حمص – حرية برس:
بجهود محلية وإمكانيات متواضعة، نجح كوادر طبية بتأسيس أول معهد لإعداد ممرضين في ريف حمص الشمالي، وذلك نظراً لحاجة المشافي الميدانية والنقاط الطبية لكوادر تمريضية، في ظل ما تعانيه المنطقة من ازدياد أعداد الجرحى والمرضى نتيجة القصف المتواصل والحصار المستمر على المنطقة.
وقال قدور قدور مدير “معهد رفيدة” للتمريض في حديث لحرية برس، أن سبب إنشاء المعهد هو الحاجة إلى رفد المجتمع بمسعفين متدربين قادرين على إجراء الإسعافات الأولية، مثل إيقاف النزيف، وتثبيث الكسور، ووضع ضمادات أولية، وذلك حفاظاً على أرواح المواطنين، ريثما يتم نقل المصاب إلى المستشفى.
وأشار إلى أن المعهد هو أول المعاهد الطبية التعليمية التي تم تأسيسها في ريف حمص الشمالي، في الوقت الذي يعتبر الريف الشمالي لحمص بأمس الحاجة لكوادر ممرضين، في ظل استمرار سقوط جرحى بين صفوف المدنيين، جراء قصف قوات الأسد المستمر على المنطقة.
وأضاف قدور أنه “تم تطوير عمل المعهد الذي انطلقت فعالياته عام 2013، من نظام دورة إسعاف، لـ نظام دورة ملازمة مريض، إلى نظام دورة حالات حرجة، وذلك حسب رغبة الطلاب المتدربين، مشيراً أن مدة الدورة كاملة نحو 6 أشهر”.
إلا أن هذا المعهد واجه عدة معوقات “تتمثل بقلة الدعم المادي للمعهد، حيث تم تخريج العديد من الدورات بشكل شبه مجاني، ويقع ذلك على عاتق المعهد التعليمي”.
وقال إن الإقبال على المعهد يشهد تزايداً كبيراً، بالإضافة لملاحظة وجود الرغبة الشديدة لدى الطلاب والأهالي بشكل عام، حيث يُعتبر مجال الإسعاف من أهم المجالات نتيجة ظروف الحرب المستمرة.
وأضاف قدور “أن عدد رواد المعهد يزداد بشكل يومي، حيث تم تخريج نحو 600 طالب، من قبل معهد رفيدة للتمريض”، لافتاً إلى أن العديد منهم يعمل حالياً في بعض الهيئات الطبية الميدانية، في مجال المنظومات الإسعافية، أو في تقديم خدمات منزلية للمرضى وذوي الاحتياجات الخاصة، في حين أن الغاية تكمن في تأهيل مسعف في كل بيت بريف حمص الشمالي”.
ونوه قدور إلى رغبة الإدارة في “تطوير المعهد خلال ترقية المستوى العلمي وصولاً لمعهد أكاديمي علمي، نستطيع من خلاله تخريج ممرض يتقن المجال بشكل كبير، حيث يتم الانتقال من نظام الدورات إلى نظام معهد متطور يتلقى فيه الطالب التعليم لمدة تصل لـ 3 سنوات”.
واعتبر الأستاذ “عمر الأحمد”، وهو مدرب في معهد رفيدة للتمريض، أن “فعاليات المعهد تأتي نتيجة ظروف الحرب والحصار الذي تعاني منه مدن وبلدات ريف حمص الشمالي، يأتي ذلك في محاولة لتزويد كل منزل بمسعف أولي، نظراً لقلة الكادر التمريضي في المنطقة”.
وأوضح الأحمد متحدثاً عن دور المدربين في نجاح المعهد بأنه “يتم اختيار المواد التي يتم تقديمها في المعهد من قبل الكادر التعليمي، حيث يضم الكادر كفاءات تحمل شهادات جامعية ومعاهد، ويتم تقدم المواد للطلاب بخبرات عالية وطرق متطورة، بالشقين النظري والعملي، إلا أن الامكانيات المادية متواضعة”.
وقال “عبد الرحمن الذكور”، وهو متدرب في معهد رفيدة للتمريض، “قمت بالانضمام لمعهد التمريض، بسبب الأوضاع الراهنة بالمنطقة، حيث تتعرض لقصف مدفعي شبه يومي ينتج عنه سقوط العديد من الجرحى”.
وأكد “أن أهمية تعلم المجال الطبي تكمن في المحافظة على حياة المصابين”، وأن ما دفعه “لتعلم المجال هو دافع إنساني، ومن أجل إتقان مبادئ الإسعاف”.
ونوه قائلاً “تتم الاستفادة من خلال التعليم بالحفاظ على حياة الكثير من الجرحى، إلى حين وصول فرق الدفاع المدني، التي طالما يُعيقها شدة القصف على الطرق المؤدية للمستشفى والمسافة بين منطقة الإستهداف والنقاط الطبية”.
ويعاني ريف حمص الشمالي من نقص حاد في المواد الطبية والإسعافية نتيجة الحصار المفروض على المنطقة، فضلاً عن نقص حاد في الكوادر الطبية والتمريضية المتخصصة.
Sorry Comments are closed