إن الدماغ جهاز حيوي تماماً كما القلب، ولكن لا يمكن السيطرة عليه. في الواقع، بحسب دراسة حديثة إن حوالي 60% من الناس يعتقدون أن مرض الزهايمر هو أحد أشكال التدهور المعرفي، وأنه مجرد جزء طبيعي من التقدم في السن. ولحسن الحظ، إن ذلك غير صحيح. حيث قال “ريتشارد إيزاكسون” مدير عيادة الوقاية من مرض الزهايمر في مركز ويل كورنيل الطبي في مدينة نيويورك: “إن الزهايمر مرض، وليس رحلة لا مفر منها كما حال الشيخوخة”.
يمكن للإنسان أن يلعب دوراً نشطاً في الحد من المخاطر الخاصة به فيما يتعلق بالقضايا المعرفية، سواء من مرض الزهايمر أو غيرها من المشاكل التي تنشأ كلما كبر في السن. ويمكن أن يبدأ الجميع في تحمل مسؤولية ذلك مهما كانت نقطة بدايته. وأكد الطبيب إيزاكسون أنه: “ليس من السابق لأوانه أو متأخراً جداً التفكير في صحة أفضل للدماغ. يجب عنونة العقل اليوم من خلال تبني أربعة عادات رئيسية.
1. تحرّكي
امشي، ارقصي، العبي مع الأطفال. حيث أن النشاط البدني يقضي على مادة “أميلويد” التي يُعتقد أنها تتراكم في أدمغة المصابين بالزهايمر. تبدأ هذه المادة بالتكوّن قبل عقد أو حتى عقدين من الإصابة بمرض الزهايمر. ويقول الطبيب “إيزاكسون”: “الشيء الوحيد الذي نعرفه هو أن ممارسة الرياضة ممكن أن تقلل من وجود الأميلويد”. إن القليل من النشاط البدني يعد مثل لاعب قوي للصحة، حيث أن الناس النشيطين لديهم خطر أقل بنسبة 35% من الانخفاض العقلي من أولئك الكسالى. كما وجدت دراسة نُشرت في مجلة علم الأعصاب أنه بقدر ما تمتلك قوماً أفضل في سن مبكر، سيكون عقلك أفضل في المستقبل. (الناس الأكثر رشاقة يكون لديهم قدرات دماغية أقوى بعد مرور 25 عاماً، بالمقارنة من الذين أقل رشاقة).
نقترح عليكِ أن تبدأي اليوم من خلال ما يلي:
فليكن هدفك هو الحصول على 30-20 دقيقة على الأقل من التمارين الهادفة على مدار الأسبوع (وبعبارة أخرى فلتقومي بكل ما يمكنه أن يرفع معدلات نبض قلبك).
ويجب أن تقومي بتمارين قوية كالقرفصاء أو تمارين الضغط، ويجب أن تعملي على إتمام جلستين قصيرتين من التدريب في الأسبوع.
والأهم أن تحافظي على نشاطك من الصباح حتى المساء، كأن تشربي نصف كوب من القهوة ثم تنهضي لملئه مجدداً، أو تستعيضي عن المواصلات بالمشي، يجب أن تبحثي عن طرق بسيطة تدعوك للحركة.
2. أطلقي العنان لعقلك
بحسب مؤسسة ومديرة معهد “صحة الدماغ” في جامعة تكساس “ساندرا بوند تشابمان” الحائزة على درجة الدكتوراه فإن التفكير يمثّل طريقة جديدة أو أكثر عمقاً يمكن أن تساعد على تعزيز براعتك العقلية.
إن الحديث عن المواضيع الرئيسية في فيلم بدلاً من مجرد استرجاع الحبكة، يعتبر نوعاً من التفكير العميق لأنه يتطلب المنطق والاهتمام.
وترى تشابمان أن التنوع، الابتكار، والحماسة كأن تبتكر طريقة جديدة لقول “شكراً”، هي آليات تفكير ليس من الصعب القيام بها، حيث أن القيام بذات الروتين يومياً يدمر طاقتك العقلية. على الرغم من أنك على الأرجح لا تستطيعين تغيير برنامجك اليومي، يمكنك أن تسعي إلى التفكير بالأشياء بشكل مختلف. وإليك بعض النصائح:
إنشاء بضع نقاط للتوقف: تقول تشابمان أنه: “كلما ازدادت المعلومات التي نأخذها، كلما كنا نفكر بسطحية أكبر، وإن الابتعاد لبضع دقائق يمكن أن يهدئ بعض الضوضاء العقلية التي تعيق التفكير، إن ذلك مهم جداً لصحتك العقلية. فابتعدي قليلاً عما تفعلينه وابتعدي لتصفية عقلك.
