أدهم الخولي-حرية برس:
كانت أول زيارةٍ لي لشهباءِ سوريا في حياتي.
رأيتُ هناكَ عبقَ التراثِ مغمساً بالدم.
رأيتُ الثائرينَ الذين ماضرًّهمْ منْ خذلهمْ ولا من قتلهمْ، فمالهم في الحياة صنعةٌ سوى الصبر والمضي نحو النور.
وبينَ صفحاتِ الركامِ والشهادةْ وصفحةِ الحياة، أبصرتُها في ذاك الحي القديم، يسندها جدار البيت وتمد رأسها خائفةً مستسلمة.
سترىْ في عينيها بريقَ الأمل المنشودِ من الأبناء للأجداد.
سترى في شُقرةِ شعرها ثورةَ النورِ على السواد.
سترى في بسمتها ألف حزنٍ و ألف دمعةٍ.
سترى كل ما لن تطيقَ فهمهُ، فهي ثورةُ الضدِ.
ولعل أكثرُ ما يؤرقني ذاك السؤال الذي يعتصر قلبي كلما رأيتُ هذه اللوحة : أين أنتِ يا صغيرتي؟ كيفَ حالكِ؟
هل أنتِ بخيرٍ بعد أنْ استولى الذئابُ على مدينةِ التاريخ والدم؟.
عذراً التعليقات مغلقة