حرية برس:
معارك عنيفة يشهدها ريف حلب الجنوبي وريف حماه الجنوبي الشرقي، حيث تحاول قوات الأسد وميليشياته من جهة، وتنظيم الدولة الإسلامية من جهة أخرى، مع الدعم الجوي الذي تقدمه روسيا للطرفين، متمثلاً بقصف الطائرات الروسية لمناطق سيطرة الفصائل على جبهاتها مع تنظيم الدولة، وجبهاتها مع قوات الأسد وميليشياته، والجدير بالذكر أن قوات الأسد وميليشياته وتنظيم الدولة لم يحصل بينهم أي اشتباك، على الرغم من التماس المباشر بينهم على طول خط السيطرة، كل ذلك في سبيل محاربة الفصائل والسيطرة على المناطق المحررة في معركة توحي بتنسيق غير معلن.
وتحاول قوات الأسد والميليشيات الطائفية الرديفة له، ومن خلال “الإعلام الحربي” والماكينة الإعلامية التابعة له، استغلال التقدم الطفيف الذي أحرزته على جبهات ريف حماه الشرقي والشمالي لصالحها بشكل أكبر، عن طريق بث الشائعات من جهة، وتضخيم الإنتصارات الوهمية لتزرع الخوف في نفوس المدنيين في المنطقة، وقد نجحت بذلك بشكل جزئي، فقد نزحت مئات العائلات من القرى والبلدات القريبة من مناطق الإشتباكات في ريف حلب الجنوبي وريف حماه الشرقي.
من جهة أخرى أحرز تنظيم الدولة الإسلامية تقدماً في ريف حماه الشرقي، على حساب هيئة تحرير الشام، ويكاد يصل إلى حدود محافظة إدلب الإدارية، مع هدوء تام في جبهته مع قوات الأسد، مؤدياً دوراً وظيفياً في خدمة مشروع الأسد للسيطرة على المنطقة، من خلال فتح معارك ضد الفصائل في المناطق المحررة، من ريف إدلب الجنوبي لريف حماه الشمالي وصولاً إلى ريف حلب الجنوبي، في حين تنشغل الفصائل بصد هجوم التنظيم في ريف حماه الشرقي.
بعد أيام من المعارك، استعادت أخيراً الفصائل زمام المعركة، وصدت هجوم الأطراف الساعية للسيطرة على المنطقة على أكثر من جبهة، حيث تشهد المنطقة اليوم هجوماً من ثلاث محاور أساسية:
محور ريف حماه الشرقي قرب ناحية السعن، حيث تتصدى الفصائل لمحاولات قوات الأسد التقدم على قرى الشاكوسية والرهجان وأم ميال، والتي خسرت فيها قوات الأسد عشرات القتلى بالإضافة إلى تدمير عدة أليات عسكرية ودبابة.
والمحور الثاني في ريف إدلب الجنوبي والتي تحاول قوات الأسد وميليشياته أن تسيطر من خلاله على قرية أبو دالي والمشيرفية وعدد من القرى التي خسرتها في المعركة التي أطلقتها هيئة تحرير الشام في 9/10/2017
أما في المحور الثالث، فيحاول تنظيم الدولة الدخول من مناطق سيطرته في ريف حماه الشرقي الجنوبي والسيطرة على القرى المحاذية للحدود الإدارية لمحافظة إدلب، ليتكبد خسائر كبيرة في اليومين الماضيين من قبل هيئة تحرير الشام بعد استقدامها لمؤازرات ضخمة جعلته يتراجع الى مواقعه الخلفية.
وتشهد المناطق المحررة في الشمال اجتماعات بين فصائل الثوار وهيئة تحرير الشام، في محاولة منها لإنشاء غرفة عمليات عسكرية لوأد الهجوم الذي تشنه قوات الأسد وميليشياته وتنظيم الدولة بهدف السيطرة على أبرز معاقلها.
Sorry Comments are closed