حرية برس:
شكل إسقاط مقاتلة حربية إسرائيلية من طراز (F16) وإصابة أخرى من طراز (F15) تطوراً غير مسبوق في الصراع بين الوجود الإيراني في سوريا والكيان الاسرائيلي في أراضي فلسطين المحتلة، وهو ما كانت تحذر منه إسرائيل طيلة الفترة الماضية.
ولعقود مضت كانت طائرات الاحتلال الاسرائيلي تسرح وتمرح في الأجواء السورية، وكثفت هجماتها في السبع سنين الماضية مستهدفة مواقع لمليشيات إيران وأخرى تابعة لنظام الأسد في سوريا، بينما كان الأخير يكتفي بإطلاق تهديدات كلامية ويحتفظ بحق الرد.
وفي الوقت الذي نفت فيه كل من روسيا وإيران مسؤوليتهما عن إسقاط الطائرة، وجد نظام الأسد في ذلك دفعة معنوية كبيرة وتعزيز حضوره لدى جمهور (المقاومة والممانعة).
وفي ظل التكهنات عن مصدر الصواريخ التي أسقطت الطائرة، فقد أكدت معلومات وصلت “لحرية برس” أن نظام الأسد عمل مؤخراً على تطوير وصيانة دفاعاته الجوية لا سيما في المنطقة الجنوبية من سوريا.
وقالت مصادر “لحرية برس” أن القصف الإسرائيلي أسفر اليوم السبت عن تدمير هنغار داخل مطار “تيفور” وهو يعتبر مركز قيادة وتحكم الطائرات المسيرة الإيرانية كما يحوي عدد من الطائرات المسيرة التابعة لحزب الله اللبناني. بالإضافة إلى تدمير برج المراقبة داخل المطار وهو ما أدى لإيقاف حركة الطائرات الحربية.
صدمة إسرائيلية
حذر كيان الاحتلال الاسرائيلي كلاً من إيران ونظام الأسد من اللعب بالنار، بعد إسقاط الطائرة، مؤكداً عدم نيته التصعيد، وفي الوقت ذاته استعداده لكل الاحتمالات.
وأعلن جيش الاحتلال إن تسلسل أحداث يوم السبت بدأ الساعة 4:30 صباحا عندما أسقطت طائرة هليكوبتر إسرائيلية طراز آباتشي طائرة إيرانية بدون طيار فوق بلدة بيت شين الشمالية.
وقال المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي اللفتنانت كولونيل جوناثان كونريكوس إنه تم رصد الطائرة بدون طيار وهي تقلع من قاعدة في سوريا وجرى اعتراضها بعد دخولها الأراضي الإسرائيلية.
وعقب ذلك قصفت الطائرات الإسرائيلية بما في ذلك ثماني مقاتلات على الأقل منشأة إيرانية في سوريا قال الجيش الإسرائيلي إنها تدير الطائرات بدون طيار.
وتحطمت إحدى هذه الطائرات وهي مقاتلة أمريكية الصنع من طراز إف-16 لدى عودتها من تلك المهمة وسقطت لكن الطيارين تمكنا من الهبوط في الأراضي المحتلة وأصيبا بجروح وإصابة أحدهما خطيرة.
واتهم الجيش الإسرائيلي إيران باستخدامها قاعدة “تي فور” السورية لنقل أسلحة للمتطرفين بموافقة “النظام السوري”،
وقال الناطق باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، “تنشط إيران وقوة قدس لفترة طويلة من قاعدة سلاح الجو السوري “تي فور” القريبة من تدمر، وفي الأشهر الأخيرة، بدأت إيران استخدام القاعدة كأنها تابعة لها، وتستعملها لنقل أسلحة هجومية لعناصر “المحور المتطرف” في إطار عملية بناء القوة في مواجهة إسرائيل”.
#صور قاعدة سلاح الجو T4 قرب #تدمر التي تنشط #إيران و #قوة_قدس منها لفترة طويلة بغطاء قوات الجيش السوري وبموافقة #النظام_السوري.
في الأشهر الاخيرة بدأت إيران استخدام القاعدة كأنها تابعة لها وتستعملها لنقل أسلحة هجومية لعناصر المحور المتطرف pic.twitter.com/iLXznlCkuU— افيخاي ادرعي (@AvichayAdraee) February 10, 2018
وفي وقت لاحق أوضح المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، جوناثان كونريكوس، أن منظومات الدفاع الجوي “إس-200″ و”بوك” هاجمت الطائرات الإسرائيلية.
نفي إيراني
ذكر التلفزيون الإيراني الرسمي أن طهران رفضت تقارير عن اعتراض إسرائيل لطائرة إيرانية بدون طيار انطلقت من سوريا يوم السبت ووصفتها بأنها ”سخيفة“. وكان مسؤول في الحرس الثوري الإيراني قال إن ليس بوسعه تأكيد التقرير لأن الإسرائيليين ”كاذبون“.
ونقل التلفزيون عن المتحدث باسم وزارة الخارجية بهرام قاسمي قوله ”التقارير التي تتحدث عن طائرة إيرانية بلا طيار تحلق فوق إسرائيل وأيضا عن ضلوع إيران في هجوم على مقاتلة إسرائيلية سخيفة جدا“.
وقال قاسمي ”لا تقدم إيران إلا المشورة العسكرية لسوريا وبناء على طلب من الحكومة الشرعية للبلاد“.
وفي السياق نفسه نفت “غرفة عمليات حلفاء سوريا” التي تضم قياديين من إيران ومليشيا حزب الله اللبناني وتتولى تنسيق العمليات القتالية إلى جانب قوات بشار الأسد في سوريا، إرسال أي طائرة مسيرة فوق الأجواء الاسرائيلية فجر السبت، واصفة الاتهامات في هذا الصدد بأنها “افتراء”.
تهدئة روسية
دعت موسكو إلى ضبط النفس واحتواء الموقف بعد إسقاط الطائرة الإسرائيلية، لا سيما في منطقة خفض التصعيد الجنوبية.
وقالت الخارجية الروسية في بيان ”ندعو جميع الأطراف لممارسة ضبط النفس وتجنب أي إجراءات من شأنها تعقيد الوضع بدرجة أكبر“.
وأضافت “غير مقبول بتاتاً تهديد حياة الجنود الروس المتواجدين في الجمهورية العربية السورية للمساعدة في الحرب ضد الإرهاب”.
وكان السفير الإسرائيلي لدى موسكو هاري كورين قال يوم السبت إن على وحدات حزب الله اللبنانية المدعومة من إيران والمقاتلين الشيعة الانسحاب فورا من منطقة خفض التصعيد في جنوب سوريا.
ونقلت وكالة “إنترفاكس” عن كورين قوله ”نفضل التحدث عن تنفيذ الاتفاقات المختلفة بشأن مناطق خفض التصعيد، وفي حالتنا هذه، في الجنوب على الحدود مع إسرائيل“.
وتابع ”على وجه التحديد، يجب على الفور تقليص وجود أي وحدات إيرانية وقوات حزب الله والمقاتلين الشيعة“.
Sorry Comments are closed