ضغوط دولية على نظام الأسد عشية مفاوضات جنيف

فريق التحرير27 نوفمبر 2017آخر تحديث :
أطفال استشهدوا اختناقاً بغاز السارين الذي استهدفت به طائرات الأسد مدينة خان شيخون بإدلب – 4-4-2017

حرية برس:

تعرض نظام بشار الأسد لضغوطات اليوم الإثنين، خلال اجتماع لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية بشأن استخدام الأسلحة السامة في حربه ضد الشعب السوري، ما استدعى رداً غاضباً من النظام.

وتأتي الضغوط الجديدة عشية الانعقاد المفترض للجولة الثامنة من مفاوضات السلام التي ترعاها الأمم المتحدة في سويسرا الثلاثاء.

وأصدرت بعثة تحقيق تابعة للمنظمة الدولية ثلاثة تقارير تظهر استخدام الأسلحة الكيميائية في البلاد خلال الأعوام الأخيرة، وفقاً لما أفاد رئيس منظمة حظر الاسلحة الكيميائية أحمد أوزومجو.

وقال أوزومجو أمام المؤتمر السنوي للدول الموقعة على معاهدة حظر الأسلحة الكيميائية “من المثير جداً للقلق أن نواجه مجدداً استخداماً للأسلحة الكيميائية”.

وأضاف أنه “من الضروري، أن تبقى القاعدة الدولية التي نحافظ عليها منذ زمن بعيد ضد استخدام الأسلحة الكيميائية، قوية وأن تتم محاسبة المرتكبين”.

وتلزم المعاهدة التي تم التوقيع عليها عام 1993 جميع الدول الأعضاء المساعدة في تخليص العالم من الأسلحة الكيميائية.

وانضمت سوريا في عهد رئيس النظام بشار الأسد إلى الاتفاقية عام 2013، مقرة تحت الضغط الروسي والأمريكي بأن لديها مخزوناً من الأسلحة السامة، متفادية بذلك التعرض لضربات جوية هددت الولايات المتحدة بتنفيذها.

من جهته، قال ممثل استونيا ياسيك بايليكا لدى المنظمة متحدثا باسم الاتحاد الأوروبي إن دول التكتل “تشعر بالهلع جراء الاستخدام المنتظم والمتكرر للأسلحة الكيميائية في سوريا من قبل النظام السوري وتنظيم الدولة الإٍسلامية”.

وأضاف “لا يمكن أن تكون هناك حصانة ويجب محاسبة المسؤولين عن تصرفات من هذا النوع،” داعياً دمشق إلى العمل مع منظمة حظر انتشار الأسلحة الكيميائية لتوضيح الصورة بشأن مخزونها للأسلحة الكيميائية.

وأما نائب وزير خارجية النظام السوري فيصل المقداد فرد على ما وصفه بـ”الاتهامات الكاذبة” بتورط النظام المحتمل في الهجمات، قائلا إن النتائج “المسيسة” التي توصلت إليها البعثة التابعة للمنظمة الدولية تهدف إلى “تشويه صورة سوريا”.

وأصر على أن منظمة حظر الاسلحة الكيميائية دمرت كامل مخزون سوريا من هذه الأسلحة.

وقال إن الدول “أرسلت مرتزقتها من جميع أنحاء العالم وشجعتهم على استخدام الأسلحة الكيميائية والمواد السامة ضد المدنيين والجيش السوري”.

ودعا فريق المنظمة إلى اجراء تحقيق جديد.

هجمات أخرى بالكلور وغاز الخردل 

واتهمت بعثة “آلية التحقيق المشتركة” بين الأمم المتحدة ومنظمة حظر الاسلحة الكيميائية في آخر تقرير لها قوات سلاح الجو في النظام السوري بشن هجوم بغاز السارين على بلدة خان شيخون الخاضعة لسيطرة المعارضة في نيسان/ أبريل تسبب بمقتل العشرات.

وفيما أعلنت المنظمة أنه تم تدمير مخزونات النظام بنسبة مئة بالمئة، إلا أنها أعربت بشكل متزايد عن قلقها من إمكانية أن تكون سوريا لم تفصح عن جميع أسلحتها.

وعلى مدى عامين، توصل فريق التحقيق الى خلاصة تفيد بان قوات النظام السوري مسؤولة اضافة عن هجوم خان شيخون عن هجمات اخرى بالكلور في ثلاث قرى عامي 2014 و2015، في حين استخدم تنظيم الدولة الاسلامية غاز الخردل عام 2015.

لكن روسيا، الحليف الأبرز للنظام السوري، شككت في جدية التحقيق وطالبت بتغيير عميق في اسلوب عمل المجموعة للموافقة على تمديد عمل خبرائها.

وجاء اجتماع الاثنين عشية جولة محادثات جديدة في جنيف بهدف إعادة احياء الجهود المتعثرة لإنهاء النزاع الذي أودى بحياة أكثر من 340 ألف شخص.

وتأمل الأمم المتحدة بأن يشكل وجود وفد موحد للمعارضة السورية للمرة الأولى، فرصة لإنجاح هذه المفاوضات التي سبق أن أخفقت في التوصل إلى تسوية.

إلا أن المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا ستافان دي ميستورا أعلن الإثنين أن النظام السوري وجه رسالة الى الأمم المتحدة مساء الاحد تبلغه فيها بأن وفدها لن يحضر الاثنين إلى جنيف للمشاركة في المفاوضات.

وقال دي ميستورا خلال مؤتمر عبر الدائرة التلفزيونية المغلقة مع مجلس الأمن الدولي أن “االنظام لم يؤكد بعد مشاركته” في المفاوضات التي يفترض أن تبدأ الثلاثاء. وأضاف “لقد وجهوا لنا رسالة مساء أمس تقول أنهم لن يصلوا الإثنين الى جنيف” مؤكداً أن الأمم المتحدة لن تقبل “أي شرط مسبق” للمشاركة سواء من قبل النظام السوري أو المعارضة.

المصدر فرانس برس - بتصرف
التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    عاجل