لا يخفى على أحد ما يحصل في غوطة دمشق من إبادة للبشر والحجر ومن استهداف بكل أنواع الأسلحة المحرمة وغيرها والتي تنهال على منازل المدنيين لتتساقط على رؤوس أصحابها، كما لا يخفى على أحد مدى الخذلان والصمت البشع للدول قاطبة والتي أغلقت آذانها عما يحصل من مجازر من المحتل الروسي وحليفه نظام الأسد اللذان ضربا عرض الحائط بكل العهود والمواثيق الدولية.
أُطلقت حملات وشعارات كثيرة لتوجيه الرسالة للعالم أجمع ولفت انتباهه لما يحصل، ولكن لو عدنا إلى الوراء قليلاً لاكتشفنا بأن حملات الاستغاثة لن تنفع مع هؤلاء ممن يرعون حقوق الانسان على الورق دون تطبيق، رأينا كيف تنتشر الهاشتاغات المثبطة والتي إذا ما دخلت نفس المواطن أحس بالهزيمة قبل وقوعها، ودائماً ما يتم توجيه دفة القيادة نحو الحرب الإعلامية والتي أثبتت نجاحا باهراً على مدى عصور حيث أن أكبر الجيوش تهزم إعلامياً قبل الهزيمة على الأرض.
ومن هنا يجدر بكل المؤثرين على الساحة السورية خصوصاً بما يتعلق بالإعلام أن يوجهوا الإعلام ضمن مسارين ألا وهما:
المسار الأول: إظهار حجم الإجرام الذي يمارسه نظام الأسد و قواته الرديفة من إيرانيين وروس وميليشيات أخرى وهذا الوجه من الإعلام يجب توجيهه لكل العالم.
أما المسار الثاني فيجب توجيهه للشعب السوري الثائر وإظهار بطولات الثوار فكما يتم استهداف مناطق الثوار من نظام الإجرام فبالمقابل هنالك شباب ويحملون السلاح ويقفون على الجبهات ويستهدفون مواقع النظام للرد على آلته الحربية، وفي الغوطة الشرقية لدمشق أمثلة كثيرة ورغم كل التصعيد العسكري وعدد الشهداء إلا أن الثوار تقدموا في عدة نقاط على جبهة المشافي في حرستا مسطرين بطولات أسطورية.
وفي النهاية يجب أن نعي جميعاً كثوار تأثير الحرب الإعلامية على النفوس والتي هزمت جيوشاً جرارة بإيهام العدو بالقوة التي لدى خصمه فكيف لو كان الخصم هم ثوار الشام وأهل الأرض التي تدافع عن نفسها مع أبنائها.
Sorry Comments are closed