ولكن، وبصراحة، غياب الوفود كلها كوم، وغياب اتحاد المغرب وحده كوم، فلهذا الاتحاد سوابق في مجال التشويش على خط الممانعة الصمود والتصدّي. ففي سنة 1995، حينما قرّر الرفيق المناضل علي عقلة عرسان فصل الشاعر أدونيس من عضوية اتحاد الكتاب العرب بدمشق، بسبب إقدامه على قول رأيه حول وجود إسرائيل في مؤتمر غرناطة، من دون أن يأخذ موافقة خطية من الرفيقين المناضلين الدكتورين علي عقلة عرسان وناديا خوست.. صَرَّحَ رئيس اتحاد كتاب المغرب آنذاك، محمد الأشعري، لمجلة الوسط: الأهم في القرار ليس فصل أدونيس، بل المعلومة الثمينة التي يشملها: وهي أن أدونيس عضو في الاتحاد السوري! ثم شرع يتحدث عن نفاق المثقفين للسلطة والمخابرات، ووقوفهم ضد آراء زملائهم، غامزاً من قناة رئيس الاتحاد، علي عقلة عرسان.
في الحقيقة، ليس من مصلحة الشاعر والروائي المغربي، محمد الأشعري، إجراء أية مقارنة بينه وبين الرفيق علي عقلة عرسان، فلئن كان هو أديباً معروفاً قبل أن ينتخبه رفاقُه لرئاسة اتحاد الكتاب في بلده، ويعينه الملك وزيراً للثقافة، وتحصل روايتُه “القوس والفراشة” على جائزة البوكر (مناصفةً) في سنة 2010، إلا أن السنوات التي أمضاها في كل منصب لا تتجاوز أصابع اليدين، بينما بقي عرسان رئيساً لاتحاد الكتاب منذ 1977 حتى سنة 2005، أي 28 سنة، وهي المدة القصوى لسجناء الرأي السوريين، إذ لم يسبق لنظام الأسدين أن سجن مواطناً سورياً لأجل رأيه أكثر من 28 سنة.
وأما السيد حبيب الصايغ فقد أوشك، في سنة 2015، أن يرتكبَ خطأً تاريخياً لا يليق به، فقد وافق على استضافة مجموعة من الكتاب السوريين من المكتب التنفيذي لرابطة الكتاب السوريين في دولة الإمارات، وهم كتاب “دراويش”، لم يسبق لأي منهم أن أَيَّدَ قتلَ عصفور، أو نملة، أو برغشة، هم: حسام الدين محمد، وفرج بيرقدار، وعبد الرحمن حلاق، وخطيب بدلة، ولكنَّ حُسن الحظ أسعفه، حينما تبيّن أن دولة الإمارات العربية المتحدة لا تعطي تأشيرة دخول للأشخاص الذين يحملون جوازَ سفر سورياً، فضرب صفحاً عن فكرة الاستضافة، وقال لنا على طريقة الليبيين في عهد القذافي: الله غالب. ولكن، ما هي إلا أيام قليلة، حتى حضر إلى الإمارات كتابٌ يؤيدون نظاماً عنده إنتاجية عالية في القتل، إذ قتل مليوناً وما تزال الحرب في منتصفها، بقيادة الرفيق المناضل نضال الصالح، مع أن نضال وصحبه مثلنا، أنا وعبد الرحمن حلاق، يحملون الجواز السوري، ولكن “الفيزا” الإماراتية أعطيت لهم بسلاسة، وسادوا هناك أياماً، ومادوا، وتحدثوا عنا، نحن الكتاب الآخرين، بوصفنا إرهابيين، عراعرة، دواعش، متآمرين على الحكم الديمقراطي المتحضر الذي يقوده بيت الأسد.
ولم يقف الرفيق الصايغ، في حرصه على الشعب السوري، عند هذا الحد، فقد نفد صبره في إبريل/ نيسان 2016، وهبّ لنصرة أهل حلب، ولأن السلاح الأساسي الذي قُتِلَ به الشعب الحلبي، وهُدِّمَتْ به البيوت هو الطيران، والصايغ يعرف أن الإرهابيين لا يمتلكون طيراناً، ولأنه متأكد أن مَنْ خَرب حلب هو النظام، ولأنه يحب هذا النظام، فقد قيد الحادثة في بيانه العتليت ضد مجهول، وأعلن تضامنه مع شعب حلب الذين يُقْتَلُون من الجو.
وها هو الصايغ يستكمل حلقاته النضالية، فيأتينا بجوقةٍ من نَظَّامي الشعر، ليشاركوا نضال الصالح وجوقته في مديح نظام البراميل، وذم الشعب السوري الإرهابي.
عذراً التعليقات مغلقة