نكتة اليوم العالمي للعنف ضد المرأة

رانيا محمود29 نوفمبر 2017آخر تحديث :
إسراء الرفاعي
(صورة تعبيرية)

بداية يساورني سؤال: عن أي عنف يتحدثون بالضبط؟

حقيقةً إن الأمر المثير للسخرية هو أن الأنظار تتوجه وتنحصر بشكل كبير في العنف الجسدي، مغفلين انتهاكات تفوق هذا العنف شناعة و أذى.

لو أردنا التحدث بنية طيبة وأن المجتمع فعلاً يتجه لتطبيق التوصيات الدينية المتعلقة بالمرأة “رفقاً بالقوارير” أو منح المرأة مكانة خاصة اجتماعياً “فلانة دلوعة بيّا” و ما شابه ذلك، فإن هذا التعبير عن الحب يتجسد بالواقع بشكل يعادل الاغتصاب عنفاً ..!

حيث أن هذا الرفق و “الدلع” يكون على هيئة وصاية أبدية، تتمثل بمصادرة حقها حتى في الحلم !

فمن باب الحرص يُمنع عليها أن تخوض تجربتها في الحياة كأي انسان عاقل ، فلطالما يُصوّر العالم الخارجي لها كـغابة تتنافس فيها الوحوش لافتراسها ، ويظل يتردد على مسامعها “كلهن ***” ، أي أنها دائماً في خطر يتربّص بها، وذلك لنعزز تبعيتها لأي رجل في حياتها على اختلاف مسمياته (أب، أخ ، زوج). اعتدنا أن يكون كيان المرأة مرتبطاً برجل، وأن تحارب استقلاليتها بذرائع اجتماعية “خُلّبية” أحدها هو الحرص عليها ..! في حين كان من الممكن بكل بساطة اتباع حل أسلم يتمثل بالدعم ومساعدتها لبناء كيان مستقل وقوي يستطيع مواجهة هذه الوحوش على حد زعمهم.

بدافع الحرص تُربى كانسان عالق في مرحلة الطفولة، لا يملك الحق أو القدرة على اتخاذ قرار يخصه دون العودة للولي، وفي الوقت ذاته تُطالب بالتصرف بحكمة ورجاحة عقل الذي من المفترض أن تصنعه التجربة التي حُرمت من ممارستها، و تُقذف بأبشع الألفاظ في حال أخطأت!

وبدافع الحب يُرسم لها السيناريو المثالي لحياتها وتُلزم بتطبيقه، تُفرض عليها قناعات لا تمت لشخصها بصلة.

تعيش المرأة منذ ولادتها بقالب مُعد مسبقاً لحياتها الباقية، تعاني التهميش أحياناً، تصارع المحيط والمجتمع لتنتزع حقها في الحياة والعيش كانسان طبيعي بعقل كامل، وهذا هو أكثر أنواع العنف الموجّه لها تأثيراً وبشاعة.
التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    عاجل