الجبير: الأوضاع في سوريا في طريق مسدود.. والمعارضة برهنت على مقاومة بطولية

فريق التحرير10 مايو 2016آخر تحديث :

adel.aljoberباريس – حرية برس:
قال وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، إن “الأوضاع في سورية في طريق مسدود. وأن المعارضة برهنت على مقاومة بطولية باحتفاظها بغالبية مواقعها على الأرض على الرغم من أن ميزان القوى العسكري ليس في صالحها وهذا ما يعكس رغبة السوريين في طي صفحة النظام”.
وعن اجتماع أمس في باريس حول سوريا، قال الجبير في حديث لصحيفة “لوموند” الفرنسية: إن “أهداف المشاركين بالاجتماع مشتركة وتتمثل في التأسيس لعملية انتقال سياسي بالاستناد إلى بيان مؤتمر جنيف (1) المنعقد في يونيو/حزيران 2012. وإنشاء حكومة انتقالية تملك صلاحيات واسعة تمكّنها من وضع دستور جديد وتنظيم انتخابات تتمخض عن حكومة جديدة من دون الرئيس السوري بشار الأسد. لكن المشكل الراهن هو أن الأسد وحلفاءه لا يحترمون الهدنة.

وأشار الجبير إلى أنّ “فكرة مفاوضات جنيف والقرار الأممي رقم 2254 كانت تتمثل في جس نبض النظام السوري ومدى جديته. وحتى الآن من الواضح أن هذا النظام هو العقبة الأساس في وجه الحل. فهو يرفض الحوار مع المعارضة ويعتبرها غير موجودة أصلاً، وأن هناك إرهابيين فقط. وتساءل الجبير: “كيف يمكن إذن التقدم في اتجاه حل سياسي؟ ليس هناك سوى حلين: زيادة الضغط على الأسد وحلفائه أو تكثيف الدعم العسكري للمعارضة”.

وانتقد الجبير الدور الروسي في الأزمة السورية، قائلاً : “الروس يقولون إنّهم يردون حلاً سياسياً يقرّره السوريون فقط. لكنهم يذهبون في الاتجاه الخطأ لأن الأسد لن يتخلى عن السلطة ما دام يتمتع بدعم خارجي”.
وعلق وزير الخارجية السعودي على الدور الأميركي ومدى قوة مساندته للمعارضة بقوله: إنّ الأميركيين “يساندون المعارضة عسكرياً وسياسياً وأنّهم يريدون رحيل الأسد، غير أن الإشكال يكمن في كيف؟ ومتى؟، ولهذا فإنّ اجتماع باريس مهم من هذه الناحية لأنّه يوضح مواقف الأطراف الداعمة للمعارضة ويجنبنا سوء الفهم. فمثلاً، أنا لا أعتقد أن الأميركيين أعطوا الضوء الأخضر لهدنة تستثني مدينة حلب مثلما روجت بعض وسائل الإعلام. واشنطن حاولت التنسيق مع موسكو لتحديد مواقع المعارضة المعتدلة كي لا يطاولها القصف لكنها لم تنجح واستمر الروس في قصفها. من الوارد أن هناك بعض سوء الفهم والثغرات في التواصل لكنني أقيم الدور الأميركي بما يفعلونه في الميدان وأنا أرى أنهم يواصلون مد المعارضة بالسلاح”.

ونفى الجبير حصول أي توتر في العلاقات بين الرياض وواشنطن في عهد الرئيس الأميركي باراك أوباما، واصفاً العلاقات بين البلدين بأنها متماسكة جداً. وأضاف “إن علاقاتنا ليست مبنية على الأشخاص وإنما هي علاقات راسخة بين المؤسسات. مصالحنا الاستراتيجية واحدة. ونحن نتطلع سوية إلى سورية من دون الأسد. أيضاً نريد عراقاً مستقراً من دون تدخلات إيرانية ونريد الاستقرار في مصر واليمن وليبيا”.
وأكد الجبير وجود خلافات مع واشنطن وصفها بأنها “تكتيكية” ولا تمس جوهر الأهداف الاستراتيجية. وأضاف “نحن نساند بقوة المعارضة في سورية والأميركيون يعتقدون بأنه يجب منح المزيد من الوقت للمفاوضات. وفيما يخص النزاع الإسرائيلي الفلسطيني، نحن نؤمن سوية بحل الدولتين. لكن واشنطن تفضل معالجة متدرجة للنزاع بينما نحن نفضل اقتراح حل ووضعه الآن على طاولة المفاوضات”.

وعن مستقبل العلاقات مع إيران، أكد الوزير السعودي استعداد المملكة لاستئنافها، لكن “يجب على إيران أن تتوقف عن التدخل في شؤوننا الداخلية وعن قتل دبلوماسيينا وإدخال المتفجرات إلى أراضينا وأراضي الجيران. على إيران أن تتوقف عن تصدير التعصب وإرسال قوات إلى دول المنطقة وتأهيل المليشيات مثلما تفعل مع حزب الله في لبنان والحوثيين في اليمن”.
وعن الاتهامات التي تُوجه للسعودية خاصة “تصديرها” للمذهب “الوهابي”، الذي تعتبره بعض الدول الغربية مرادفاً للتطرف الديني، أوضح الجبير أنّه من الخطأ القول، إنّ الوهابية والإرهاب وجهان لعملة واحدة. وقال، إن “القاعدة وتنظيم الدولة الإسلامية (داعش) تهاجمان السعودية وهما عَدوان. لقد وضعنا خطة لمحاربة التطرف الديني في بلادنا واعتقلنا، العام الماضي، 700 شخص مرتبط بداعش. إن الاعتقاد أننا نمول ونساند أيديولوجيا الناس التي تحاربنا وتريد تدميرنا أمر في غاية العبث”.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    عاجل