تزايد مخاوف ايران في ظل توحد منافسيها

فريق التحرير24 نوفمبر 2017آخر تحديث :
ولي العهد السعودي والرئيس الأمريكي ترامب – الصورة عن القدس العربي

حرية برس – ترجمة اسراء الرفاعي :

أثارت المواقف الأخيرة ل ولي العهد السعودي مخاوف إيران، حيث تتزايد التكهنات بأن الولايات المتحدة وإسرائيل سوف تتحدان مع المملكة لقتال منافستهما الإقليمية المريرة “إيران”.

وقال “كاظم جلالي” العضو الأعلى في لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني : “يبدو أنه يتم رسم الخطط بشكل ثلاثي ،ويُعتزم تنفيذها”. حيث أن الدول الثلاثة تقوم بتطوير “نوع من الرؤية المشتركة”.

وكما حال العديد من المحللين في المنطقة، فإن السياسيين والمعلقين في طهران يقولون أن الاحتمالات كثيرة ضد أي جبهة مشتركة ناشئة تشارك إيران عسكرياً، حيث أنه لم تكن هناك سوى دلائل قليلة على أن الرياض أو واشنطن لديها القدرة على صياغة أو تنفيذ السياسات الاستراتيجية المنسقة المطلوبة لدحر النفوذ الإيراني.

وقد نشر موقع “إيلاف” السعودي الذي يتخذ من لندن مقراً له الأسبوع الماضي مقابلة مع رئيس هيئة الأركان العامة لقوات الدفاع الإسرائيلية “غادي إيسنكوت” _ في سابقة هي الأولى في تاريخ المنشورات التي تعود ملكيتها للسعودية _ والتي أقرت وجود مثل هذا التحالف.

وكان “إينسكوت” قد أشار في منشور باللغة العربية إلى أن السعودية و إسرائيل تملكان وجهة نظر مشتركة حول ضرورة منع إيران من نشر “الهلال الشيعي” في المنطقة، وأنه هناك فرصة لبناء تحالف دولي جديد في المنطقة بالتعاون مع الرئيس ترامب. وقال “نحن بحاجة إلى استراتيجية واسعة وشاملة لإيقاف الخطر الإيراني”.

وأضاف “إيسنكوت” أن التعاون قد يشمل إسرائيل التي تتشارك المعلومات الاستخبارية مع السعودية، واستبعد أي هجوم فوري على حزب الله في لبنان، وهو المعارض الرئيسي لإسرائيل وحليف إيران.

وقال وزير الطاقة الإسرائيلي “يوفال شتاينتز” لراديو الجيش أن الاتصال بين الدولة العبرية و “العالم العربي المعتدل بما في ذلك السعودية يساعد على كبح إيران”.

يُذكر أن السعودية لا تقيم أي علاقات رسمية مع إسرائيل وقد ندّدت مراراً باحتلال إسرائيل للأراضي الفلسطينية.

وقد أقام الأمير “محمد” علاقات وثيقة مع “جاريد كوشنر” صهر ترامب البالغ من العمر 36 عاماً، والذي أثار تنقله بين الرياض وتل أبيب تكهنات بأن هناك تحالفاً جديداً مع إيران يتشكل خلف الكواليس.

وقال “دانيال بيمان” خبير في أمور الشرق الأوسط وأستاذ الدراسات الأمنية في جامعة جورج تاون بأنه قد يكون ما يملكه الأمير من تصورات حول هذا التحالف ليس واضحاً، لكن هناك مجال واسع قد يرغب فيه هذا الثلاثي في استخدام تفوقهم الساحق في الأسلحة التقليدية لدفع إسرائيل ضد حزب الله في لبنان، و الولايات المتحدة ضد الوكلاء الإيرانيين ولاسيما قواتها في العراق وسوريا، والمملكة السعودية في كل ما سبق بالإضافة إلى حربها مع اليمن.

وقال “حسين موسويان” المتحدث باسم فريق المفاوضين النوويين الإيرانيين ومحلل أمني مختص بقضايا الشرق الأوسط في جامعة “برينستون” : “يبدو أنه هناك سيناريو جديد يتم رسمه لإيران. و يجب أخذ التحالف الناشئ على محمل الجد حيث سيكون له عواقب. نحن بحاجة إلى التفكير في سبل لتحسين العلاقات مع السعوديين”.

