واشنطن تهدد موسكو بـ”عواقب دولية” بعد هجوم “نوت-بيتيا” الالكتروني

فريق التحرير16 فبراير 2018آخر تحديث :
أ ف ب

هدد البيت الابيض الخميس روسيا بـ”عواقب دولية” على خلفية هجوم “نوت-بيتيا” الالكتروني، في وقت نفت روسيا الاتهامات الموجهة اليها بالمسؤولية عن هذا الهجوم.

وقال البيت الابيض في بيان إن هذا الهجوم الذي شنه الجيش الروسي في حزيران/يونيو 2017 “غير مسؤول وعشوائي، وستكون له عواقب دولية”، معتبرا انه الهجوم “الاكثر تدميرا وكلفة في التاريخ”.

واضاف ان “نوت-بيتيا” قد “انتشر سريعا في كل أنحاء العالم، ما تسبب في مليارات الدولارات من الخسائر في أوروبا وآسيا والأميركيتين”.

ووفقا لواشنطن، فإن هذا الهجوم “كان جزءا من جهود الكرملين الحالية لزعزعة استقرار اوكرانيا ويظهر بشكل اوضح تورط روسيا في النزاع الدائر” في هذا البلد.

وحملت بريطانيا الخميس موسكو وخصوصا الجيش الروسي مسؤولية الهجوم الالكتروني “نوت-بيتيا”.

وهذا الموقف البريطاني هو الاخير في سلسلة اتهامات وجهتها لندن الى روسيا التي وصفتها السلطات العسكرية والسياسية البريطانية مرات عدة بانها تهديد.

وصرح سكرتير الدولة البريطاني للشؤون الخارجية طارق احمد في بيان الخميس أن “الحكومة البريطانية تعتبر الحكومة الروسية والجيش الروسي تحديدا، مسؤولين عن الهجوم الالكتروني المدمر نوت-بيتيا في حزيران/يونيو 2017”.

وبعدما اشار الى ان الكرملين وضع روسيا “في تعارض مباشر مع الغرب”، دعا موسكو الى ان “تكون العضو المسؤول في الاسرة الدولية كما تدّعي ذلك بدلا من محاولة تقويضها سرا”.

من جهته قال وزير الدفاع البريطاني غافين وليامسون ان روسيا لا تعمل “وفقا للقواعد، وذلك بسبب تقويضها الديموقراطية (…) من خلال استهداف بنى تحتية اساسية وتحويل المعلومات الى سلاح”.

واضاف الوزير البريطاني في تصريحات نشرتها وكالة اسوشيتد برس “دخلنا في عصر جديد من الحرب” مع “مزيج مدمر وقاتل من قوة عسكرية تقليدية وهجمات معلوماتية مؤذية”.

الهدف هو “البلبلة”

لكن الكرملين نفى “بشكل قاطع” الاتهامات. وصرّح الناطق باسمه ديمتري بيسكوف أمام الصحافيين “ننفي بشكل قاطع هذا النوع من التصريحات ونرى أنها بدون ادلة ولا أساس لها. إنها ليست إلا استمرارا لحملة الكراهية ضد الروس”.

وكانت الهجمات الالكترونية بفيروس الفدية (رانسوموير) بدأت في روسيا واوكرانيا وامتدت الى جميع انحاء العالم. وقد طاولت آلاف الحواسيب في العالم وتسببت باضطرابات في عدد كبير من الشركات المتعددة الجنسيات والبنى الأساسية الحساسة مثل أجهزة التحكم بموقع كارثة تشيرنوبيل النووية ومرفأي بومباي وامستردام.

ومن بين الشركات العالمية الكبرى التي تضررت جراء الهجوم المعلوماتي، مجموعة النفط الروسية العملاقة “روسنفت” والمجموعة العملاقة لصناعة الادوية “ميرك” وشركة الاعلانات البريطانية “دبليو بي بي” والشركة الصناعية الفرنسية “سان غوبان”.

وفي اوكرانيا التي كانت الدولة الأكثر تضررا بالهجوم، تأثرت عمليات المصارف الى حد كبير وكذلك شاشات المعلومات في المطار الرئيسي. وتحدثت السلطات عن هجوم غير مسبوق.

وقالت وزارة الخارجية البريطانية ان الهجوم “هدفه الرئيسي احداث بلبلبة”.

“لا رد فعل”

سبق ان دانت لندن مرارا الاعمال “العدائية” لروسيا. وتحدثت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي في خطاب في تشرين الثاني/نوفمبر 2017 عن “ضم القرم غير المشروع” وعن حملات “تجسس الكترونية” و”تدخل في الانتخابات”.

وفي كانون الثاني/يناير، صرح رئيس اركان الجيش البريطاني الجنرال نيك كارتر ان روسيا تشكل تهديدا وطالب بمزيد من الاموال للقوات المسلحة لتتمكن من مواجهتها.

بعيد ذلك اعلنت بريطانيا انشاء وحدة جديدة وطنية مكلفة مكافحة “التضليل” الذي مصدره دول اجنبية بما فيها روسيا.

اما لجنة القطاع الرقمي والثقافة والاعلام والرياضة، فهي تطالب موقعي فيسبوك وتويتر بتسليمها معلومات عن تدخل روسي محتمل في الاستفتاء على بريكست في حزيران/يونيو 2016 وفي الانتخابات التشريعية بعد ذلك.

وقال مدير المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية جون شيبمان عند تقديمه تقريره الاخير لمركزه ان “روسيا تبدي بشكل واضح اهتماما مستمرا بقدرات ابعد من القوة العسكرية التقليدية، من السهل تطويرها ونشرها بدون ان تكشف”.

واضاف “ليست هناك ردود فعل من الغرب على شكل اجراءات مضادة او عقوبات”.

وفي تشرين الاول/اكتوبر 2017، اتهمت الحكومة البريطانية كوريا الشمالية بالوقوف وراء الهجوم الكتروني العالمي “واناكراي” الذي حصل في ايار/مايو واثر بشكل كبير على القطاع الصحي البريطاني.

وقالت لندن ان هذا الهجوم قد يكون دافعه رغبة بيونغ يانغ المعزولة على الساحة الدولية، في الحصول على عملات اجنبية.

المصدر فرانس برس
التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    عاجل