سبع سنوات والسوريون يقتلون ويذبحون بالصوت والصورة، والعالم كله يشاهد ويتفرج.
موت وتشرد وتدمير وجوع وبرد ومرض وفقر، وكأن العالم يشاهد مسلسلاً تلفزيونياً أو فيلماً سينمائياً، بل على العكس ربما لو كان كذلك لرأيت تفاعلا ودموعاً وآهاتاً أكثر معه.
لا بواكي على السوريون، لقد خذلهم القريب قبل الغريب، فلا المسلمون حركتهم أخوة العقيدة تجاه إخوانهم الذين ذبحوا بسكاكين الحقد الديني، ولا العرب تحركت بهم نخوة الجاهلية بينما استبيحت كل المحرمات لدى إخوانهم السوريين، ولا الإنسانية تحركت في أي بقعة على هذه المعمورة، وكأن سوريا لا تنتمي إلى كوكب الأرض.
سبع سنوات لم يترك الموت لوناً من ألوانه إلا وأذاقه للسوريين، من موت الحقد والبارود إلى موت الجوع إلى موت الدفن تحت الركام إلى موت الحرق إلى موت الغرق إلى موت البرد والصقيع إلى موت القهر إلى موت المرض إلى موت الحزن والكمد ، والعالم يشاهد بعينه وكأن في قلوبهم حجارة.
خذلان إسلامي عربي إنساني لم يحصل في تاريخ البشرية، ولو وقف العالم متفرجاً فقط لما وصل السوريون إلى ما وصلوا إليه من مأساتهم، بل إن معظم -إذا لم نقل كل- حكومات وأنظمة العالم قاطبة وقفت إلى جانب الظلم والباطل ضد السوريين، الذين وقفوا في ساحة موتهم وحيدين يتامى مقهورين.
لكن السوريين لم يستسلموا ولم ييأسوا ولا يزالون صامدين وسلاحهم الصبر والإيمان من الله بالنصر.
وتتوالى الأحداث يوماً بعد يوم، وبعد أن كانت الدول تتدخل من بعيد و تحرك خيوط الموت بأصابعها وهي بعيدة، إلا أنها اليوم تنجر بجيوشها وعتادها وجنودها إلى الساحة السورية مرغمة، إلى حيث الموت والنار، ابتداء من إيران وروسيا وانتهاء بالولايات المتحدة الأمريكية وتركيا وإسرائيل.
تتسارع الأمور على غير ما هو متوقع، وبدأت القوى تتخابط فيما بينها بعد أن كانت مجتمعة مجمعة على قتل السوريين، وبدأت الأحداث تتسارع وخريطة الصراع تتعقد.
تم إسقاط طائرة للنظام السوري من قبل الثوار، ولم تمض أيام قلائل حتى أسقط الثوار طائرة روسية، ومن ثم قامت طائرات أمريكية بقصف موقع لقوات موالية للنظام السوري وتم قتل المئات من المقاتلين، إسرائيل تكثف غاراتها على مواقع للنظام السوري والإيراني، النظام السوري يسقط طائرة لإسرائيل، إسرائيل ترد بقصف 12 موقعاً للنظام والميليشيات الإيرانية ومن ثم وبذات اليوم تسقط مروحية تركية في عفرين.
أعتقد أن هذه بداية البداية، فلعنة الدم السوري ستطال كل دول العالم وبلا استثناء، فحاشى لله أن يترك هؤلاء الثكالى المظلومين المقهورين بدون أن ينتصر لهم ولدمائهم البريئة، ولن يتوقف لهيب نار الموت عند الساحة السورية بل إنه سيعبر الحدود والقارات ليطال الجميع.
العالم ما بعد الثورة السورية المباركة ليس كما قبلها، والتغيير الأكبر قادم ولصالح السوريين وثورتهم إن شاء الله.
Sorry Comments are closed