نشرت صحيفة “الغارديان” مقالا للمعلق سايمون تيسدال، يعلق فيه على التطورات الأخيرة في الغوطة الشرقية، واستمرار القصف فيها، بعد أقل من 24 ساعة من قرار مجلس الأمن الدولي، الذي جاء بالإجماع بفرض هدنة تستمر 30 يوما في المنطقة.
ويقول تيسدال في مقاله، إن القصف على أحياء الغوطة الشرقية استمر وكأن اتفاق الهدنة لم يحدث، مشيرا إلى أن المسؤولية لوقف القتل تقع على كاهل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
ويذهب الكاتب إلى أن “الإشارات الأولى من الغوطة الشرقية ليست مشجعة، فبعد يوم من قرار مجلس الأمن الدولي، حيث وافق أعضاؤه أخيرا على وقف إطلاق النار، استأنف النظام القصف كالمعتاد، ما أعطى انطباعا بأن الاتفاق على الهدنة في الجيب الذي يحاصره النظام السوري، الذي لم يحدث إلا بعد جدل ومماحكات كثيرة، لم يحدث أبدا”.
ويرى تيسدال أن “بشار الأسد يظل هو المسؤول في المقام الأول، فلم يعد يهتم على ما يبدو بما يفكر به العالم، فليست لديه سمعة ليخسرها، وربما اعتقد أن دفعة أخرى من القوات البرية ينهي خلالها المقاومة في الغوطة قبل دخول موعد تطبيق إطلاق النار”.
ويستدرك الكاتب بأن “بوتين هو الذي يتحمل العبء الأكبر، حيث كان بوتين هو الذي أنقذ الأسد عام 2015، عندما كان نظامه يخسر الحرب، وحمى الرئيس الروسي جروه السوري من اتهامات جرائم الحرب، ومنع إجراء التحقيقات في استخدام الأسلحة الكيماوية الممنوعة، ويبدو أن بوتين يعيش شعورا بالمجد، وبأنه سيقوم بالحلول محل الولايات المتحدة بصفتها قوة عظمى في المنطقة، فعندما واجهت إيران إسرائيل في الأجواء كان بوتين، وليس ترامب، من اتصل مع بنيامين نتنياهو، وطلب منه وقف العمليات الانتقامية”.
ويشير تيسدال إلى أن “بوتين هو الذي أخر موعد اتفاقية إطلاق النار، حتى عندما كان أطفال الغوطة يموتون وتسقط عليهم القنابل، وتأكد أن أي طرف يعده الأسد (إرهابيا) يظل في مرمى البراميل المتفجرة، ولهذا السبب استمر القتال دون هوادة”.
ويفيد الكاتب بأن “الثورة بدأت ثورة شعبية محلية ضد ديكتاتور، إلا أنها ومنذ تدخل الروس أًصبحت حرب بوتين، وهي أكبر مغامرة عسكرية روسية منذ غزو أفغانستان عام 1979، وتذكر كيف انتهت هذه المغامرة”.
ويجد تيسدال أن “بوتين أصبح مسؤولا عن الحرب بالطريقة ذاتها التي أصبح فيها ليندون جونسون مسؤولا عن حرب فيتنام، ومع أن القوات البرية لا تعمل على الأرض، كما حدث في أفغانستان، إلا أن سمعة روسيا وموقعها في العالم أصبحا مرتبطين ارتباطا وثيقا بسمعة بشار الأسد، وأصبحت هذه الحرب مثل مقامرة سيئة لا يمكن لبوتين خسارتها”.
ويبين الكاتب أن “سوريا تحولت إلى فوضى صادمة، وبالنسبة للروس العاديين فإنها مضيعة للرجال والمال، وبالنسبة للعالم الذي يراقب الوحشية برعب في الغوطة وحلب وآلاف البلدات والمدن الأخرى، فإن سوريا هي فوضى بوتين، والأمر يعود إليه لضبطها”.
ويقول تيسدال إن “بوتين يتعلم أنه من أجل يعود قوة عالمية مرة أخرى فإن عليه أن يقود بشكل عالمي، ولهذا السبب كانت أنجيلا ميركل وإيمانويل ماكرون على الهاتف يوم الأحد، وطالباه بالتأكد من سريان مفعول اتفاق وقف إطلاق النار، وبعد الضجة التي تسببت بها روسيا كلها، فإن الأمم المتحدة بأكملها تتوقع منها التحرك”.
ويختم الكاتب مقاله بالإشارة إلى أن “روسيا ستنظم انتخابات رئاسية في 18 آذار/ مارس، ولو كانت بلدا ديمقراطيا فسيتم إسقاط بوتين”.
Sorry Comments are closed