حمص ـ حرية رس:
يعاني نحو 7 آلاف نسمة، يعيشون ضمن تجمع قرى “السعن الأسود” في ريف حمص الشمالي، من وجود مكب نفايات محاذي للتجمع المأهول بالسكان.
في حين سارعت عدة جهات إعلامية و فعاليات مدنية بالقرية لدق ناقوس الخطر، و ذلك بعد انتشار ظاهرة التلوث البيئي الناجم عن وجود مكب للنفايات بالقرب من التجمعات السكنية في قرية السعن بريف حمص الشمالي.
وقال رئيس المجلس المحلي لقرية السعن “عبد الهادي أبو خالد”، في تصريح خاص لـ “حرية برس”، “أن محلي القرية يواجه صعوبات كثيرة تتجسد في تشكل مكب للنفايات بسبب عدم تعامل الجهات المختصة بشكل صحي، الأمر الذي نتج عنه تراكم النفايات بالقرب من المناطق السكنية بالقرية التي يعتمد أجمالي عدد السكان على العمل بمجال الزراعة بالإضافة لتربية الحيوانات”.
وتابع قائلاً : “أن المجلس المحلي يحتاج الى دعم لتأمين الخدمات في جميع المجالات أهمها، دعم المركز الصحي في القرية، حيث يبعد اقرب مركز صحي او طبي عن القرية مسافة 10 كم، وهو مستشفى تلبيسة المركزي أو مستشفى الزعفرانة الميداني”.
وقال الناشط الإعلامي “سمير أبو خالد”، المقيم في قرية السعن، “بدأت عملية تراكم النفايات بالقرب من قرية السعن، نتيجة لإحداث مكب للنفايات في المنطقة، إلا أن عدم التعامل الصحي والسليم مع هذه النفايات حولها لظاهرة تلوث، أعقبها انتشار الروائح الكريهة والذباب في القرية”.
يأتي ذلك تزامناً مع انتشار لمرض وبائي بين الأطفال وهو مرض التهاب الكبد، و ذلك بسبب انتقال العدوى بشكل كبير، إضافة لإغلاق النقطة الطبية في السعن منذ أكثر من خمسة أشهر، نتيجة انعدام الدعم عن المنطقة.
ونوه أن إحصائية الإصابات في القرية سجلت اكثر من 42 حالة مرض التهاب الكبد، نتج عنها 4 حالات وفاة، مشيراً أن معظم المصابين تم معالجتهم في مستشفى الزعفرانة الميداني ومستشفى تلبيسة المركزي.
من جانبه أكد “أن للدور الإعلامي أهمية كبيرة، من حيث نقل الواقع والمعاناة التي يعيشها الأهالي عبر وسائل الإعلام، وهذا ما نسعى لإظهاره بالنسبة لظاهرة الثلوث لما لها من خطورة على صحة الإنسان “.
ونوه “أبو خالد” على ضرورة تفاعل الجهات المختصة لمعالجة الظاهرة، و التعامل بشكل جدي وفعال مع مكب النفايات وبالطريقة الصحيحة من طمر النفايات والمواظبة الدورية بالرش للمبيدات الحشرية حرصاً على السلامة العامة، وإلا العمل على نقل المكب الى أماكن غير مأهولة بالسكان بعيداً عن القرية.
وقال مدير الصحة الحرة بحمص الدكتور “طلال مردود”، “من الناحية الصحية يؤدي انتشار النفايات إلى انتشار الأمراض والأوبئة، وبالتالي هي تؤثر على صحة الإنسان وتلوث الهواء وهذا التلوث يؤدي إلى إصابة الإنسان بامراض تنفسية، وانتشار الحشرات ومنها التي تنقل الأمراض”.
وعن سُبل معالجة الظاهرة قال الدكتور “مردود”، يجب التنسيق بين الجهات المختصة بنظافة البيئة والمجتمع، و ذلك للوصول إلى بيئة نظيفة وصحية والتلخص من العوامل المساعدة على نقل وانتشار الأمراض.
وفي سياق متصل أكد الدكتور طلال، “أن إطلاق برامج للتوعية والتثقيف الصحي والعناية بالنظافة الشخصية، وافتتاح مركز متخصص بالأوبئة وانتشارها، وتزويد المنطقة بلقاحات لالتهاب الكبد سيحدّ من انتشار هذا الأمراض الناتجة عند التلوث البيئي”.
وقال “معتصم الحمودي” وهو أحد أهالي قرية السعن، أن احتمالية تحول نتائج ظاهرة مكب النفايات، لما أسماه بـ “الكارثة الإنسانية”، كبيرة جداً في حال لم تتعامل الجهات المختصة مع الظاهرة بالشكل السليم.
وعزا ذلك لخطورة وجود مكب النفايات قرب القرية، كما قال : “نحن الآن في فصل الشتاء و رغم البرد الشديد إلا أن حتى هذه اللحظة ينتشر الذباب و البعوض بكثافة بين المدنيين و داخل المنازل السكنية، إضافة الرائحة الكريهة المنتشرة في جميع انحاء القرية”.
و رأى “الحمودي” أن المجلس المحلي غير قادر على حل هذا الأمر ما لم يُقدم له الدعم من الجهات المعنية و المنظمات الإنسانية الفاعلة، مطالباً بإعادة تفعيل النقطة الطبية في المنطقة، لتلبية حاجة الأهالي الماسة لها.
عذراً التعليقات مغلقة