من يحمل السلاح ليحرر وطنا قد سلب ليس كمن يحمل هاتفه المحمول ويطعن به، من حمل هم الوطن على أكتافه ولم يتخلّ عن مبدأه ليس كمن قال “والله العظيم لن أتخلى عن هذه الثورة” وكان قد أمسى في الوطن وأصبح في أوربا يطعن بذلك المرابط، ومن قال لا للظلم وآلة القتل بشتى أنواعها ليس كمن يراوغ ويقول “ليست ثورة.. فلنعد كما كنا” ويضمر في قرارة نفسه بأن الاستبداد هو الحل.
يبدو أن الطعن بالثوار بات عادة عند مفترشي السندس والحرير في الفنادق، متناسين بأن شرف الخندق لا يضاهيه شرف ويتناسون البرد الذي يضرب جنبات تلك الحفرة التي يرابط فيها الثائر ليدافع عن منزل ذلك الأرعن الذي لا هم له إلا الطعن والتخوين.
مما لا شك فيه أن الوطن يحتاج أبنائه ويبكي شبابه الذين تركوه يغتصب بأيدي الغزاة الصفويين والروس.. وهنا يجب على كل عاقل أن يميز بين المرابط المدافع عن عرضه وأرضه وبين من يوزع الوطنيات ويستعرض بطولات واهية على صفحات الفيس بوك، شتان بين هذا وذاك.. ولكن المشكلة تكمن بأن القاعدة القائلة “راح الصالح بالطالح” هي السائدة اليوم.
إن المرابط الحقيقي هو من يحمل بندقيته مرتدياً كل ما يملك من ثياب ويتوجه لخندقه الممتلئ بالمياه الممزوجة بعار زميله في المظاهرات ممن تخلى عن مبدأه، المرابط هو ذلك الشاب الذي وقف في وجه الطائرة وهو يصرخ بأعلى صوت هذي أرضي وأنتم غزاة، المرابط هو من لا يستطيع تشغيل الحطب ليتدفأ في نقطة رباطه خوفاً من كشف مكانه من القناصة ومدفعية العدو، المرابط الذي ترك عائلته دون حطب للتدفئة ودون خبز للأكل ودون ماء صالح للشرب، المرابط هو ذلك الشاب الذي يحرس ليلاً ويبحث عن لقمة عيش نهاراً، المرابط هو ذلك الرجل الطاعن في السن وقد ازدادت تجاعيد وجهه مع مر السبع سنين العجاف ولم يترك سلاحه، هل تعلمون من هو المرابط؟ هو ذلك الشاب الذي ينتظر ثلاثة أو ستة أشهر راتباً لا يصل إلى 20 ألف ليرة سورية وعند وصول الراتب تكون الديون قد أثقلت كاهله وحينها يعطي لكل بقالية قسماً من الدين دون أن يتمكن من دفعه كله وديونه في تراكم علي، هذا هو المرابط الحق الذي لا يحس به ثوار الفيس بوك بل على العكس لا يسلم من ألسنتهم.
Sorry Comments are closed