حرية برس:
نشرت منظمة “هيومن رايتس ووتش” اليوم الجمعة، تقريراً حول ارتكاب قوات البشمركة التابعة لحكومة إقليم كردستان “جريمة حرب” بتنفيذها عمليات إعدام جماعية بحق أشخاص قيل أنهم من مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية “داعش”.
وقالت المنظمة إن “أدلّة جديدة توحي بأن عناصر من فرع “الأسايش” غرب دجلة، وهي قوات أمنية تابعة لحكومة إقليم كردستان، نفذوا إعدامات جماعية بحق مقاتلين مزعومين تابعين لتنظيم “الدولة الإسلامية” داعش رهن الاحتجاز، ما يُشكل جريمة حرب”.
ونقلت المنظمة عن عنصر متقاعد في الأمن يدعى “نديم” بأن قوات البشمركة احتجزت رجالاً عراقيين وأجانب في مدرسة في قرية سهل الملحة، التي تبعد 70كم شمال غرب الموصل، ثم نقلتهم إلى سجن قرية شليكية التي تبعد 45كم “ثم إلى موقعين في بلدة زُمّار المجاورة، حيث أعدمتهم.”
وبحسب ما ذكرته المنظمة فإن “المقبرة الجماعية تقع داخل منطقة فيضان خزان سد الموصل، ولذلك يجب السماح لخبراء الطب الشرعي الدوليين على نحو عاجل بإخراج الرفات من الموقع قبل أن تغطي الأمطار الموسمية الخزان مرة أخرى، فتغمر المقبرة الجماعية، وتعقّد عملية التعرف على الجثث”.
واعتمدت هيومن رايتس ووتش في تقريرها هذا على شهادة من عنصر أمن متقاعد مقرب من عناصر “الأسايش” أخبروه بعمليات الإعدام ومكان المقبرة، وشهادات من سكان البلدة المجاورة لمكان المقبرة، وصور من الأقمار الصناعية تُظهر “ما بدت أنها مقبرة جماعية حُفرت بالجرافات 5 يوليو/تموز و3 سبتمبر/أيلول”.
يُضاف إلى ذلك فيديوهات وصور فوتوغرافية تُظهر نحو 150 رجلاً جالساً في ساحة المدرسة في سهل الملحة، كما أن المنظمة عاينت مكان المقبرة مع الشرطة الاتحادية حيث وجدت أكواماً من التراب والعديد من الحفر في المكان.
ونقل نديم عن عنصر من الأسايش قال له “إنه قام مع مجموعة أخرى في مساء 30 أغسطس/آب وفي الساعات الأولى من صباح اليوم التالي بنقل ما بين 100 و150 رجلا في شاحنة تبريد كبيرة، وتركوهم في درجات حرارة متدنية جدا لمدة 7 ساعات.”
وأضاف “إنهم نقلوا الرجال إلى الموقع الذي تمت فيه الإعدامات الأولى قرب البردية، وألقوا بجثث الذي ماتوا داخل الشاحنة بسبب البرد والاختناق في حفرة، ثم أطلقوا النار على من كانوا لا يزالون على قيد الحياة، ودفنوهم بجانبهم”.
وذكرت المنظمة بناء على شهادات من سكان محليين ونساء أجنبيات متزوجات من المشتبه بانتمائهم إلى داعش، أن بين من تم إعدامهم هناك أطفال لاتتجاوز أعمارهم 13 عاماً.
وقال “ديندار زيباري” منسق حكومة إقليم كردستان للدفاع الدولي، في رسالة إلكترونية إلى هيومن رايتس ووتش بتاريخ 5 فبراير/شباط “إنه بحسب قائد قوات الأسايش، كانت قوات البشمركة تقاتل داعش على جبهة طولها 71 كم، وكان عناصر التنظيم يحاولون الفرار إلى سوريا”.
وأضاف “في خضمّ هذه العملية، قُتل العديد من عناصر داعش ومن قوات البشمركة، فتم نقل جثامين أعضاء داعش الذين توفوا أثناء القتال إلى مكان واحد للدفن اللائق”. نافياً بذلك حدوث إعدامات جماعية.
وبناء على الرد فإن المكان الذي زيباري يبعد 40 كم عن الموقع الذي عثر فيه الباحثون على المقبرة الجماعية.
وشددت المنظمة على ضرورة قيام السلطات القضائية في إقليم كردستان “التحقيق في جميع الجرائم المزعومة، بما يشمل عمليات القتل غير القانونية التي ارتكبتها جميع أطراف النزاع، بشكل سريع وشفاف وفعال، وبما يشمل أعلى مستويات المسؤولية”.
وأضافت “يجب أن يخضع المتورطون لمحاكمات عادلة. يعتبر التعذيب والإعدامات خارج نطاق القضاء أثناء النزاعات المسلحة جرائم حرب. قالت هيومن رايتس ووتش إن على السلطات أيضا التحقيق في مصير المفقودين ومكانهم”.
عذراً التعليقات مغلقة