علاء الدين فطرواي – حرية برس:
تقع قرية سردين بين الجبال الشاهقة و الوديان، شمال محافظة إدلب وعلى بعد 50 كم من مركز المدينة، كما تبعد 3كم عن بلدة قورقنيا و14 كم عن مدينة حارم، تلك القرية العريقة التي تعود إلى ماقبل العصر الروماني والتي تعد من أجمل القرى الموجودة على سفوح جبال الباريشا.
يقول “أبو أيمن” أحد سكان المنطقة بأن القرية تنفرد بجمال مناخها وتمسك أهلها بعاداتهم وتقاليدهم، حتى أن ما بناه الأجداد قائم إلى يومنا هذا فكل حجر يروي تاريخ كامل، مشيراً إلى أنها من القرى المنسية منذ زمن بعيد و إلى هذا الوقت ويكاد لايسمع بها أحد.
ويصف أبو أيمن الحياة في القرية التي يقطنها حوالي 3500 نسمة، ويعمل سكانها بالزراعة وأشهرها الزيتون والقمح والزعتر ،ولعل أبرز ما يميزها عن القرى المجاورة هو بيوتها القديمة ذات الأقواس المنحنية وحاراتها و أزقتها الضيقة.
وتضم القرية أرض الشلف الموجودة و هي عبارة عن سهل يحوي الأرض الخصبة ويحوي آباراً رومانية قديمة، يعتمد عليها سكان القرية بالشرب لكن اليوم أصبحت هذه المياه ملوثة وبشكل كبير جداً وبذلك خسر سكان القرية أهم موارد المياه فيها.
ومن ناحية أخرى تعتبر القرية من القرى المنسية من حيث الخدمات وأهمها الصرف الصحي والطرقات، كما تكمن المشكلة الكبرى في مرور مياه الصرف الصحي ضمن الأراضي الزراعية الأمر الذي أدى إلى تضرر أشجار الزيتون.
وناشد العديد من السكان المنظمات الإنسانية خلال الثورة لإيجاد حل للمشكلة دون وجود آذان صاغية، فمياه الصرف الصحي القادمة من “قورقنيا” تمر بأراضي الشلف الذي يعتمدون عليه في الزراعة.
كما أن المياه تمر في الجهة الجنوبية للقرية بين المنازل مسببة روائحاً كريهة وأمراضاً كثيرة صيفاً، كمرض “اللشمانيا” والتي أصيب العديد من سكان القرية.
ويقول أبوجمال مختار القرية أن العربة وسيلة نقل رئيسية في القرية، فبعد أن استطاع أهلها التغلب على الطبيعة وتحويل أراضيها المليئة بالحجارة والصخور إلى أراضٍ زراعية بعملهم الدؤوب، حتى أن الكثير من المساحات لا يمكن حراثتها بالجرارات بل يعتمد الأهالي في فلاحتها وزراعتها على “الفدان المفرد” أو المحراث القديم.
ويتابع “لايزال قسم من سكان القرية وخاصة كبار السن سواء النساء أو الرجال يرتدون الزي الشعبي الذي تشتهر به المنطقة في كافة المناسبات والأوقات”.
يذكر أن قرى محافظة ادلب الحدودية كانت مهمشة سابقاً من قبل نظام الأسد وحتى هذا الوقت لم يطرأ عليها إلا القليل من التطور .
عذراً التعليقات مغلقة