ابحث عن طريق جديد: عليك أن تجدي طريقاً جديداً للعودة إلى منزلك غير طريقك المعتاد، ذلك من شأنه أن إنعاش شبكاتك العصبية وتحفيزها للعمل بكفاءة أكبر.
جربي شيئاً مختلفاً: ابذلي جهداً للقيام بنشاط أو نشاطين جديدين يومياً، مثل الاتصال بشخص قابلته مؤخراً، أو استكشاف نوع مختلف من أنواع الكتب، أو تناول طعام لم يسبق لك تذوقه من قبل.
ضعي هاتفك جانباً لمدة ساعة مرتين في اليوم: تقول تشابمان: “في حال لم يكن هاتفك المحمول معك لمدة ساعة، فإنك ستكون قادراً على التفكير بوضوح، وإيجاد حل لمشكلات لم تكن مدركاً من قبل أنها تزعجك.
3. أعدّي سيناريو قيلولة مثالي
إن وقت النوم هو عندما يتوقف الدماغ عن القيام بالتدبير المنزلي. حيث تقول تشابمان: “إن الأمر أشبه تقريباً بوجود بواب في الداخل ينظّف بعض المنتجات الثانوية السامة التي قد تكون مقدمة للأميلويد”.
وإليك بعض النصائح:
تغيير طريقة التفكير حول موعد النوم: إن حصولك على نوم أقل من غيرك ليس فضيلة، كما أن النوم ليس نشاطاً يمكنك إيقافه عند ضيق الوقت. إن إعادة ضبطك للساعات التي تقضينها في النوم يعد أولوية تماماً كما حال مواعيدك في جدولك اليومي.
القيام بتقييم مدى صحة نومك: يمكن أن يؤدي الضوء إلى خلل في مراحل النوم، لذا يجب استخدام الستائر لضمان النوم في غرفة مظلمة. كما يجب إزالة الشاشات من غرفة النوم، حيث أن الضوء الأزرق المنبعث من أجهزة التلفاز والهواتف وأجهزة المحمول تمنع الجسم من إنتاج الميلاتونين، وهو هرمون النعاس الذي يرتفع في الجسم ليلاً.
التمسك بجدول زمني: على الرغم من أنه يبدو أمراً بسيطاً، لكن الاستيقاظ في ساعة مختلفة في عطلة نهاية الأسبوع يمكنه أن يرهق جسدك. لذا يجب الحفاظ على مواعيد النوم والاستيقاظ متسقة.
4. اهتمي بقلبك، وسيتصرف دماغك بالمثل
إن كل ما هو جيد للقلب، هو جيد أيضاً للدماغ. لذا إليك ما يجب فعله:
تعرفي على أرقامك: إن عوامل الخطر لمرض الزهايمر هي مماثلة لتلك التي ترتبط بأمراض القلب وتشمل ارتفاع ضغط الدم، ونسبة الكوليسترول، والسمنة، ومرض السكري. لذلك إن معرفة الأرقام الخاصة بك والعمل على معالجتها يعني أنك تساعدين على الحفاظ على دماغك من خطر الزهايمر.
اتبعي نظاماً غذائياً صحياً: وجدت جمعية الزهايمر أن النمط الغذائي الصحي للقلب يخفف من خطر التدهور المعرفي. لذلك يجب الاهتمام بنوعية الغذاء التي تتناولينها.
كان العلماء يعتقدون أن مرض الزهايمر يصيب عدداً أكبر من النساء مقارنة مع الرجال، وذلك ببساطة لأن المرأة تعيش لفترة أطول ويزداد الخطر مع تقدم العمر. ولكن هذا المرض بعيد عن أن يكون مرضاً للأكبر سناً، حيث تم تشخيص حالة 200.000 شخص دون سن 65 عاماً، ولوحظ أن تغييرات الدماغ تبدأ قبل ظهور الأعراض بوقت طويل.
وبشكل عام، فإن العديد من النساء تعاني من هذا المرض، وهناك أدلة على أنه يصيب النساء بشكل أكبر (على سبيل المثال: إن وظائف الذاكرة تنخفض عند النساء المصابات بهذا المرض بشكل أسرع من الرجال).
عذراً التعليقات مغلقة