أعربت نائب المتحدث باسم الخارجية الألمانية ماريا أديباهر، عن شكها في أنّ تشكل قمة سوتشي، الأربعاء الماضي، بين قادة كل من روسيا وتركيا وإيران، دفعة للعملية السياسية من أجل حل الوضع في سوريا.
وقالت أديباهر في تصريحات صحفية اليوم الجمعة بالعاصمة برلين: “إن كانت قمة سوتشي ستشكل دفعة للعملية السياسية وستساهم في تحقيق نتائج، فنحن نرحب بهذا، إلا أننا الآن لدينا شك حيال ذلك”.
واعتبرت تشكيل قوى المعارضة التي اجتمعت بالعاصمة السعودية الرياض، وفداً موحداً إلى محادثات جنيف، الثلاثاء المقبل، بالتطور الإيجابي.
ودعت قمة سوتشي الثلاثية الخاصة بسوريا، التي جمعت أول أمس الأربعاء، الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، والروسي فلاديمير بوتين، والإيراني حسن روحاني لبحث المسألة السورية. ممثلي النظام السوري والمعارضة، للمشاركة البناءة في مؤتمر الحوار السوري.
صحف ألمانية: لا وجود للعدالة في سوريا
اهتمت تعليقات الصحف الألمانية بالقمة الثلاثية حول سوريا بين روسيا وتركيا وإيران في سوتشي على البحر الأسود. حيث كتبت صحيفة “فرانكفورتر روندشاو” قبل انعقاد قمة سوتشي:
“عندما استقبل رئيس روسيا فلاديمير بوتين في منتجع سوتشي على البحر الأسود حاكم سوريا بشار الأسد وعانقه، قال وقتها بأن التدخل العسكري في سوريا يقترب ببطء من نهايته، ويقتصر الأمر الآن على إطلاق عملية سياسية. ونقل الأسد لبوتين شكر الشعب السوري على ما قامت به روسيا لحماية السوريين من الإرهاب وللحفاظ على وحدة سوريا. وهنا يجب ملاحظة ثلاث مسائل. أولا: إذا كان بوتين جادا في العملية السياسية، فما كان عليه استخدام حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن الدولي ضد تمديد التحقيقات بشأن استخدام أسلحة كيماوية في سوريا. ثانيا: الأسد يتصرف ـ كما هو الحال دوما ـ وكأن الحرب الأهلية في سوريا هي حرب ضد إرهابيين. وجرائم جيشه ضد المدنيين الذين لا يريدون أن يحكمهم الأسد لم يتحدث عنها. ثالثا: من يعتقد بأن الموت في سوريا قد انتهى، فإنه يجلس أمام مسرحية دعائية من الطراز الأول”.
في حين قالت صحيفة “فرانكفورتر ألغماينه تسايتونغ”:
“عندما أرسل بوتين في سبتمبر 2015 قواته إلى سوريا، تنبأ الكثيرون ’بفيتنام روسية‘. بيد أن ذلك لم يحصل، بل حصل العكس. فروسيا هي الفاعل الأكثر تأثيرا في سوريا اليوم. كما أنها تواصل تعزيز نفوذها. فهي لم تعد تعتمد فقط على إيران والميليشيات الشيعية، بل اكتسبت لتحالفها تركيا السنية، وحتى السعودية ،التي ساندت طويلا المعارضة المسلحة اقتربت في الشهور الماضية من روسيا… وبهذا تتحمل موسكو المسؤولية في العملية السياسية. وهذه لن تكون سهلة مثل الانتصارات في أرض المعركة، لأن الأسد يشعر بأنه منتصر ولا يقدم تنازلات لخصومه رغم أنه لا يوجد سوى خاسرين في هذه الحرب”.
وأضافت: “وبعد وفاة نصف مليون شخص وتهجير الملايين من السوريين لا يمكن إلا لمصالحة كبيرة تضميد الجراح. كما لا يقبل الكثيرون من السوريين، وكذلك دول الجوار أن يبقى التواجد العسكري الإيراني مستمرا في سوريا وأن يواصل تغيير معالم البلاد. والمجتمع ما يزال منقسما، وكذلك البلاد، لأن النظام يبسط نفوذه فقط على نصف سوريا، ليست من ضمنها المناطق الكردية التي يتركز فيها النفط والغاز والماء في سوريا. وبدون هذه الموارد لن تكون سوريا قادرة على البقاء. والأكراد المدعومون من أمريكا لا يرغبون سوى في سوريا فيدرالية، وهو أمر لا يقبله النظام. إذن توجد أسباب كافية لعدم وصول النزاع إلى نهايته، بل دخوله في مرحلة جديدة”.
Sorry Comments are closed