حرية برس
لسنا موقع صحافة صفراء ولم نتعمد استخدام هذا العنوان على طريقة الصحافة الصفراء، عبر وضع عنوان جذاب ومثير لنفاجئ القارئ بمضمون يختلف عن العنوان، بل سنتحدث فعلاً عن طريقة احتيالية تدر أرباحاً طائلة على النصابين المحترفين، لذلك عنونت المقال بالتنبيه من الربح السريع، لأن معظم الناس يقعون في حبائل هؤلاء النصابين الذين يوهمونهم بالأرباح الطائلة، ومن ثم حين تحق لحظة الحقيقة يتم النصب عليهم، ويجني النصاب أرباحاً طائلة.
الطريقة مشهورة، وتسمى هرم بونزي، وتعود إلى شخص إيطالي ولد أواخر القرن التاسع عشر في مدينة لوغو ويدعى شارلز بونزي، هاجر في عام 1903 إلى بوسطن الأميركية.
وتعتمد هذه الطريقة على أخذ الأموال من المستثمرين الجدد (قاع الهرم) لتوزيعها كأرباح على المستثمرين القدامى (أعلى الهرم).
وتسير هذه الطريقة كالتالي:
يأتيك شخص ما، ليقنعك بأهمية تجارة ما، (في العملات، في المعادن الثمينة، في السيارات، … الخ) أي سلعة تعطي غطاءا شرعياً لتجارته الوهمية، ويطلب منك مبلغ ألفي دولار مثلاً، مؤكداً لك أن الأرباح مضمونة، ونسبتها عالية، ويعطيك في نهاية كل شهر 200 دولار كربح صافي.
وفعلاً يمنحك الربح، وتمر الشهور فتطمئن له وتحدث الأصدقاء والأهل والمعارف، وتبدأ بالتسويق له دون شعور منك، فيثقون ويجربون، بعد أن يشاهدوك تنال عائداً شهرياً ثابتاً كربح مجزي عن رأس المال الذي استثمرته، فيستثمر خمسة أشخاص وربما عشرة، من المحيطين بك معه، وبهذا يأتيه 10 آلاف دولار من الخمسة الذين أحضرتهم أنت.
ويبدأ بدفع الأرباح بشكل منتظم للمستثمرين الجدد، الذين دخلوا بفضلك للفخ الذي نصبه للناس، وبعد فترة يحدثون هؤلاء غيرهم بالأرباح التي تأتي من خلال هذه التجارة، فيأتي خمسة آخرون من كل شخص استثمر، ثم آخرون، ويستمر النصاب بتوزيع الأرباح، وقبل أن تنتهي أموالكم التي استثمرتم بها لديه، يكون قد تجمع لديه المال أضعافاً مضاعفة بفضل مشتركين جدد، أقسم لهم المشتركين القدامى أن كل شيء مضمون وأن الرجل تاجر ورع، لا يقطع فرض صلاة و.. وهكذا، وتزداد الثقة حين يكون المشتركون القدامى قد استعادوا رأسمالهم وأكثر، وستستمر المتوالية.
وفي حال استمرت المتوالية، وأقنع كل شخص خمسة أشخاص، فسيتجمع لدى النصاب مبلغٌ كبيرٌ من المال، وتزداد الحلقات اتساعاً، (مع الملاحظة أننا نعتمد على مضاعفات الرقم 5) ففي الدائرة الأولى كان لديه مشترك واحد بألفي دولار وفي الدائرة الثانية أصبحوا خمسة أشخاص بعشرة آلاف دولار، وفي الدائرة الثالثة أصبحوا خمس وعشرين شخص بخمسين ألف، والدائرة الرابعة أصبح العدد 625 شخص ب مليون ومئتين وخمسين ألف دولار، وهكذا.
غير أن تضاعف المشتركين المستمر، وهطول الأموال الذي لا يتوقف، له نهاية، ففي اللحظة التي يراها المستثمر مناسبة يتوقف عن الدفع، ويختفي نهائياً هارباً بالملايين التي جمعها خارج البلاد.
عذراً التعليقات مغلقة