الغوطة الشرقية – حرية برس:
لم تكتمل فرحة أهالي الغوطة ببيع دفعة من خبز “المنفوش” بسعر 800 ل.س للربطة، حتى اختفت تلك الكميات من مراكز التوزيع وظهرت في الأسواق ليتم بيع ربطة الخبز الواحدة بشكل حر بسعر 2000 ل.س.
فبعد أربعة أيام على دخول الطحين والمواد الغذائية للغوطة الشرقية عبر طريق مخيم الوافدين، شهدت أسواق الغوطة انخفاضاً ملحوظاً في أسعار المواد الغذائية، إلا أن أسعار الطحين والخبز لا تزال مرتفعة، على الرغم من أنه كان أن المفترض توزيع الخبز بسعر 800 ل.س عن طريق لجان الأحياء في المجالس المحلية.
حيث أوضحت مصادر لحرية برس، أن تاجر الغوطة المشهور باسم “المنفوش” وهو مالك شركة “المراعي” قام بتوقيع عقد لمدة شهر مع حكومة النظام لإدخال المواد الغذائية إلى الغوطة، مع فرض أتاوة بقيمة 2000 ليرة سورية على كل كيلوغرام من المواد الغذائية عدا الطحين التي يتم إدخالها عن طريق “المنفوش” وهو الوحيد المسموح له بإدخال المواد الغذائية، في الوقت الذي تقول مؤسسة المنفوش أن النظام لا يسمح له بإدخال المواد الطبية وحليب الأطفال.
من هو “المنفوش”؟
“المنفوش” تاجر كبير يقطن في بلدة مسرابا القابعة تحت سيطرة “جيش الإسلام”، اشتهر سابقاً بتربية المواشي وصناعة الألبان والأجبان من الحليب ومشتقاته ليصبح الآن التاجر الأبرز في دمشق والغوطة الشرقية، من خلال تعدد أنواع تجاراته لتطال الخضار والفواكه والمعلبات وجميع أنواع الأغذية، إضافةً لتجارة الهواتف المحمولة والمحروقات، في حين يتهمه أهالي الغوطة بتبييض الأموال وسلب العملة الصعبة وإخراجها من الغوطة ليدخل بدلاً عنها الأغذية والخضار والفواكه وبأسعار خيالية تكاد تطال عنان السماء.
استغل المدعو “محي الدين المنفوش” ظروف الحصار الخانق على الغوطة واستعان ببعض معارفه من الضباط لإنشاء صفقات مع النظام السوري، تهدف لإخراج خيرات الغوطة الشرقية من الحليب ومشتقاته بأسعار هزيلة إلى العاصمة دمشق، ليدخل بدلاً عنها مواد القمح والشعير اللازم لتغذية قطيع أبقاره التي يمتلكها في مزارعه في بلدة مسرابا وذلك عبر معبر “مخيم الوافدين” في مدينة دوما، وليتمكن من تشغيل الفرن الآلي الذي اشتراه من أمواله الطائلة، على اعتباره الرجل الوحيد الذي يسمح النظام له بإدخال البضائع بضوء أخضر من وإلى الغوطة، كما أنه يتنقل بحرية بين العاصمة دمشق وغوطتها المحاصرة.
وقد صرحت مؤسسة “المراعي الدمشقية” لمالكها “المنفوش” عن بدء انتاج الخبز بشكل يومي وطرحه في الأسواق بسعر 800 ليرة سورية، إلا أن هذه الوعود لا تزال حبراً على ورق بالنسبة لأهالي الغوطة الشرقية الذين أصبحوا سلعة للتجارة عبر المنفوش ومن يشبهه من التجار، تساؤلات كثيرة تدور بين الناس في شوارع الغوطة عن هذه الأفعال دون معرفة المتسبب أو من يقف وراءها.
- إعداد أمير أبو جواد – تحرير مالك الخولي
عذراً التعليقات مغلقة