ويُذكر أن وريث العرش السعودي البالغ من العمر 32 عاماً قد أعطى العالم في هذا الشهر إشعاراً آخر بأنه على استعداد لاتخاذ خطوات جذرية في الداخل والخارج.

وكان رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري قد استقال من منصبه خلال زيارته للقاء داعميه في السعودية، في محاولة واضحة من جانب المملكة لتحويل الناخبين اللبنانيين والمجتمع الدولي ضد حزب الله. وبعد ذلك، أطلق متمردو الحوثيين المدعومون من طهران صاروخاً على مطار الرياض، و قد علق وزير الخارجية السعودي عادل الجبير بأنه “عمل حرب إيراني”.

وقد ذكر “حسن هانيزاده” معلق في الشؤون العربية لصحيفة القدس أن “السعودية تحاول التعاون مع إسرائيل والولايات المتحدة”. وأضاف “أن الهدف هو إعداد الرأي العام لهجوم مشترك ضد حزب الله .

وقد تم إغلاق صحيفة “كيهان” اليومية ذات التأثير الهام وذلك في إشارة إلى رغبة إيران في تجنب التصعيد، وجاء هذا بعد إشادتها بإطلاق صاروخ الحوثي واقتراحها بأن تكون دولة الامارات العربية المتحدة الخليجية أيضاً هدفاً لها.

وقال قائد الحرس الثوري الجنرال “محمد علي جعفري” اليوم الخميس لوكالة فرانس برس “إننا نشهد ضبط النفس من قبل إيران في مواجهة الأعمال السعودية لأننا نريد تجنب المواجهة المباشرة مع السعودية”.

وقد قامت السلطات السعودية بحملة تطهير لمكافحة الفساد في الفترة ما بين الهجوم الصاروخي واستقالة الحريري في 5 نوفمبر/تشرين الثاني ، حيث استهدفت هذه الحملة بعضاً من أقوى و أغنى الشخصيات في البلاد. ووصف “توبي دودج” مستشار كبير في الشرق الأوسط في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في لندن هذه الاعتقالات بأنها “ثورية”.

وقال “دودج” إن تركيز القوة في زوج من الأيدي الشابة والطموحة ،التي لا يمكن التنبؤ بها يبعث على القلق الآن ، و إن الخطر الذي تشكله أي استراتيجية رئيسية ناشئة هو أقل من الإجراءات المزعزعة للاستقرار التي تبعث على الإحباط في التحديات الاقتصادية والسياسية الخارجية الصعبة التي يواجهها الأمير. ويتوقع “دودج” من الجنرالات الذين يعملون في أجهزة الأمن في واشنطن منع الولايات المتحدة من التحركات الدراماتيكية، حيث أن العقبات التي تحول دون وضع سياسة دائمة ودقيقة ستكون هائلة.

قال “فؤاد إيزادي” محلل محافظ في السياسة الخارجية في كلية الدراسات العالمية بجامعة طهران أن أي هجوم على إيران سيدعو إلى الانتقام من خلال مهاجمة البنية التحتية للنفط في السعودية التي يقع معظمها في مرمى الصواريخ الإيرانية في شرق المملكة “إن إيران ستحولها إلى غبار”، وأضاف أن السعوديين يدركون أنهم لا يستطيعون النجاة من ضربة كهذه.

وبالمثل، فقد ترغب إسرائيل في مهاجمة حزب الله، لكنها تعرف أن الآلاف من الصواريخ سوف تهبط على المدن والبلدات الإسرائيلية. ومع ذلك، فإن هذه أوقات غير عادية.

و أضاف “إيزادي” : “لدينا أمير في السعودية يتصرف بشكل غير طبيعي، كاعتقال رئيس وزراء دولة، واعتقال ابن عمه وأقاربه، والقيام بأشياء تجعل الأميركيين أنفسهم قلقين في نهاية المطاف. قد لا ينطبق التحليل المعتاد.”

المصدر وكالة بلومبيرغ
التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    عاجل