إسرائيل وإيران تتجهان إلى الحرب في سوريا

فريق التحرير26 فبراير 2018Last Update :

 

ترجمة: إسراء الرفاعي – حرية برس:

نشر موقع “أوبد نيوز” الأميركي مقالة تقول أن إسرائيل (ربما بمساعدة الولايات المتحدة والسعودية) على وشك أن تهاجم المواقع النووية الإيرانية. وقد هاجمت إسرائيل منذ وقت طويل المستودعات العسكرية التابعة لنظام الأسد وقدمت الدعم الجوي لبعض فصائل الثوار. وكانت إسرائيل قد فقدت قبل أسبوعين طائرة دفاعية من طراز F-16 إثر استهدافها من قبل دفاعات الأسد الجوية ، وقامت إسرائيل على الفور بشن ضربات انتقامية أدت إلى ضرر في أنظمة الدفاع الروسية الصنع. وبالنظر إلى التصريحات الأخيرة لرئيس الوزراء نتنياهو فإنها تُشير إلى التصعيد.

التهديد الإيراني:

تُشير حكومة نتنياهو إلى عدة مخاطر، أولاً: دعم إيران لحماس، حيث إن دعمها للأخيرة يهدف للتأكيد على اهتمام السعودي المتنامي بالقضية الفلسطينية.

ثانياً: تدريب حزب الله وتسليحه من قبل القوات الإيرانية الخاصة منذ الثمانينيات. حيث تتسم قواتهم البرية بالمهارة في حرب العصابات وأظهرت القدرة على التغلب على القوات الإسرائيلية في جنوب لبنان، إلا أنها لا تشكل تهديداً أرضياً لإسرائيل. فحزب الله يملك آلاف الصواريخ القادرة على الوصول إلى معظم المدن الإسرائيلية ولكنها رادعة في أحسن الأحوال. وأي استخدام لها من شأنه أن يؤدي إلى انتقام مخيف وغير متكافئ.

ثالثاً: وجود إيران في سوريا منذ بدء الحرب، وتدريبها الميليشيات الشيعية العلوية، ودعمها لعصابات حزب الله، بالإضافة إلى نشرها في العامين الماضيين نحو ألفي جندي من قوات الحرس الثوري. إلا أن الأخير تكبّد خسائر كبيرة، ولم يظهر أي فعالية تُذكر في الاستيلاء على الأراضي التي تسيطر عليها المعارضة السورية. إن هذه القوات الإيرانية المحتلة لا تشكل خطراً حقيقياً، كما أن الهجوم البري على إسرائيل أمر غير معقول. وسيتم سحقه بسهولة على مرتفعات الجولان من قبل القوات الإسرائيلية .

الحملة الإسرائيلية:

إن سياسة نتنياهو في سوريا لها أهداف أخرى تتعدى مواجهة أي خطر إيراني، فهو يريد أن تبقى سوريا ضعيفة، وأن تبذل إيران المال، وأن يظل السعوديون مذعنين لطموحاته الداخلية. ويمكن لنتنياهو أن يحقق هذه الأهداف الثلاثة من خلال حملة جوية حكيمة ومنخفضة المستوى.

ستستهدف ضربة نتنياهو المنشآت التي تعود للأسد، ولاسيما تلك المقدمة من حزب الله وإيران. وتجري هذه الهجمات منذ عدة سنوات، كالهجوم الذي قامت به طائرات إسرائيلية بضرب مخابئ أسلحة كانت في طريقها إلى ترسانات حزب الله. إلا أن الوتيرة سوف ترتفع، وربما بمساعدة المخابرات الأمريكية والتدابير المضادة الإلكترونية.

وقد تقوم الولايات المتحدة بدورها بشن ضرباتها ضد الوجود الإيراني في شرق سوريا، وهي منطقة تريد الولايات المتحدة وإسرائيل والسعودية تحريرها من النظام. إن إبقاء سوريا دولة مجزّاة يعد أولوية رئيسية.

وستفوز الغارات لصالح السعودية وحلفائها السنة، الذين يخشون ويحتقرون إيران ولكنهم يفتقرون إلى العزم على محاربتها بشكل مباشر.

ويستند تقييمهم لخطر إيران بشكل أقل على الجغرافيا السياسية مقابل الكراهية الدينية، وهو الأمر الذي يستغله نتنياهو. وفي المقابل تحصل إسرائيل على موافقة سنية على برنامجها في الضفة الغربية، الذي يشمل توسيع المستوطنات وخنق آمال الفلسطينيين.

إن إيران في موقف صعب، وتحتاج إلى إظهار الالتزام لحليفها، لكن بسبب عدم وجود قوة جوية هامة في سوريا، لا يمكن لإيران أن تعترض طائرات جيش الدفاع الإسرائيلي أو تنتقم داخل إسرائيل. إن ردها الأكثر مصداقية سيكون الاغتيالات والتفجيرات.

تريد إسرائيل والسعودية أن تقيّد إيران أكثر في سوريا، وأن تخسر إيران قواتها وأموالها. وعندما تضرب منشأة إيرانية، سيتعين على طهران أن تبرهن على التزامها بإحراق المزيد. وذلك لن يوفر سوى المزيد من الأهداف. فبدلاً من أن تنسحب إيران، قد تفضل إسرائيل، على الأقل لبضع سنوات، أن تضيّع طهران المزيد والمزيد من المال بلا طائل وذلك في محاولاتها لإظهار القوة والالتزام. ومن المأمول أن يؤدي ذلك إلى المزيد من المظاهرات المناهضة لنظام الأسد في إيران مثل تلك التي اندلعت في كانون الأول / ديسمبر الماضي. واشتكى العديد من المتظاهرين من سياسات الحكومة المدمرة في سوريا واليمن.

الرد الروسي:

دعمت روسيا نظام الأسد على مر السنين بالمال والسلاح والدعم الجوي، إلا أنها لم تتفاعل بقوة مع الضربات الجوية الإسرائيلية في سوريا. وعلى الرغم من كونها منذ زمن رمزاً لمعاداة السامية، إلا أن روسيا لديها علاقات جيدة بشكل ملحوظ مع إسرائيل. حيث يعتمد بوتين على التكنولوجيا الفائقة الإسرائيلية للعديد من الأنظمة العسكرية، ويود الحصول على مساعدة إسرائيل في الحصول على نفوذ في ممالك الخليج الفارسي المتحالفة مع إسرائيل، وخاصة فيما يتعلق بمبيعات الأسلحة.

ومع ذلك، نشرت روسيا مؤخراً طائراتها المقاتلة الأكثر تطوراً في قاعدة جوية غرب سوريا. وسيتم رصد ردودها عن كثب. إلا أن الطائرات والأسلحة والطيارين الإسرائيليين متفوقة على أي شيء يمتلكه بوتين في المنطقة أو في أي مكان آخر.

إن سوريا تعد استنزافاً لمال إيران، لكن بوتين لا يريد أن يجلب لبلاده استنزافاً مماثلاً.

Source أوبد نيوز
Comments

Sorry Comments are closed

    عاجل