ريف حمص الشمالي – حرية برس:
تعد أزمة تأمين مياه الشرب من أهم المشاكل التي تتفاقم في ريف حمص الشمالي المحاصر ومنها بلدة الغنطو، نظراً لانخفاض مستوى مياه الآبار الجوفية (مقارنة بالأعوام الماضية) التي حفرت من قبل المجلس المحلي و المنظمات الإنسانية، والتي لم تعد تكفي الناس وباتت تشكل عبئاً على كل من يفكر الاستفادة والاشتراك في تلك الآبار.
ارتفاع أسعار المحروقات ودفع تكاليف صيانة محركات الديزل لتوليد الكهرباء التي تستخدم لاستخراج المياه من الآبار إلى تكاليف مد الأنابيب لإيصال المياه إلى منازل المشتركين، كلها أعباء تقع على عاتق المشتركين في تلك الآبار.
حيث أكد السيد محمد علي الأحدب رئيس المجلس المحلي لبلدة “الغنطو” لحرية برس؛ بأن البلدة بأمس الحاجة لإيجاد حل حقيقي يلبي تطلعات الأهالي في تأمين مياه الشرب للتخفيف من معاناتهم اليومية في ظل حصار خانق أطبقته قوات الأسد وميليشياته الطائفية على كامل الريف الحمصي.
أزمة مياه الشرب التي يشهدها الريف الحمصي عموماً وبلدة “الغنطو” تتفاقم عاماً بعد عاماً، لا سيما بعد منع ميليشيات الأسد الطائفية ضخ المياه عبر الأنابيب الرئيسية الممتدة من محطة الضخ في قرية الأمينية إلى قرى وبلدات ريف حمص الشمالي، حيث قام عناصر “لواء الرضا” -وهي مليشيا شيعية تتخذ من قرية الأمينية جنوب شرقي تيرمعلة مركزاً لها- بتخريب تلك الأنابيب لحرمان أهالي الريف من المياه الصالحة للشرب.
الأهالي يفضلون مياه “ساريكو”
لجأت بعض المدن والقرى في الريف الحمصي المحاصر القريبة من خط مياه “ساريكو” -خط لنقل مياه الشرب من نهر العاصي- والذي بدوره يقسم الريف إلى شطرين غربي وشرقي ويغذي (مدينة حماه) بمياه الشرب، لجأت إلى إيجاد حلول سريعة عبر المجالس المحلية والمنظمات الانسانية لإنشاء محطات مصغرة لضخ المياه الى الأهالي القاطنين على طول إمتداد خط “ساريكو”.
الشطر الغربي لخط “ساريكو” يضم العديد من القرى والبلدات ومنها بلدة “الغنطو” ويبلغ عدد سكانها 14000 ألف نسمة ما بين مقيم ومهجر قسراً من القرى القريبة والتي تبعد ما يقارب 2.5 كيلو متر عن خط “ساريكو”، بات حلم الأهالي الشرب من مياهه العذبة أسوة بباقي المناطق المستفيدة منه.
يقول محمد سطيف وهو مسؤول أحد الآبار: أصبحت مياه “ساريكو” تباع في الشوارع عبر صهاريج صغيرة وكبيرة وبضعف سعر المياه المستخرجة من الآبار ومع ذلك فضل الأهالي شرائها عوضاً عن المياه المستخرجة من الآبار.
ويضيف سطيف: منذ أكثر من عام ونصف لم تدعم أي جهة أو منظمة آبار الشرب مما زاد من أعباء الأهالي وفضل الكثير منهم ترك الآبار والابتعاد عن تكاليفها الباهظة واللجوء إلى شراء المياه من الصهاريج رغم غلائها، مطالباً المنظمات الإنسانية بدعم الآبار للتخفيف من معاناة الأهالي حيث وصل سعر الخزان الواحد -يساوي خمسة براميل- في الآونة الأخيرة إلى 1200 ل.س بينما كانت تكلفة تعبئة الخزان من الآبار سابقاً تساوي سعر لتر المازوت أيا كان سعره.
الأوضاع الإنسانية لسكان الريف الشمالي لحمص تزداد سوءاً مع استمرار الحصار المطبق على الريف من قبل قوات الأسد من جهة، وتراجع دعم المنظمات وعجز المجالس المحلية عن تأمين الخدمات للأهالي من جهة أخرى.
- إعداد المعتصم بالله صويص – تحرير براءة بركات
عذراً التعليقات مغلقة