الأشجار المثمرة مهرب سكان ريف حمص من برد الشتاء

فريق التحرير21 يناير 2018آخر تحديث :
يعاني 320ألف نسمة في ريف حمص الشمالي أوضاعاً معيشية واقتصادية متردية ـ عدسة سليمان طه

حمص ـ حرية برس:

يلجأ الأهالي في مدن وبلدات ريف حمص الشمالي لتقطيع الأشجار في ظل حصار مُطبق وشتاء قاسٍ يصل الذروة مع تدني درجات الحرارة بشكل كبير وسط سوريا.

وقال المهندس الزراعي “عبد الحليم الضحيك”، خلال تصريح خاص لـ “حرية برس”، ” أن مجمل مساحة الأراضي الزراعية في منطقة ريف حمص الشمالي حالياً نحو 120,000 هكتار، منها 40,000 هكتار غير صالحة للزراعة لعدة أسباب، وأن مساحة الأراضي المشجرة حوالي 5000 هكتار”.

وأكد “الضحيك” في حديثه عن ظاهرة قطع الأشجار عن صعوبة مكافحتها في ظل الوضع الراهن، وذلك بسبب الاضطرار لإستخدامها في التدفئة، بالأضافة لعدم وجود بدائل أخرى عن المحروقات.

وأردف قائلاً: ” أن الأضرار التي لحقت بالمجال الزراعي تعود لتراجع الأساليب الزراعية بشكل عام، وبسبب ارتفاع أسعار مستلزمات الأنتاج خصوصاً البذار الهجين والأسمدة، ارتفاع أجور عمليات الخدمة، بالمقابل تدني أسعار المنتجات وقلة القدرة الشرائية لدى الأهالي”.

ونوه “الضحيك”، “أن حجم تشجير الطرقات غير كافي لمواجهة خطر الظاهرة، مؤكداً أن تحسين الوضع الزراعي في المنطقة يكون من خلال تأمين مستلزمات الأنتاج الزراعي بأسعار مخفضة، وإنشاء مشاريع ري مثل جر مياه العاصي، تشجيع الري بالتنقيط والرش وتأمين مستلزمات مد الشبكات، وإقامة مشاريع ضخ مياه آبار زراعية بالطاقة الشمسية”.

وبحسب “الضحيك” أن منطقة ريف حمص الشمالي شهدت حملات تشجير، ولكن وصفها بدوره بـ ” الخجولة”، مع اتساع رقعة المناطق الخالية من الأشجار، في ظل اقتطاع عدد كبير منها لإستخدامه للتدفئة في ظل الحصار.

وقال “فيصل طه” أحد السكان المقيمين في مدينة تلبيسة بريف حمص، خلال حديثه لموقع “حرية برس”، أن عملية الأحتطاب اصبحت من أهم الأحتياجات لتغطية انعدام مواد المحروقات وغلائها.

وعزا “طه”، انتشار هذه الظاهرة بسبب غلاء أسعار مواد التدفئة في ريف حمص الشمالي، وذلك نتيجة الحصار المفروض على المنطقة وجشع تجار الطرقات، لافتاً أن إختفاء هذه الظاهرة يُحققه أمر وحيد حسب وصفه، وهو أنهاء الحصار وبالتالي توفر المحروقات.

في حين تُواصل أسعار المحروقات في ريف حمص الشمالي ارتفاعها لمستويات عالية جداً، حيث يصل سعرها لـ 500 ليرة سورية، ما جعل قطع الأشجار على قلتها ملجأ الأهالي الأخير في المنطقة.

وأضاف “طه”، أن الأهالي يضطرون بشكل متزايد لقطع الأشجار من أجل استخدمها في التدفئة، تزامناً مع دخول فصل الشتاء وموجات البرد القارس، بينما يؤدي ذلك إلى تراجع محاصيل الأشجار المثمرة وغلاء أسعار ثمارها، لكن الحاجة لإستخدام مادة الحطب يضاعفها سوء الوضع المعيشي، بسبب حصار قوات الأسد للمنطقة.

فيما تتعرض الأراضي الزراعية المشجرة ومحاصيلها لقصف قوات الأسد، مما يؤدي إلى إحترقها وعندها تصبح لا قيمة لها ويجب علينا قطعها و وضع أشجار مثمرة جديدة بديلة عنها”.

وقال “حسان الخالدي” وهو مالك لـ 15دونم أراضي زراعية بريف حمص، أكثر من نصفها مشجرة بأشجار مثمرة، أن القيام بقطع الأشجار من أرضه جاء بشكل اضطراري، وذلك عقب حصار قوات الأسد وغلاء وندرة وجود المحروقات .

وأضاف “الخالدي”، في هذه الحالة يتم استنزاف الأشجار وخاصة المثمر منها التي يعتمد الأهالي على محصولها وبالتالي تصبح ظاهرة قطع الأشجار من أهم تداعيات ازدياد صعوبة الحصار المفروض على المنطقة.

مؤكداً أن قطع الأشجار يُضاف إلى المصاعب التي يواجهونها كمزارعين، حيث مع استمرار الظاهرة سيفقدون المصدر الوحيد للقمة عيشهم، في ظل هذه المعوقات والصعوبات، لافتاً أن قطع أشجاره المثمرة رغم ضرره الجسيم جاء بسبب ضعف القدرة الشرائية لمواد المحروقات، وعدم توفر فرص العمل تلقي بظلالها على الوضع المعيشي.

يشار إلى أن مناطق ريف حمص الشمالي يقطنها حوالي 320 ألف نسمة، ويعانون من أوضاع معيشية واقتصادية متردية، إذ يعيش معظمهم تحت خط الفقر، في ظل حصار قوات الأسد التي تمنع دخول المواد الغذائية والمحروقات.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    عاجل