سوتشي “غوت تالنت”

أدهم الخولي4 فبراير 2018آخر تحديث :
أدهم الخولي

بعينين على روسيا، ركزت واحدة منهن لتشهد دموع الأمهات والثكالى على رفات الشهداء بقصف الطائرات الروسية على أريحا وسراقب والغوطة، بالصواريخ المتفجرة و النابالم الحارق.

والعين الأخرى شاهدة على سفاهة العصر في سوتشي الروسية.

أريد أن أعرف، من سيحضر؟، ماذا سيقول؟، كيف سينطق أمام القاتل الحكم؟

لأدرك نفسي، أني غفلت حقيقة أن الحاضرين شركاء القاتل بشكل أو بأخر والكل متعاون.

وهممت بأن أعطي العينين لأهلي الغارقين في الدمع والدم، لتشدني سوتشي من جديد بقائمة مطولة بأسماء المشاركين في العرض المباشر “سوتشي غوت تالنت”.

وإذا بالمتسابق الأول يعتلي خشبة المسرح ويقف أمام لجنة التحكيم، زهير رمضان: ومن من السوريين لا يعرف “البيسة” مختار قرية “أم الطنافس” الفاشل الديكتاتور الذي حرم الشاب “سلنغو” من حب حياته “عفوفة” وأدى عرضه أمام اللجنة الثلاثية التي تصحب لافروف وعلي الديك ورندة قسيس.

وبدأ رمضان عرضه الصامت بصورة فوتوغرافية له وبجانبه ورقة بيضاء كتب عليها (من سوتشي هنا جيش الأسد) ليأتيه الرد سريعاً من لافروف بالباز الذهبي معلناً تأهله لمرحلة نصف النهائيات في البرنامج للفوز بجائزة “شبيح متعدد المواهب”.

وماهي إلا لحظات حتى يهتز المسرح بأسره ويتأرجح وكأنه زلزال بقوة 10 درجات على ميزان ريختر، وإذا بالمتألقة غادة بشور تصعد خشبة المسرح، صاحبة الإحساس الرومنسي والمشاعر الفياضة، بصوتها “الجعاري” الخارق الحارق لمسامع الحاضرين، لتؤدي عرضها بترديد الشعار وتوزيع الابتسامات، ولكنها للأسف لم تفز.

لم تفز غادة بشور بسبب علاقة الحب المفضوحة على وسائل التواصل الاجتماعي مع الفنان عمر سليمان “الكيصر”، الأمر الذي أثار حفيظة لافروف الذي بدت عليه معالم الإعجاب والحب الممزوج بدمع خيانتها لحبه العذري.

ويكمل العرض بحضور البدين الذي لا يلين، جزار المدنيين، صاحب التهديد والوعيد، معراج أورال “علي كيالي” صاحب واحدة من أعنف وأبشع المجازر التي عرفتها البلاد بعد اندلاع الثورة في بانياس، ومن ينسى مجزرة “البيضا” في بانياس، تلك التي مازالت توقد روح الثورة في كل قلب يأبى الذل والخنوع ويأبى أن يكون من القطيع على سفرة مفتوحة في سوتشي الروسية في حفل يرعاه القاتل زاعماً أنه ينصر المقتول………..

لينتهي العرض بتوقيع الحضور على فاتورة السفرة المفتوحة بشيك احتلال روسي لسوريا لسنين وقرون.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    عاجل