إدلب – حرية برس:
في رحلة عبر الموت إلى الحياة، من الموصل إلى الرقة في سوريا ومن ثم إلى مدينة اعزاز في ريف حلب الشمالي، مئات العائلات خرجت من العراق تحت وقع ضربات الحشد الشعبي وميليشياته من جهة وإرهاب تنظيم الدولة الاسلامية “داعش” من جهة أخرى، يدفعون أموال طائلة للمهربين، ويشهدون الموت في طريقهم المحفوف بألغام زرعها تنظيم “داعش” في مناطق التماس مع الجيش السوري الحر، والمحظوظ منهم ينجح بالوصول إلى مخيمات ريف إدلب الشمالي قرب الحدود التركية السورية.
مئات العائلات حطت رحالها هنا، في حين استقرت عائلات أخرى قرب مدينة اعزاز بريف حلب الشمالي؛ على أمل الدخول إلى تركيا من تلك المناطق لاحقاً.
يعيش النازحون من الموصل في مخيمات ريف إدلب الشمالي برفقة الكثير من السوريين النازحين من مناطق أخرى، يتشاركون هموم النزوح وآلامه ومشاعر الحنين إلى الديار.
يتحدث أبو غانم الرجل المكلوم بحرقة بأنهم واجهوا صعوبات كثيرة؛ كان أبرزها الانتقال من مناطق “داعش” بمدينة الرقة إلى مناطق الجيش الحر بريف حلب، حيث تم تهريبهم عبر سيارات محملة بالبضائع، وتم وضعهم أسفل الحمولة وبخزانات سرية للوقود حتى لا يكتشف أمرهم، ومن ثم اضطروا إلى المشي قرابة 20 كم في قرى ريف حلب، لينجحوا بالوصول إلى مناطق الجيش الحر، ويستقر بهم الحال في خيمة على الحدود.
يقول أبو غانم: “أعيش هنا مع زوجتي وأولادي، الحمد لله .. في هذا المخيم كلنا أهل مصيبتنا واحدة وعدونا واحد ومن هجرنا واحد لا فرق بيننا أبداً حتى أن أحد شبابنا تزوج من فتاة سورية وآخر سوري تزوج من فتاة عراقية”.
ويوضح محمد أبو محمود، مدير مخيم الأمل، أن هناك 11 عائلة تسكن في المخيم، يبلغون حوالي 45 فرداً، وصلت هذه العائلات في منتصف الشتاء الماضي بعد رحلة شاقة استمرت أياماً من مدنهم في العراق.
ويضيف أبو محمود بأن هناك صعوبات كبيرة واجهت هذه العائلات حتى وصولها الى هنا، حيث تحدثوا عن الكثير من الأهوال والمتاعب حتى تمكنوا من الوصول إلى ريف إدلب، وهم الآن يشاركوننا نزوحنا وتهجيرنا.
ويقول: “نحبهم ويحبوننا نعيش معاً ونسهر معاً نفرح ونحزن سوية، ونرقب الطائرات الحربية وهي تقصف مناطق إدلب بحرقة ممزوجة بالدمع”.
- إعداد أدهم الخولي – تحرير براءة بركات
Sorry Comments are closed