في المياه العميقة
نضخ سنويًا كميات متزايدة من ثاني أكسيد الكربون إلى الغلاف الجوي، وتتمثل إحدى الأهداف الأساسية لاتفاق باريس للمناخ في إيقاف الزيادة في الانبعاثات الكربونية، كي تصل مستوياتها حدًا أقصى تبدأ بعده بالانخفاض، ووفقًا لدراسة جديدة نشرت في مجلة «نيتشر كومينيكيشنز» فإننا كلما تأخرنا خمسة أعوام عن الوصول إلى ذلك الحد، تفاقمت الزيادة المتوقعة في مستويات سطح البحر للعام 2300.
ما فتئت مستويات سطح البحر في ارتفاع نتيجة للتغير المناخي، ووفقًا لباحثي معهد بوتسدام لأبحاث الآثار المناخية، إذا وضع اتفاق باريس للمناخ موضع التنفيذ وجرى الالتزام به تمامًا، فإن الارتفاع المتوقع في مستويات سطح البحر سيتراوح من 0.7 إلى 1.2 متر بحلول العام 2030، غير أنه كلما طرأ تأخير مدته خمسة أعوام في الوصول إلى أقصى حد لانبعاثات ثاني أكسيد الكربون بين العامين 2020 و2035، سيزداد الارتفاع 20 سم إضافية.
وقال المؤلف الرئيس ماثياس منجل في بيان صحافي «لا مناص من ارتفاع مستويات سطح البحر خلال العقود القادمة، ويعزى ذلك إلى التغير المناخي الناجم عن الأنشطة البشرية، وقد يبدو للبعض أن تحركاتنا الحالية لن تصنع فروقات كبيرة، غير أن دراستنا أثبتت العكس تمامًا.»
وأضاف المؤلف المشارك كارل فريدرك شلوزنر «يدعو اتفاق باريس للمناخ إلى التصدي للانبعاثات الكربونية كي تصل مستوياتها إلى أقصى حد لها بأسرع ما يمكن، وأظهرت نتائجنا أن التأخير في معالجتها يسفر عن عواقب وخيمة.»
موقف صعب
تنذر مستويات ثاني أكسيد الكربون الحالية بمستقبل قاتم، ويتوقع أن تؤثر فيضانات الأنهار على ملايين الناس بحلول العام 2040، وبدأ التغير المناخي مسبقًا بتهديد المجتمعات الساحلية حول العالم، إذ قد تغرق السواحل بثمانين سم من الماء تقريبًا بحلول العام 2100 بمعدل 10 سم لكل عقد.
وأشار منجل في بيان صحافي أن توقعات فريقه لمستويات سطح البحر للعام 2300 ربما لن تؤخذ على محمل الجد، إذ قال «لا يمكن أن نستبعد تمامًا ارتفاع مستويات سطح البحر ثلاثة أمتار بحلول العام 2300، بالإضافة إلى أننا لسنا واثقين من كيفية تفاعل جليد القطب الجنوبي مع الاحترار العالمي.»
ترتبط خطورة الوضع الراهن بكيفية تحركنا تجاه المناخ سعيًا للحد من تفاقم الآثار السلبية بسرعة وفعالية، ولا ريب أن التغير المناخي حقق انتصارات متتالية، لكن لن ترجح كفته إذا اتخذنا الإجراءات اللازمة حالًا، وما زال لدينا الفرصة في حماية كوكبنا وجميع الكائنات عليه.
عذراً التعليقات مغلقة