اعتبر مستشار المرشد الأعلى للشؤون الدولية، علي أكبر ولايتي، اليوم الأربعاء، أن “مجموعة المعارضة السورية في الرياض هي التي تسببت في عرقلة المفاوضات حول أزمة هذا البلد، كما أدت إلى فشلها”، محملاً المعارضة السورية مسؤولية خرق وقف إطلاق النار. فيما قال رئيس الدائرة العربية والأفريقية في الخارجية الإيرانية، حسين أمير عبد اللهيان، إن دعم طهران رئيس النظام السوري، بشار الأسد، لا يعني أنها تدعم تواجده في الرئاسة بشكل دائم.
وقال ولايتي، في تصريحات صحافية، عقب لقاء جمعه بوفد سوري مكون من شخصيات وأعضاء الأحزاب والعشائر السورية، تزور طهران، أن “سبب إصرار المعارضة على مواقفها خلال المحادثات أخيراً، يعود إلى حصول تغييرات ميدانية في حلب ومناطق شمال غربي سورية، إذ اعتبروا أنها ستصب لصالحهم على طاولة الحوار”.
وأضاف ولايتي أنه “لا يحق لأي طرف رسم شكل مستقبل سورية”، مؤكداً أن وفد النظام السوري لن يترك طاولة الحوار، كما جدد التأكيد على عدم تغير مواقف بلاده مما يجري في هذا البلد. وذكر أن طهران ستقدم كل الدعم الذي تقدر عليه للحكومة والنظام في سورية.
في السياق، قال أمير عبد اللهيان، إن بلاده أرسلت مستشارين عسكريين إلى سورية ولم ترسل مقاتلين، مشيراً إلى إرسال المزيد من المستشارين مستقبلاً في حال اقتضت الحاجة، حسب قوله.
ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية، عن عبد اللهيان، قوله أيضاً، إن طهران لن تغير من سياستها إزاء سورية وبقية حلفائها الإقليميين، مضيفاً أن بلاده جدية في هذا الدعم، وتختلف عن بقية دول المنطقة التي تتخلى عن أصدقائها وقت الحاجة.
واعتبر عبد اللهيان أن الحل السياسي هو الخيار الوحيد للخروج من المشكلة السورية، مشيراً إلى أنه “يجب اتباع سياسات لتأمين مصالح السوريين وحفظ الأمن القومي لهذا البلد”. وأضاف أن ما يجري في سورية مختلف عما جرى في مصر وتونس، إذ إنه لم تكن في هذا البلد مقومات لثورة حقيقية، على حدّ وصفه.
وأكد عبد اللهيان صداقة بلاده مع رئيس النظام السوري بشار الأسد، ومن قبله والده حافظ الأسد، إلا أنه اعتبر أن لحكمهما بعض النقاط السلبية تعود إلى وجود حزب حاكم واحد، وهو ما جعل بعض المواطنين في الداخل السوري يطالبون بإصلاحات حقيقية. ورأى أن البعض في الخارج استغل هذا الأمر وقام بالتخطيط لإسقاط وإضعاف ما يراه محور المقاومة، مضيفاً أن دعم طهران للأسد لا يعني أنها تدعم تواجده في الرئاسة بشكل دائم.
كما رأى مساعد وزير الخارجية الإيراني، أن الوضع في سورية مرتبط بتطورات الوضع في العراق أيضاً، وذكر أن “بعض الأطراف الإقليمية والدولية الفاعلة عملت على دعم الإرهاب مراراً، لكن السياسات الإيرانية الاستراتيجية تقوم على استمرار تقديم الدعم لمحور المقاومة، بغية مواجهة هذه المخططات”.
من جهته، قال وزير الدفاع الإيراني، حسين دهقان، إن بلاده تدعم كل “المجموعات الثورية المقاومة” في المنطقة، مثل فصائل المقاومة الفلسطينية، وحزب الله اللبناني، و”الحشد الشعبي” في العراق، فضلاً عن “أنصار الله” (الحوثيين) في اليمن.
وأضاف دهقان، في كلمته خلال مؤتمر الأمن الدولي، الذي تستقبله موسكو، إن “التنظيمات الإرهابية أدت إلى تأزم الوضع الإقليمي، ودفعت العديد من الأطراف في المنطقة وحتى خارجها ثمن هذا الأمر”.
كما أشار إلى أن بلاده لا تشكل تهديداً على أحد، قائلاً إنها لن تتعدى على حقوق أي طرف في المنطقة، ووصف التعاون الإيراني الروسي في سورية بالجدي، وهو الذي “يصب لصالح السوريين ويحقق أمن المنطقة”، على حد تعبيره.
* المصدر : العربي الجديد
عذراً التعليقات مغلقة