دير الزور – حرية برس:
يواجه الأهالي النازحون من قرى شرق دير الزور خيارات صعبة بعد سيطرة قوات الأسد مدعومة بمليشيات إيرانية على مناطقهم.
حيث بدأت إيران من خلال أذرعها بخطوات تهدف إلى نشر التشيع في المناطق التي يسيطر عليها حليفها الأسد في شرق سوريا، بغية ضمان استمرار سيطرتها على الحدود مع العراق، وبالتالي تأمين الخط الواصل بين طهران ودمشق وبغداد، مستعينة بقادة محليين لمليشياتها ممن تضمن ولاءهم.
فبعد دخول قوات الأسد والمليشيات إلى شرق الفرات، نزح أهالي (مظلوم ومراط وحطلة والصالحية والحسينية) بسبب القصف المكثف للطيران وراجمات الصواريخ وقذائف الهاون ولم يبقى إلا القليل من أهالي هذه المناطق.
وتتقاسم اليوم مليشيات محلية وأجنبية السيطرة على هذه المناطق، حيث يسيطر “لواء الباقر” بقيادة أسعد نواف البشير، -ابن المعارض السابق الذي عاد إلى حضن النظام وقد اعتنق المذهب الشيعي مؤخراً- على قريتي مراط ومظلوم، فيما تخضع قريتا حطلة والصالحية لسيطرة حزب الله اللبناني ويقودها هناك المدعو طارق الياسين المعيوف، والذي يعتبر والده من ناشري المذهب الشيعي في حطلة منذ عام 2000 وكانت تدعمه طهران في بناء الحوزات ونشر التشيع في هذه المناطق.
أما الحسينية فتسيطر عليها لجان شعبية بقيادة “عزام الطير” وابنه محمد، والذي أرسل مؤخراً أتباعه إلى وجهاء هذه المناطق، يدعوهم فيها للرجوع بشرط الانتساب إلى اللجان الشعبية وحمل السلاح والقتال إلى جانب قوات الأسد.
أما البشير فتتمثل شروطه للسماح للأهالي بالعودة بتسليم الشباب والقتال مع لواءه والتشيع وتسليم المطلوبيين منهم إلى النظام، في حين يطالب طارق المعيوف أهالي المناطق المسيطر عليها باعتناق المذهب الشيعي والانتساب إلى حزب الله.
قليل من الأهالي النازحين رضخوا للشروط وعادوا، وقد قال شهود عيان منهم أنهم وجدوا منازلهم فارغة بعد “تعفيشها” من قبل المليشيات.
وقال شاهد عيان من أهالي بلدة الحسينية يدعى أبو عبدلله أنه عاد إلى منزله وشاهد كيف يتم سرقة محتوياته أمام أعينه، موضحاً أن المسروقات يتم تحميلها بسيارات وإرسالها إلى حي الجورة في المدينة الذي أصبح منطقة تجارية لبيع الأثاث المنزلي بأبخس الأسعار، وقد دفع ذلك أبو عبدالله إلى الخروج من المنطقة والعودة إلى مناطق سيطرة المليشيات الكردية.
وتسيطر قوات الأسد والمليشيات على معظم ريف دير الزور الشرقي (شامية)، في حين تبسط مليشيا قوات سوريا الديمقراطية سيطرتها على معظم الريف الغربي (جزيرة).
- إعداد أحمد الفراتي – تحرير مالك الخولي
Sorry Comments are closed