مقتل مصطفى بدر الدين أكبر خسارة لحزب الله منذ 2008.، هذا ما خلص إليه كل من نداف بولاك وهو زميل “ديان وجيلفورد جليزر فاونديشن” في معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى وماثيو ليفيت وهو زميل “فرومر- ويكسلر” ومدير برنامج “ستاين” للاستخبارات ومكافحة الإرهاب في المعهد نفسه.
وبدر الدين هو أحد كبار المسؤولين في حزب الله وهو المسؤول عن تخطيط العمليات العسكرية للحزب في سوريا، ويعود تاريخ بدرالدين في الحزب من أوائل ثمانينات القرن الماضي، حيث جنده الحرس الثوري مع عماد مغنية عام 1982 قبل تأسيس حزب الله، ليشارك لاحقاً في سلسلة من الهجمات الإرهابية في عام 1983 مع عماد مغنية في استهداف السفارة الأميركية ومقري المارينز والجنود الفرنسيين في بيروت، واستهداف السفارة الأمريكية في الكويت والتي على إثرها حكم بالإعدام في الكويت وهرب من السجن خلال فترة الغزو العراقي في بداية التسعينات.
ولاحقاً تولى الحرس الثوري الإيراني حمايته وإعادته إلى لبنان ليستأنف نشاطه في الحزب، وعودته ساعدت الحزب في إنشاء بعض وحداته، وحسب وصف أحد زملائه بأنه “أكثر خطورة” من معلمه عماد مغنية.
بالإضافة إلى ذلك يسجل ضلوعه في عملية اغتيال رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري عام 2005 وعدة اغتيالات أخرى في لبنان.
وهذا كله أكسب بدر الدين الكثير من الأعداء بحسب رأي الباحثين، مما يثير الكثير من التساؤلات عن الجهة التي تقف وراء قتله، كما يحصل في كل مرة يقتل فيها قيادي من حزب الله اللبناني بطرق غامضة.
مما يجعل هناك احتمالات وأطراف عدة يمكنها الضلوع بعملية القتل، ولعل اسرائيل أول من يوجه لها الاتهام في كل عملية.
ورغم أن اسرائيل هي المشتبه به الرئيسي في عملية القتل و أن الكثيرين من صناع القرار في إسرائيل سيسعدهم التخلص من بدر الدين، إلا أنهم سيفكرون طويلاً وملياً قبل اتخاذ قرار لقتله، لأن هناك تبعات أخرى ستقع على اسرائيل حيث سيزيد التصعيد اتجاهها من قبل الحزب على الجبهة الشمالية بعد اغتيال شخصية رفيعة المستوى وقيادية كبدر الدين، حتى لو تمت سراً.
فيما أن هناك احتمال مغاير في أن إسرائيل كانت تستهدف عملية لنقل الأسلحة وقتلت بدر الدين بالخطأ، أو أنها كانت تحاول منع هجوم وشيك من قبل الحزب الله، ولكن كل ذلك يندرج في إطار تكهنات في الوقت الراهن.
ومن جهة أخرى يمكن أن يكون لثوار سوريا مسؤولون عن قتل “بدر الدين” لما له دورفي تخطيط العمليات في سوريا ومسؤوليته وحزبه عن قتل الآلاف من السوريين، الأمر الذي جعل منه هدفاً ذا قيمة عالية بالنسبة لهم، لذلك قد تكون كتائب الثوار هي من قصفت موقعه وراء هذه الخطوط.
كما يوجد جهة قد تكون مشتبهاً به، وهي الحكومات العربية الداعمة للثوار في سوريا، والتي سيسعدها مقتل بدر الدين ورغم ذلك يبقى هذا الاحتمال ضئيلاً جداً لكون هذه الجهات لاتتمتع بالقدرة على تنفيذ مثل هذه العملية في دمشق بصورة فعلية.
وأخيراً قد يكون حزب الله هو نفسه هو بين المحتملين نظراً للشائعات حول الأداء الضعيف لبدر الدين، وإهماله وعدم استقراره، بالإضافة إلى تهوره في السنوات الأخيرة. وإذا كانت قيادة الحزب معنية بقتله بالفعل وأكدت أنه لن يترك منصبه بهدوء، فقد تكون قد قررت أنه من الضروري التخلص منه.
عذراً التعليقات مغلقة