فورين بوليسي تكشف وجود خلافات بين روسيا وإيران حول سوريا

فريق التحرير8 ديسمبر 2017Last Update :
لقاء بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الإيراني حسن روحاني في طهران – Kremlin

ابراهيم سيد – حرية برس:

كشفت مجلة فورين بوليسي عن خلافات عميقة بدأت تطفو على السطح بين روسيا وإيران أثناء قمة سوتشي التي جمعت رؤساء روسيا وتركيا وإيران.

واعتبرت المجلة أن القمة جاءت للتأكيد للدول الثلاثة في سوريا، ولكن أثناء المؤتمر ظهرت الاختلافات بين الحرس الثوري الإيراني والرئيس الإيراني حسن روحاني، وفي النتيجة ظهرت الخلافات الموجودة بين إيران وروسيا.

وأضافت أن جميع المشاركين في مؤتمر سوتشي أكدوا سيادة سوريا على أراضيها، ولكن إيران هذه المرة تنظر لسياسات روسيا بعين الشك، بسبب مكالمات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الهاتفية قبل بداية القمة مع قادة الدول التي تحسبها إيران أعداء ومعارضين لها مثل المملكة العربية السعودية، الولايات المتحدة الأمريكية، بعض الدول الخليجية وإسرائيل.

ومن خلال متابعة الإعلام الإيراني، يظهر أن الرئيس الإيراني حسن روحاني لم يكن لديه علم من قبل حول اللقاء بين بشار الأسد وبوتين قبل يومين من قمة سوتشي.

وأشارت إلى أ المكالمة الهاتفية بين الرئيس الروسي والرئيس الأمريكي دونالد ترامب زادت في شكوك إيران تجاه سياسات روسيا، ولكن بعض الخبراء الإيرانيون يعتقدون أن الرئيس الروسي بوتين حاول إقناع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على أخذ ردة فعل مناسبة حول نتائج القمة واستمرار الدور الأساسي لإيران في سوريا، وهو الأمر الذي لا تريده واشنطن بالتأكيد.

الحرس الثوري يريد حفظ مصالحه في سوريا

وقالت المجلة أن الحرس الثوري الإيراني في السبع سنوات الأخيرة شارك بكل قوته في سوريا، ولا يمكن أن يفرط في مكتسباته طيلة تلك السنوات أو يسمح لأحد بمشاركته فيها، وبالتالي فإن سعي الحرس الثوري لحفظ مكانته في سوريا بهذا الشكل سيزيد من الخلافات الداخلية الموجودة بين الحرس الثوري والرئيس روحاني، وبالنتيجة ستتعارض السياسات الإيرانية والسياسات الروسية تجاه سوريا.

واعتبرت أن الحرس الثوري الإيراني لن يكتفي بمحاولة حفظ مكانته في سوريا فقط بل يخطط لحفظ وزيادة قوة حلفائه المسلحين في سوريا حتى يتمكن من استعمالهم لتحقيق أهداف إيران في المنطقة، وقالت: باختصار؛ إن الحرس الثوري الإيراني يريد جعل حلفاءه في سوريا على نموذج حزب الله الموجود في لبنان.

وكشفت أنه أثناء انعقاد قمة سوتشي وبعدها، زاد الحرس الثوري من تحركاته في سوريا وأعلن نهاية تنظيم الدولة الإسلامية “داعش”، معتبرة أن هذا كان بشكل من الأشكال محاولة لإظهار لقوة الحرس الثوري ويحمل معه رسالة واضحة ليست للدول المعارضة لإيران فحسب بل لحلفاء إيران؛ روسيا و بشار الأسد أيضاً، وهي التأكيد على بقاء القوات الإيرانية في سوريا، وأضافت أن الحرس الثوري الإيراني يريد ثمن مساندته لنظام بشار الأسد في السنوات الأخيرة نيابة عن الدولة الإيرانية.

وقد عبر محمد علي جعفري قائد الحرس الثوري عن عزمه زيادة المليشيات القريبة لإيران وقال: بشار الأسد يعرف منزلة “القوات الشعبية” لحفظ نظامه وهو مدين لهذه القوات.

وأضافت المجلة أن الحرس الثوري كان في بدايته مثل المليشيات الموجودة في سوريا حالياً، ويريد في الوقت الحالي أن يسيطر على هذه المليشيات حتى يتمكن من استعمالهم لحفظ مكاسبه في الفترات القادمة، وكشفت من جهة أخرى عن منافسات اقتصادية بين الحرس والحكومة الإيرانية، حيث قال علي جعفري أن الشركات المملوكة للحرس أفضل خبار للمساهمة في مشروعات إعادة إعمار سوريا، والظاهر أن استعجال جعفري في هذا الشأن لم يكن بموافقة حسن روحاني.

هل تترك روسيا سوريا لإيران وحدها؟

وتقول المجلة: في وقت تحتفل إيران بهزيمة “داعش” والحرس الثوري يحاول حفظ مكانته في سوريا تستعد روسيا لخروج قواتها من الأراضي السورية، حيث أعلن نيكولاي باتروشف يوم الخميس الماضي بأن موسكو مستعدة من الآن لسحب قواتها من سوريا، وقال القائد العام لقواتها المسلحة الأسبوع الماضي: حتى نهاية هذا العام سننقص من عدد جنودهم في سوريا بشكل ملحوظ.

وتختم بالقول: من المعلوم أن الحرس الثوري سيتدخل في شؤون سوريا عن طريق مليشياته، لكن السؤال هو هل ستعتمد طهران رسمياً بقاء هذه المليشيات في سوريا، أم أنها ستبقي تدخلهم كما في السابق، حين كانت مليشيات الحرس الثوري متورطة إلى جانب بشار الأسد في حربه ضد الشعب السوري وكانت الحكومة الإيرانية ترفض الإفصاح عن وجودها في سوريا، مع مرور الزمن بدأت تبرر وجود مليشياتها في سوريا بحجة الدفاع عن المراقد.

Source Euro news - ترجمة حرية برس
Comments

Sorry Comments are closed

    عاجل