علي عز الدين – حرية برس:
اتبع النظام السوري سياسة التفرد والقضم بالمناطق المحررة، حيث يبرم اتفاقيات غير جادة ولكن منفردة يستغل من خلالها حاجة المناطق، لمقومات الحياة وضعف النفوس تجاه أهم احتياجات المدنيين، مثل الكهرباء الماء الطحين وغيرها.
نشرت قوات النظام وثيقة في 20 ديسمبر 2016 تبين من خلالها وثيقة (تهدئة واتفاق) مع أربعة شخصيات ممثلين عن قرية تلبيسة كما ادعى وهم /المهندس رغدان الضحيك – عبد الكريم الصطوف – الدكتور عبد الرحمن الخطيب – الحاج عيسى الضاهر/ وتم نشرها على مواقع التواصل الاجتماعي، حول إصلاح خط التوتر العالي 400 وتعيين المدعو “رغدان الضحيك رئيساً للمجموعة، التي ستقوم بحماية الخط من مناطق مروره، والتعهد بحماية الورشات والعدة اللازمة والأليات وتأمين مستودعات، وتعهد النظام بتأجيل المتخلفين عن الخدمة الإلزامية لمدة ستة أشهر، كما أكد أعضاء الوفد على عدم وجود أي مقر للمجموعات المسلحة، وعدم السماح لهم باستهداف المناطق الآمنة في حمص وريفها، وتم وضع شروط، وأولها في الاتفاق هي:
1- تحييد المناطق السكنية عن الأعمال العسكرية، ووقف القصف من كلا الطرفين .
2- تحديد مندوب من قبل أعضاء الوفد لاستجرار /2000/ ربطة خبز.
وتوقيع الشخصيات المذكورة سابقاً على الاتفاق بتصديق من قائد الفيلق الثالث ورئيس اللجنة العسكرية والأمنية في حمص.
عقد اجتماع في قرية الدار الكبيرة شمال حمص، بتاريخ 7 ديسمبر 2016 بحضور كافة فعاليات الريف الشمالي المدنية والعسكرية، بخصوص العرض الذي قدمه النظام على شخصيات في ناحية تلبيسة، والعرض يخص مدّ خط كهرباء (توتر عالي 400) في الريف الشمالي.
وفي حديث مع “حرية برس” قال المقدم “علي أيوب ” القائد العسكري لحركة تحرير الوطن في حمص ” تم إبلاغنا بخصوص هذا العرض، وأن النظام وعدهم بتنفيذ أي مطلب منهم، وتم طرح عدة أسماء ليكونوا لجنة مكلفة بهذا الأمر وهم /الشيخ فراس – محمد أيوب – أبو ياسين قيسون/ ووضعت عدة نقاط وشروط فرضتها اللجنة التي اجتمعت للموافقة على مدّ خط التوتر 400 والشروط هي:
- وقف القصف على المدنيين.
- دخول الكهرباء إلى كامل الريف الشمالي.
- المطالبة بالمعتقلين.
- إدخال قوافل المساعدات بشكل دوري ومخصصات الأفران والمحروقات والمدارس بالإضافة لإلغاء الإتاوات والرسوم على سيارات الداخلة إلى الريف الشمالي.
واضاف “أيوب” في حديثه لـ “حرية برس”: تم إبلاغنا أن النظام وافق على هذه الشروط، لكن لم تمض أيام إلا وقصفت قوات النظام مدرسة في مدينة الرستن، واستشهد إثر القصف طفلة، وجرح عشرات الأطفال. كما أنه لم يخرج أي أحد من المعتقلات.
وتابع ” أيوب “: إن كان الاتفاق جاد وفعلي على النظام الالتزام، وبعدها نكون جاهزين، وقد نص القرار الذي اتخذناه أن يمنع أي عمل بالخط ضمن الحدود الإدارية لمنطقة الرستن، لينتهي بذلك مسلسل خط ال 400، وبالنسبة لما جاء من تسريب لاتفاق يتعلق بالخط منذ أيام، فهذا لا يعنينا لا من قريب ولا من بعيد ولا يلزمنا بشيء.
وفي السياق ذاته قال الاستاذ ” محمد كنج أيوب ” عضو لجنة الريف الشمالي عن مدينة الرستن بخصوص مدّ خط ال400 لـ حرية برس: تشكلت لجنة في نهاية الاجتماع الذي عقد بتاريخ 7 ديسمبر 2017، وكنت أنا أحد أعضائها ومهمتها المتابعة والتنسيق مع الأشخاص الذي يفاوضون النظام بهذا الخصوص، وقد وضعنا كريف حمص الشمالي شروط لإصلاح الخط.
وأضاف ” كنج أيوب ” في حديثه لـ “حرية برس”: إلا أن النظام ونحن نعلم أنه يكذب على الريف، ولكن نزولاً عند رأي الناس تابعنا لأجل تحقيق هذه المطالب، إلا أن استمرار القصف وسقوط العديد من الشهداء من أهلنا دفعنا إلى إبلاغ الأشخاص الذين يفاوضون النظام من الرستن وتلبيسة، بأن الرستن خارج أي تفاوض مع هذا النظام المجرم ، وكان هذا الإبلاغ بتاريخ 14 – 2- 2017 وبعدها توقفت اللجنة عن عملها بالكامل.
وتابع “كنج أيوب” حديثه مع “حرية برس”: أما بالنسبة للاتفاق الذي تم تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي بين النظام وممثلين عن تلبيسة فالظاهر من تاريخه أنه بعد تشكيل لجنتنا بأسبوعين، ولا علم لنا نحن كلجنة معنية بهذا الأمر، وإن كان الاتفاق الذي نشر صحيح، فإننا نذكر الإخوة في تلبيسة أن هذا الاتفاق لا يعدوا عن كونه فتنة يريد أن يوقعنا بها هذا النظام المجرم، وهو يعلم أن هذا الأمر متقاسم بين مؤيد ومعارض في الريف، وبالتالي من المستحيل الإجماع عليه وبالتالي لا سمح الله يؤدي إلى مالا تحمد عقباه .
وتوجه ” كنج أيوب ” برسالة من خلال “حرية برس” : ندعوا جميع العقلاء في الريف والحريصين على مصلحة الريف، أن يكونوا يداً واحدة في أي موضوع يطرح على الريف، وأن لا يستفرد النظام بنا باتفاقيات منفردة يأكلنا بها جزءاً وراء جزء، ثم نندم في ساعه لا يفيد الندم.
ومن جانبه قال الناشط ” باسل عز الدين ” من مدينة الرستن لـ”حرية برس”: إن مثل هذه الاتفاقيات هدفها إشعال الفتنة، ودب الخلافات، وخلق المناطقية، ويجب على العقلاء تلافيها، مؤكداً أن النظام لم يستطع دخول الريف الشمالي لحمص من خلال القوة العسكرية، لهذا فهو يحاول دب الفتنة والخلافات.
وحاولنا الحصول على تصريحات من الشخصيات المعنية بالاتفاق مع النظام، لكننا لم نستطع، فالبعض تهرب والبعض الآخر لم يتجاوب أبداً.
يذكر أن هيئة التفاوض في ريف حمص الشمالي وريف حماة الجنوبي رفضت مراراً وتكراراً الجلوس مع النظام بأي جلسة تفاوض بخصوص خفض التصعيد، وأكد الروس أنهم ضامنون، وليسوا وسطاء بين المعارضة والنظام، علماً أن النظام لم يلتزم أبداً بأي اتفاقية ينص من خلالها على تأمين خدمات للمعارضة أو المناطق المحررة.
Sorry Comments are closed