ما هو مستقبل القوات الروسية في سوريا؟

فريق التحرير11 ديسمبر 2017آخر تحديث :
جنود من جيش العدوان الروسي في شمالي حمص، الصور بتاريخ 6 تشرين الثاني/ نوفمبر 2017 أثناء جلسة اجتماع بين هيئة المفاوضات عن شمالي حمص ووفد روسي – عدسة علي عز الدين

مالك الخولي – حرية برس:

أثار إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم الإثنين، سحب قوات بلاده من سوريا، موجة من التساؤلات، لا سيما أنها ليست المرة الأولى التي تعلن فيها موسكو سحب قواتها.

وأعلن بوتين في زيارة مفاجئة إلى قاعدة حميميم في اللاذقية، سحب الجزء الأكبر من قواته، والإبقاء على القوات الأساسية في قاعدتي حميميم وطرطوس.

شاهد أيضاً: هل يتعمد الروس إظهار الأسد بمظهر التابع؟

ولم تحدد موسكو موعد بدء سحب القوات، لكن المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف قال إن انسحاب الجيش الروسي من سوريا “لن يستغرق يوماً واحداً”.

وأوضح قائد القوات الروسية في سوريا سيرغي سوروفيكين إن روسيا ستسحب من سوريا 23 مقاتلة حربية ومروحيتين ووحدات الشرطة العسكرية ومركز إزالة الألغام ومستشفى.

مستقبل القوات الروسية في سوريا

قرار بوتين سبقه تصريحات لرئيس هيئة الأركان الروسية، فاليري غيراسيموف، الذي أعلن في وقت سابق عن نية موسكو تخفيض عدد قواتها حتى نهاية هذا العام.

لكن إعلان الرئيس الروسي اليوم ليس الأول من نوعه، فقد سبق لبوتين أن أعطى أوامر بسحب الجزء الأكبر من قواته في الخامس عشر من آذار/ مارس عام 2016، في خطوة وصفت وقتها بغير المتوقعة، بعد نحو خمسة أشهر من بدء التدخل الروسي.

وبرر بوتين قراره حينها بأن القوات الروسية حققت معظم أهدافها من التدخل لصالح الأسد، لكن قرار بوتين لم يطبق حينها، بل عادت موسكو لترمي بكل ثقلها إلى جانب بشار الأسد، وارتكبت طائرات بوتين عشرات المجازر بحق المدنيين، مستهدفة البنى التحتية والمراكز الحيوية في المناطق الخارجة عن سيطرة النظام.

وبدأ التدخل الروسي في سوريا في أيلول/ سبتمبر عام 2015، ولعبت موسكو دوراً رئيسياً في ترجيح الكفة عسكرياً لصالح نظام الأسد الذين كان يتراجع على الرغم من الدعم غير المحدود الذي تقدمه طهران.

وتنص الاتفاقية التي تدخلت روسيا بموجبها على بنود منها استخدام روسيا لقاعدة حميميم دون أي مقابل، واعتبار كل الممتلكات المنقولة وأجهزة البنية التحتية التي تنشر مؤقتاً في حميميم في ملكية فدرالية روسيا، كما يحق للعاملين الروس الدخول والخروج إلى سوريا دون خضوع للتفتيش.

وتنص أيضاً على حصانة لأفراد القوات الروسية من القضاء المدني والإداري في سوريا، وإعفاءها من أي متابعة أو مساءلة قانونية، ولا يسمح للجهات السورية بالدخول إلى حميميم دون إذن مسبق، كما أن الاتفاق لم تحدد مدته ويسري لأجل غير مسمى.

ويقول مراقبون أن موسكو غير قادرة على تحمل الكلف الباهظة لتشغيل كافة القوات في سوريا، بينما يرى آخرون أن إعلان بوتين يأتي بهدف الضغط على الأسد ودفعه للقبول بتسوية سياسية حددتها موسكو.

لكن إعلان بوتين اليوم على الأرجح يتمثل بسحب القوات الفائضة عن الحاجة، لا سيما مع تراجع وتيرة الأعمال العسكرية في البلاد، حيث لا يبدو بشار الأسد بموقف المعارض للتوجهات الروسية، ومن غير المنطقي أن تفرط موسكو بمكتسباتها في سوريا لو أنها استشعرت خطراً حقيقياً وراء خطوتها.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    عاجل