في الذكرى المئوية لحصول النساء فوق سن 30 على حق التصويت في المملكة المتحدة، ارتأت الكاتبة البريطانية من أصل باكستاني “كاملة شمسي” إطلاق حملة لنشر كتب النساء فقط .
وذلك لكون أن كتابات المرأة لا تلقى اهتماماً في مجال النشر، كما أنها لا تنصف خلال المسابقات الأدبية سواء المحلية أو العالمية، ولافي مجال الروايات المترجمة.
ووفقاً لما ذكرته شبكة الـ”بي بي سي” البريطانية كانت شمسي قد أطلقت حملتها هذه قبل ثلاث سنوات، إذ وجدت أنه “لا بد من حملة لمواجهة مشكلة غياب التوازن” في عالم النشر، مشيرةً إلى”أن النساء لا يتمتعن بالإنصاف في مجال النشر، ولا في مراجعات الكتب، ولا حتى في الوظائف المرموقة في عالم النشر”.
فقد ورد في مقال نشرته صحيفة الغارديان البريطانية سابقاً لشمسي أنه “خلال الخمس سنوات الماضية كتب النساء المرشحة لجائزة “بوكر” لا تقل عن 40 في المائة من الكتب المقدمة، كما أن نسبة النساء في القائمة الطويلة أكثر 40 في المائة. وكانت نسبة النساء اللائي فزن بالجائزة 40 بالمائة بالضبط. في هذه الفترة، وعلى الرغم من أن أربعة من أصل خمسة من أمناء البوكر كانوا رجالا، حدث انقسام تقريبا بين المصوتين من الذكور والإناث. وما يتضح من الصورة من خلال هذه الإحصاءات عدم وجود أي تحيز جنساني في التحكيم، وأن الناشرين هم من يعملون على عرقلة ذلك بتقديمهم كتبا لمؤلفين ذكور بانحياز واضح”.
وكشفت أنه “في السنوات الـ 15 الماضية، كانت 12 من الروايات الحائزة على بوكر بتأييد ذكور، وروايتان فقط بتأييد نساء، وواحدة فقط بتأييد كل من الرجال والنساء. ويمكن مقارنة بوكر تماما مع جائزة بوليتزر، التي لم تجد أي مؤيدين لرواية المرأة من بين الكتب الخمسة عشر الفائزة”.
إن ما ظهر على مدار 15 عاماً هو الميل إلى اختيار كتاب ذكور عند طلب توصيات لكتب، كما أنه من حيث الجوائز لم يقتصر التمييز وعدم الإنصاف للمرأة في المؤلفات بل تعداه إلى الشخصيات في الروايات والقصص التي يهيمن عليها الرجال.
وبحسب الشبكة فقد توقعت الكاتبة أن تؤدي الحملة إلى إبراز المرأة ليس فقط في المؤلفات وإنما في صفحات مراجعات الكتب والمجلات الأدبية والمدونات، ونوافذ دور النشر، والقوائم القصيرة للجوائز، إلا أنه لم يستجب لدعوتها إلا ستيفان توبلر، مؤسس دار “آند أذر ستوريز”، وهي دار تنشر كتبا بالإنكليزية وكتباً مترجمة.
ويرى توبلر إن عدم أنصاف المرأة يظهر أكثر في عالم الروايات المترجمة، إذ لا تمثل المرأة سوى 30 في المئة فقط، ويرجع ذلك إلى قلة عدد النساء اللائي يحظين بالدعم في بعض البلدان التي تكتب فيها تلك الكتب، وفقاً لما نقلته ال”بي بي سي”.
وقد بدأت الدار بنشر كتابين بالفعل في أول شهرين من عام 2018. أولهما مجموعة قصص لم يسبق نشرها للكاتبة “آن كوين”، ثم ترجمة للكاتبة السويسرية “فلير ياغي”، بالإضافة إلى كتب أخرى ستنشر تباعاً خلال العام الحالي.
Sorry Comments are closed