطت الحرارة في الليلة نفسها إلى -20 درجة في جنوب بولندا، وإلى -24,6 درجات في غرب تشيكيا، وإلى -26 درجة في ليتوانيا.

 

وفي البلقان بلغت الحرارة درجة واحدة تحت الصفر على جزيرة هفار (كرواتيا) المشمسة بالعادة، ووصلت إلى مستويات متدنية تاريخية في البانيا و-10 درجات في كوسوفو و-20 درجة في الجبال المحيطة بساراييفو في البوسنة.

 

أما سويسرا فسجلت -28 درجات في غلاتالب على ارتفاع 1850م، وهي منطقة مأهولة لم تعتد الظروف الجوية القصوى.

 

وفي هولندا قام هواة التزحلق على الجليد بقياس سماكة الجليد التي لم تكن كافية رغم حرارة بلغت -10 درجات في ايندهوفن (جنوب). وفي المانيا ملأ جهاز الاطفاء موقفاً للسيارات بالماء لتشكيل مكان للتزلج لثني السكان عن الذهاب بعيداً للتزلج.

 

وادى الثلج والجليد إلى اضطراب في حركة النقل التي شهدت تأخيراً وإلغاء كما جرى في مطار هيثرو في لندن مع إلغاء شركة بريتيش ايرويز 60 رحلة، وفي مطار نيس على ساحل الكوت دازور الفرنسي. كما اضطر مطار خليج نابولي إلى الاغلاق صباح الثلاثاء بسبب سقوط غير متوقع للثلج.

 

– اضطرابات –

 

في ايطاليا نجا سائق في تورينو من سقوط هابط جليدي من جسر على سيارته فتهشم زجاجها الأمامي لكنه تمكن من مواصلة السيطرة على السيارة.

 

وفي كرواتيا انقطع خط القطار الذي يربط بين زغرب وسبليت فيما أغلقت ثلاثة موانئ على البحر الاسود، وكذلك مطار فارنا في شرق بلغاريا.

 

كما تضاعفت حوادث السير في المانيا وخصوصاً على ساحل البلطيق، على ما جرى في السويد.

 

واضطربت حركة المدارس في دول أوروبية كثيرة كما تكثفت الدعوات إلى المشردين لتوخي الحذر.

 

في بلجيكا اتخذ إجراء غير مسبوق نهاية الأسبوع لإلزام المشردين باللجوء إلى مأوى أثار جدلاً كبيراً. وأجازت مدن نامور وشارلروا وفرفييه (جنوب) لشرطتها المحلية التحرك بهذا الصدد.

 

كذلك أمنت روما 400 سرير إضافي للمشردين ما يرفع عددها الإجمالي إلى 1700، فيما أضافت برلين التي امتلأت مآويها إلى 90% من قدرتها، 100 سرير لهذا الغرض.

المصدر أ.ف.ب
التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    عاجل